المحكمة الجنائية العراقية تشدد عقوبة رمضان إلى الإعدام

واشنطن تشدد على ضرورة احترام القوانين في تنفيذ الحكم

TT

كما كان متوقعا قررت المحكمة الجنائية العراقية العليا أمس تشديد عقوبة طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق الى الاعدام شنقا من المؤبد في قضية الدجيل. وقال رئيس المحكمة علي الكاهجي «باسم الشعب قررت المحكمة ما يلي: اعدام المتهم طه ياسين رمضان شنقا حتى الموت لارتكابه جرائم قتل عمدا».

واوضح رئيس المحكمة ان هذا الحكم صدر بناء على قانون المحكمة الجنائية العراقية العليا وقانون الجنايات العراقي. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية ، قال رمضان بعد النطق بالحكم «اقسم بالله انني بريء وحسبي الله ونعم الوكيل ولينتقم من كل من ظلمني». من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن رمضان قوله للمحكمة التي سألته عما اذا كانت لديه أقوال أخرى قبل اصدار الحكم انه لم يكلف بأية مهمة في الدجيل وان جميع الشهود أكدوا أنهم لم يروه هناك. واكد القاضي الكاهجي ان الحكم سيرسل تلقائيا الى محكمة التمييز ما يعني انه ليس نهائيا بعد.

ولكن من المتوقع ان تصادق محكمة التمييز على الحكم اذ انها هي التي طلبت في 26 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بتشديد العقوبة على رمضان الى الاعدام.

وكانت دائرة اخرى في المحكمة الجنائية العراقية العليا قد حكمت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالسجن المؤبد على رمضان الذي كان ضمن المتهمين في قضية الدجيل. ونفذ حكم الاعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 30 ديسمبر لادانته بقتل 148 من سكان قرية الدجيل الشيعية في مطلع ثمانينات القرن الماضي اثر تعرضه لمحاولة اغتيال في هذه القرية. وفي اطار القضية نفسها، نفذ حكما الاعدام في منتصف الشهر الماضي بحق الاخ غير الشقيق لصدام الذي كان رئيسا لاستخباراته برزان التكريتي ورئيس محكمة الثورة عواد البندر. كما حكم على ثلاثة متهمين اخرين من مسؤولي النظام العراقي السابق بالسجن 15 عاما لكل منهم بينما تمت تبرئة متهم واحد كان مسؤولا محليا في حزب البعث في الدجيل.

ويأتي تشديد عقوبة رمضان رغم مناشدات الامم المتحدة ومنظمات حقوقية، وكانت منظمة مراقبة حقوق الانسان «هيومان رايتس ووتش» قد حثت المحكمة أول من أمس على عدم اصدار حكم بالاعدام وقالت ان الادلة التي تربط بين رمضان وأعمال القتل في الدجيل غير كافية، كما حثت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان لويز اربور المحكمة الاسبوع الماضي أيضا على عدم اصدار حكم باعدام رمضان، وقالت ان اصدار حكم باعدامه سيعد انتهاكا للقانون الدولي. الى ذلك، ذكرت الولايات المتحدة امس بضرورة احترام السلطات العراقية بدقة إجراءات تنفيذ عقوبة الإعدام بحق رمضان. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية توم كايسي أمام الصحافيين «من الواضح انها عملية عراقية، عملية يقوم بها العراقيون». وأضاف «لكننا حريصون على ان يتم احترام الإجراءات المناسبة طوال مدة هذه العملية وان تلتزم الحكومة العراقية بالقواعد (...) في مثل هذا النوع من الأمور». وخلص الى القول إن «الإجراءات والأعراف في مثل هذا النوع من أحكام الإعدام تحددها القوانين العراقية، وهذا ما نريد منهم أن يحترمونه».

وقد أثار شريط فيديو صور خلسة لعملية إعدام صدام، صدمة لدى المجموعة الدولية بعدما أظهر صدام حسين يتعرض لإهانات من قبل عدة شهود في لحظاته الاخيرة قبل إعدامه. وبعد أسبوعين أثار إعدام برزان التكريتي الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي الراحل، وعواد البندر رئيس المحكمة الثورية سابقا انتقادات واسعة ايضا بعدما انفصل رأس التكريتي عن جسده خلال إعدامه.