التحدث أمام الآخرين وفي الاجتماعات والقاء الكلمات ازدادت أخيرا أهميته في السعودية كغيرها من البلدان، خصوصا بعد ان طالت المتغيرات شتى المجالات الحياتية. ويأتي هذا التطور بوتيرة متسارعة مما جعل الكل يحاول اللحاق بالركب، خاصة رجال الأعمال والقياديين الجدد الذين يهابون مواجهة الناس، الأمر الذي يملي عليهم اللجوء الى مراكز تخصص لهم دورات تدريبية في مجال الإلقاء وإعداد الكلمات والعروض والمحاضرات والتمارين الجماعية وأسلوب استخدام تمثيل الأدوار كوسيلة تدريبية. والمتحدث في عالم اليوم ما هو الا بائع ومسوق لأفكار معينة يحتاج الى إقناع الآخرين لتحقيق أهدافه.
وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد الله أبا بطين مدير «مركز الإلقاء للتدريب»، الذي يتخذ من العاصمة الرياض مقرا له، ان المركز يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج في هذا المجال، وان الهدف العام للبرامج هو كسر حاجز الخوف عند المتحدث أمام الآخرين، الى جانب تنمية مهاراتهم وإعداد وتنظيم الأفكار والكلمات وكيفية إلقائها.
ويتم التركيز في تنفيذ الخدمة، على الجانب التطبيقي بجانب المحاضرات والتمارين الجماعية باستخدام أسلوب تمثيل الأدوار كوسيلة تدريبية، بحيث تنمي لدى المتدرب مهارات أخرى بجانب مهارات الإلقاء والتقديم مثل مهارات القيادة ورفع مستوى الثقة بالنفس والتعامل مع المواقف المفاجئة وتطوير سرعة البديهة والإصغاء.
وأشار أبا بطين الى ان المركز يلبي الاحتياج التدريبي لفئات مختلفة من المجتمع، حيث نظم شخصا خلال سنتين ونصف سنة من عمره 29 دورة للرجال، بمعدل 18 أشخاص لكل دورة، و6 دورات للنساء و10 للنشء، وان الاقبال على هذه الدورات كبير جداً مما يدل على ان المجتمع اصبح يتقبل الفكرة بشكل أوسع، خصوصا من قبل الأشخاص الذين يتطلب عملهم مواجهة الآخرين والمشاركة في الاجتماعات، كالمحاضرين والدعاة والمدرسين والمديرين التنفيذيين والقياديين وغيرهم.
ومع ان المركز يتخذ من الرياض مقرا له، الا ان هيئة التدريب في المركز تنتقل الى مختلف مناطق السعودية لتدريب الأفراد، حيث يتلقى المركز دعوات من الشركات وبعض الجهات الأخرى.