متحف قصر الحكم في الخرطوم.. يحكي سيرته من 1884 إلى اليوم

بيانو الجنرال غوردون باشا وهدية لنميري من ذو الفقار بوتو ضمن معروضاته

TT

لعله أول متحف في نوعه يعني بمقتنيات حكام السودان من الفترة 1884 الى 2007م. ويقع المتحف بجوار القصر الجمهوري بالخرطوم مباشرة، وصمم بشكل هندسي جميل، وأضيفت اليه مباني الكنيسة الكاتدرائية التي افتتحت عام 1912 ومعمارها اللافت على شاكلة العمارة الدينية والأثرية القديمة. وكان الحكام البريطانيون الذين تناوبوا على الحكم بالسودان يؤدون فيها الشعائر الدينية.

ويضم المتحف البيانو الذي كان يعزف عليه الجنرال غوردون إبان وجوده في السرايا (الذي عرف بعد ذلك بالقصر الجمهوري). وقيل انه ظل يستخدمه حتى إبان حصاره من جانب قوات ثورة المهدية حيث لقي مصرعه على أيديهم في مدخلها. وكذلك يعرض فيه بيانو كهربائي ضخم ادخله ونجت باشا عام 1916. ومن المقتنيات اللافتة إبريق عملاق دقيق الصناعة والمهارة قدمه رئيس وزراء باكستان ذو الفقار على بوتو الى الرئيس الأسبق جعفر نميري في نهاية زيارته الرسمية للسودان، وكانت تلك آخر زيارة رسمية له حيث أطيح بحكومته وقدم للمحاكمة وأعدم.

يضم المتحف عدة أجنحة، منها جناح اللوحات الزيتية، وبينها لوحة للملك فؤاد ملك مصر، وأخرى للملك فاروق ملك مصر والسودان (1939 ـ 1953) وللحكام البريطانيين واللورد أللنبي المندوب السامي البريطاني لدى مصر وكان الحاكم الفعلي لها بوجود الحكومات المصرية والملك فاروق، وكذلك لوحات وصور فوتوغرافية للرؤساء السودانيين: إسماعيل الأزهري والفريق عبود والمشير جعفر نميري والمشير عبد الرحمن سوار الذهب، ورؤساء الوزراء: محمد احمد المحجوب وسر الختم الخليفة والجزولي دفع الله، والى جانب صورهم السيرة الذاتية لكل منهم. كما يوجد جناح لتوثيق فترة النضال الوطني من أجل نيل السيادة والاستقلال.

وثمة جناح الهدايا الرئاسية التي اهديت للرؤساء في العهد الوطني، حيث حرص كل الرؤساء على أيلولة الهدايا للقصر باعتبارها ملكا عاما. كما توجد طاولات رئاسية من الخشب، أبرزها تلك التي استخدمها أول رئيس للحكومة الوطنية ورئيس مجلس السيادة إسماعيل الأزهري وهي مصنوعة من الخشب بزخارف نحاسية وقد وضعت في القاعة الكبرى للمتحف وأيضا المقعد الخشبي الذي كان يجلس عليه، ومنضدة مستطيلة استخدمت لدى افتتاح أول مجلس استشاري افتتحه الحاكم العام البريطاني السير روبت هام 1946. وفي جناح للسيارات الرئاسية نجد سيارة رولز رويس قدمها خديوي مصر عام 1924 هدية للسير روبرت هاو، وأيضا رولز رويس قدمت هدية للرئيس جعفر نميري 1984 وهي ذات مواصفات عالية ومتقدمته وواقية من الرصاص. كما توجد سيارات الحكام البريطانيين من طراز همبر 1940 ـ 1955 وسيارة رولز رويس موديل 1954. وكان يستخدمها آخر حاكم بريطاني وهو المستر نوكس هلم، ثم استخدمها أعضاء مجلس السيادة عندما نال السودان استقلاله عام 1956، وقد استقلها الرئيس جمال عبد الناصر عندما زار السودان في نوفمبر 1959 وكذلك الشيخ زايد بن سلطان آل النهيان عندما زار الخرطوم في الستينات. ورغم الضوابط الأمنية التي تتبع عادة بالنسبة لدخول القصر الجمهوري أو الاقتراب منه، فإنه حددت للجمهور زيارته أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل اسبوع، كما انه مقترح بالنسبة لزوار ووفود القصر الجمهوري حيث أبدى العديد منهم الرغبة في زيارته للوقوف على مقتنياته.