عباس يدعو حماس لفتح صفحة جديدة والحركة ترفض أي شروط

الأجهزة الأمنية الفلسطينية أحبطت عملية انتحارية

TT

دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال كلمة القاها امس، بمناسبة الذكرى الـ43 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، الى فتح صفحة جديدة للحوار. وقال عباس مخاطبا حركة حماس «ادعو لفتح صفحة جديدة نخط سطورها باتفاق ذي مصداقية مبنية على شراكة في الحياة، على ارض الوطن». وفي خطابه الذي بدا اقل تشددا، اضاف عباس «لا مجال لطرف ان يكون لاغيا لطرف اخر».

وجدد ابو مازن دعوته لجميع الاطراف لدراسة اجراء انتخابات مبكرة، قائلا «ادعو الجميع الى دراسة خيار الانتخابات المبكرة للخروج من الازمة الراهنة، وفتح صفحة في العلاقات الاخوية بين الجميع». وتابع «وعلى الجميع ان يدرسوا هذا الخيار» راجيا «التروي في دراسته، وعدم الاسراع في رفضه ودراسته بعمق».

كما دعا ابو مازن حركة حماس الى التراجع عن الانقلاب في قطاع غزة، والالتزام بجميع الشرعيات ومبادرة السلام العربية وقال «أنا ما زلت تحت القسم على كتاب الله، إن تقاليدنا وأعرافنا وقوانيننا عبر مسيرة العقود الطويلة حَرمّت أي حسم عسكري داخلي، وبالتالي لن أسمح بالاستقواء بأي حل عسكري في صياغة العلاقات الداخلية بمختلف أبعادها».

واعتبر عباس «أن التراجع عن الانقلاب أسهل وأفضل ألف مرة من استخدامه كمطلب للحوار، وقد أصبح واضحاً الآن أن نتائج ما أقدمت عليه حركة حماس في قطاع غزة قد زاد معاناة الناس، وأن المتاجرة بهذه المعاناة لن تجلب لحماس وقيادتها سوى المزيد من إدانة الشعب لها والابتعاد عنها». وبينما هاجم عباس حركة حماس «وممارساتها ضد المواطنين، في قطاع غزة»، اقر بالاخطاء التي وقعت فيها السلطة الفلسطينية خلال الاعوام السابقة قائلا ان السلطة دفعت ثمن هذه الاخطاء لاحقا. وتطرق ابو مازن الى خطأ تهميش السلطة لمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا ضرورة اعادة احياء دور المنظمة.

وحول مفاوضات الوضع النهائي دعا عباس اسرائيل الى عدم تضييع الفرصة التاريخية للتوصل الى سلام شامل. وقال «انها مصلحة للجميع وعلى اسرائيل ان توقف الاستيطان وعدم تفويت الفرصة وان هذه الفرصة هي تاريخية لاسرائيل ايضا لانها ستجلب لهم الامن كما انها ستجلب لنا الدولة». وفي محاولة منه للرد على اتهامات حماس بالتنازل خلال انابوليس اكد عباس «ان احدا لم يخلق ولن يخلق باذن الله» يستطيع التنازل عن اي قضية من قضايا الوضع النهائي.

من جانبها، رحبت حركة المقاومة الاسلامية حماس بدعوة الرئيس الفلسطيني الى الحوار الوطني، لكنها شددت على ان يكون هذا الحوار «من دون اشتراطات مسبقة».

وقد اعلنت حركة فتح أن احياء الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاق الحركة في قطاع غزة سيقتصر على إيقاد الشموع والتكبير داخل المنازل والألعاب النارية. وفي مؤتمر صحافي عقدته هيئة العمل الوطني وعدد من الشخصيات الفلسطينية في مقر حركة «فتح» في غزة، قال أحمد حلس عضو المجلس الثوري للحركة إنها فضلت هذا الأسلوب «لحقن الدماء ولتجنيب الشعب الفلسطيني فتنة داخلية»، الا انه أشار في الوقت نفسه الى أن الشرطة التابعة لحكومة هنية المقالة داهمت مقر حركة فتح وانها «عاثت فيه فساداً» على حد تعبيره.

وكان رياض المالكي وزير الاعلام في الحكومة الفلسطينية اعلن ان الاجهزة الامنية الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية اعتقلت مجموعة من حركة حماس كانت تعد لتنفيذ عملية انتحارية ضد اهداف اسرائيلية.