السودان يحتفل باستقلاله بعرض «الدبابة البشير» وطائرات وراجمات محلية الصنع

العفو عن متهمين في محاولة انقلابية .. والأمم المتحدة تحتفل برفع علمها في مقر قوات الهجين بدارفور

TT

في احتفال كبير أقيم في الجانب الغربي لمدينة الفاشر، كبرى مدن اقليم دارفور، امس رفع العلمان الاممي والاتحاد الافريقي على سارية الموقع الجديد للقوات الهجين (المختلطة) من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الاقليم المضطرب، والتي يبلغ قوامها 26 الف جندي عرفت بانها اكبر عملية لحفظ السلام في العالم.

وفي الخرطوم استعرضت حكومة الرئيس عمر البشير قوتها العسكرية، في عرض استمر لأكثر من ساعتين في الساحة الخضراء المخصصة للاحتفالات، وقالت «ان الجيش السوداني صار قادرا على الوصول لأي مكان يهدد سلامة وسيادة السودان وجاهزيته للفداء والتضحية».

وشمل العرض الذي جرى بمناسبة العيد الـ 52 لاستقلال البلاد دبابات سودانية الصنع بانواع مختلفة ومسميات مختلفة مثل: الدبابة البشير، والدبابة الزبير واحد، والزبير 2، وراجمات، وحاملات جنود، وطائرات سودانية الصنع، وطائرات الميج 23 ، دوت في سماء العاصمة السودانية وقدمت عروضا لافتة للأنظار في اجواء المدينة. وفي خطاب ألقاه أمام الاحتفال، الذي حرص ان يحضره بكامل زيه العسكري، اعلن الرئيس عمر البشير العفو عن 30 من السياسيين والعسكريين اعتقلتهم السلطات منذ يوليو (تموز) الماضي وقدمتهم الى المحاكمة بتهمة تدبير انقلاب على حكمه وهي المحاولة التي عرفت بـ«التخريبية» وأخلي سبيلهم نهار أمس. وتأتي الخطوة بعد يوم واحد من جلسة لمحاكمتهم تلى فيها رئيس الاتهام الاتهامات ضدهم.

وقال البشير: «حتى نتبع القول العمل ننتهز هذه المناسبة الجليلة لنعلن امامكم العفو عن المتهمين في المحاولة التخريبية الاخيرة واطلاق سراحهم فورا تأكيدا لمعاني الوفاق الوطني ونفتح معاً صفحة جديدة نسطر عليها استعدادنا للعمل من أجل وطن خال من التآمر.. وطن موحد آمن متحضر، يكون فيه تبادل السلطة سلماًً، والمعارضة حواراً واختلاف الرأى لا يفسد للود قضية». وقال: «لقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة» واضاف: «نحافظ ونتمسك بالإجماع السوداني بترسيخ الوحدة الوطنية لرأب الصدع وجمع الشمل». وجدد دعوته لصون الوحدة الوطنية التي قال انها انتظمت في صفوف الشعب بالسهر على مصالح الأمة.

وأكد البشير أن شريكي اتفاق السلام الشامل، الذي انهى الحرب في جنوب البلاد، عادا بعد الأزمة الأخيرة أكثر قوة وصلابة مما مضى وأشد عزماً على التمسك بالاتفاقية. وقال «شركاء في المسؤولية والتنفيذ والتشريع والرقابة ومجابهة تحديات السلام ليعم كل أرجاء البلاد». وقال: «لن نسمح لشرارة صغيرة أن تتسع لتلتهم الأمل والسلام والرجاء».

وقال الرئيس السوداني «إني لأجد ريح السلام من قِبل دارفور، وألمح جراحات الحرب تندمل في الشرق، وأرى بعين اليقين أن المقبل من الأيام هو الأفضل والأكمل» وأضاف: «سأظل قابضاً على جمرة الابتلاء باقياً على العهد منافحاً عن كبرياء الأمن وعزة الوطن».

وعلى هامش الاحتفال قال الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع، إن الجيش السوداني صار قادرا على الوصول لأي مكان يهدد سلامة وسيادة السودان، واضاف: «نريد أن تكون الرسالة واضحة لتشاد، نحن شعب نريد أن نعيش وفق ديننا وتقاليدنا وقيمنا بدون تهاون وتفريط في حق الشعب ونؤكد أننا لا نريد اللجوء للقوة التي ستكون رادعة وموجهة»، وتابع «نؤكد للعالم أننا دولة تريد أن تعيش عزيزة من خلال قوات مسلحة قوية وقادرة على الذود عن حمى الوطن والسلام الذي صنعته ونحافظ عليه».

من ناحية اخرى، أصدر النائب الأول للرئيس، رئيس الحركة الشعبية سلفا كير، أوامر صارمة للجيش الشعبي التابع للحركة في مناطق شمال بحر الغزال ليتخذ مواقع دفاعية ما لم يهاجم، في خطوة هدف منها تهدئة الامور بين قبيلة المسيرية وقوات من الحركة الشعبية وقعت بينهما صدامات ادت الى مقتل العشرات من الطرفين. ونفى الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم فى مؤتمر صحافى تورط الحركة في الأحداث الدامية في منطقة الميرم، وقال «يجب ألا تصبح قبيلة المسيرية وقودا للحرب التي تديرها مليشيات تزعم بأنها من قبائل المسيرية». وحسب اموم فإن ما يجري مؤامرة لضرب مصالحهم وفتنة خطيرة تستهدف نسف العلاقات بين الشمال والجنوب. وحث باقان حكومة الوحدة الوطنية على إيقاف المعارك الدائرة وتحقيق المصالحة الفورية وإجراء تحقيق شامل لكشف الملابسات حول الأحداث الدامية وتحديد الجهات التي ترتبها وتمولها، فيما اتهم نائبه ياسر عرمان الحكومة بانها «لم تفعل شيئا تجاه المصادمات في منطقة جنوب كردفان»، وقال ان «التطورات على مناطق التماس تؤثر سلبا على قوة الدفع الجديدة التي حدثت بين الشريكين باعتبار ان ما يجري يعد خصما على المصالحة الوطنية».

من ناحية اخرى، احتفل بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور امس بنقل مهمة بعثة الاتحاد الافريقي بدارفور الى البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي إنفاذا للاتفاقيات المبرمة بين الحكومة والمنظمة الدولية والاتحاد الافريقي.

وتم في مراسم عسكرية رسمية رفع العلمين الاممي والاتحاد الافريقي على سارية الموقع الجديد للقوات الهجين بالجانب الغربي من مدينة الفاشر، بعد ان تم إنزال علم الاتحاد الافريقي بمراسم مماثلة بجانب إجراء تغيير القبعات الخضراء التي كانت تمثل الاتحاد الافريقي بالقبعات الزرقاء التي تمثل شارة الامم المتحدة. ووصف رودلف ادادا الممثل المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي اللحظة بأنها تاريخية. وقال ان البعثة المشتركة جاءت من اجل مساعدة مواطني دارفور للوصول الى السلام.