قاربت أزمة العشرات من العاملات المنزليات المتكدسات في مكتب انتظار الجوازات بمطار الملك عبد العزيز الدولي، على الانتهاء، بعد مكاتبات رسمية متبادلة، واجتماع قريب تعقده إدارة جوازات المطار من جهة، ومكتب مكافحة التسول، وهو الجهة المناط بها إسكان وإعاشة العاملات القادمات من الخارج إلى حين قدوم كفلائهن لتسلمهن، بحسب ما أوضح الناطق باسم جوازات منطقة مكة المكرمة، الرائد محمد الحسني.
وكانت عشرات الخادمات تكدسن الأسبوع الماضي في مكتب المحارم بالمطار، نظراً لرفض مكتب مكافحة التسول استلامهن في الدوام المسائي ويوم الجمعة، بحسب ما أوضح مصدر من الجوازات لـ«الشرق الأوسط»، وهو الأمر الذي نفاه مكتب مكافحة التسول بشدة.
وقال الرائد محمد الحسني لـ«الشرق الأوسط» بأن سوء تفاهم وإشكالية حدثت هي السبب وراء عدم تعاون مكتب مكافحة التسول مع الجوازات، إلا أن الأمور في سبيلها إلى الحل، وإدارة الجوازات تعمل على ذلك، خاصة وأن حركة توافد العاملات المنزليات قد استئنفت من جديد بعد مغادرة آخر رحلات الحجاج، وهو ما سيؤدي إلى امتلاء مكتب المحارم بالمطار من جديد، ويحتم تعاون مكتب مكافحة التسول بشكل مباشر ومستمر وطوال الأسبوع.
وقال «ربما سبب الإشكال هو كون مكتب مكافحة التسول إدارة مدنية، لها دوام محدود ولا تستطيع استقبال الخادمات في كافة الأوقات بحسب مواعيد وصولهن لكننا سنبحث معهم هذه المسألة».
من جانبه علق مدير مكتب مكافحة التسول بجدة، على الأزمة الحاصلة، بأن المكتب كان ولا يزال متعاوناً مع الجوازات، وهو يتسلم العاملات فور وصولهن بدون قيد أو شرط، ولفت إلى أن مقر إيواء العاملات المنزليات مجهز بأحدث الوسائل والمعدات التي تكفل الراحة والخصوصية واحترام حقوق العاملات النزيلات فيه، ويتم توفير الوجبات الغذائية وفق إشراف ومتابعة مختصين مؤهلين للقيام بذلك.
وأضاف «يتم تسليم العاملات لمكفوليهم على مدار أيام الأسبوع، وأثناء العطل الرسمية وحتى الساعة العاشرة مساءً من كل يوم، إضافة إلى أن القسم النسائي يعمل به فريق كامل في كل فترة برئاسة باحثة اجتماعية، ومشرفات وحارسات على مدار اليوم، بالتناوب وجميعهن مؤهلات للتعامل مع مهامهن الموكلة إليهن».
وتابع «يقوم المكتب باستضافة العاملات بالتنسيق مع جوازات مطار الملك عبد العزيز الدولي بعد مضي 12 ساعة من وصولهن إلى المطار وعدم حضور كفلائهن لتسلمهن، ويتكفل المكتب بتأمين الإعاشة اليومية للعاملات على حساب وزارة الشؤون الاجتماعية لمدة تصل إلى 30 يوماً اعتباراً من تاريخ دخول الخادمة إلى المكتب وللكفيل الحق في استلام خادمته خلال تلك المدة، وبعد مضي ثلاثين يوما بدون حضوره إلى المكتب، أو منحه وكالة شرعية بتفويض مصدق على توقيعه من جهة رسمية لاستلام خادمته، يتم نقل كفالتها إلى أي مواطن أو مواطنة يتقدم بطلب للحصول على خادمة بنقل كفالة، ويتم الرفع بطلبه لمقام محافظة جدة لأخذ الموافقة وتعميد الجوازات بنقل كفالة الخادمة بعد أن يتم دفع الرسوم المقررة لنقل الكفالة، وهو أمر نادر الحدوث، حيث يبادر معظم الكفلاء لاستلام خادماتهم في فترة زمنية قصيرة».
تجدر الإشارة إلى أن مكاتب مكافحة التسول تؤوي العاملات المنزليات في مكان منفصل عن المتسولات المقبوض عليهن، وفي مكان مجهز لإيوائهن تحت إشراف باحثة اجتماعية ومراقبات وحارسات، والمكان مزود بوسائل للراحة، وهناك متعهد خاص لتوريد الوجبات اليومية على حساب الوزارة طوال مدة بقاء العاملة بالمكتب، ولا يتحمل الكفيل تكاليف الإعاشة، ولا يطالب بدفع أي رسوم مقابل بقائها في المكتب.