أكد عمر عزيمان، سفير المغرب لدى إسبانيا، أن إثارة موضوع سبتة ومليلية اللتين تحتلهما إسبانيا في شمال المغرب، لن تكون أمراً محرماً لا ينبغي التطرق إليه، في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال الدبلوماسي المغربي في حديث أجرته معه جريدة «إلبيريوديكو» الاسبانية ونشرته أمس إنه أمضى الشهرين الأخيرين في بلاده متأملا بعمق في الكيفية التي يجب أن يعالج بها الخلاف القائم بين البلدين حول المدينتين، مضيفا أنه تقدم جيداً في هذا الاتجاه، دون أن يكون قد عاد إلى مدريد وهو يحمل أجندة محددة.
وأعاد عزيمان الحديث عن الآثار السلبية التي خلفتها زيارة الملك خوان كارلوس وعقيلته إلى المدينتين، وإحساس المغاربة بالصدمة، كونهم يحترمون العاهل الإسباني وينظرون إليه بإعجاب بسبب الدور التاريخي الذي قام به لإعادة الديمقراطية إلى بلاده، إثر وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، عام 1975، فضلا عن الصلات القائمة بين البلدين عبر امتداد عصور التاريخ.
وكشف عزيمان، أن الملك محمد السادس قال له قبيل عودته إلى مدريد: إن المشكل مشكل، وهو قائم وموجود بين البلدين، ولا بد من الحديث عنه، وإلى أن يحين موعد ذلك، يمكن للبلدين أن يتقدما في القضايا الأخرى، دون أن يكون مشكل سبتة ومليلية، محرما في علاقاتنا. وعن سؤال بخصوص موعد التئام اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، الذي يطلب الجانب الإسباني تحديده، أوضح سفير المغرب أنه راسل الرباط في الموضوع بعدما ناقش الموضوع مع وزير خارجية إسبانيا ميغل أنخيل موراتينوس الذي استقبل عزيمان بمقر وزارته، بعد رجوعه إلى مدريد، مشيرا إلى أن الجانب الإسباني يفضل أن ينعقد الاجتماع في غضون الشهر المقبل، على اعتبار أن الانتخابات التشريعية ستجرى في إسبانيا بداية الأسبوع الثاني من مارس (آذار) المقبل، مبرزاً أنه ليس ضرورياً إثارة موضوع المدينتين المغربيتين المحتلتين أثناء اجتماع اللجنة العليا المشتركة، بل حبذا لو تم ذلك قبل الاجتماع أو بعده.
وأوضح السفير المغربي أنه لم يعد إلى مدريد مشترطا إثارة موضوع سبتة ومليلية قبل نهاية الشهر الجاري وإلا فإنه سيعود إلي بلاده، معتبراً أن ذلك ليس تصرفا ذكيا ولا ملائما، غير أنه استأنف عمله الدبلوماسي مع يقين أن المحرمات انتهت في العلاقات بين البلدين. وأكد عزيمان، تداولته الأنباء في أن وزير خارجية إسبانيا أخبر نظيره المغربي بزيارة ملك إسبانيا لسبتة ومليلية قبل خمسة أيام من وقوعها.