تزامن وصول الرئيس الأميركي جورج بوش الى الرياض المحطة الرابعة في جولته الخليجية الحالية في زيارة تعد الاولى له الى السعودية مع ابلاغ البيت الابيض الكونغرس الاميركي امس عزم واشنطن بيع صفقة سلاح ضخمة للسعودية ودول خليجية تصل قيمتها الى 20 مليار دولار، وتشتمل على انواع مختلفة من الاسلحة من بينها القنابل الذكية الموجهة وتكنولوجيا متطورة لا توجد حالياً خارج الولايات المتحدة. وحسب الاعلان فان الصفقة تشمل 900 قنبلة ذكية قيمتها 123 مليون دولار.
ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بوش جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بين الجانبين في قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض مساء أمس. وفي بداية الجلسة قلد خادم الحرمين الشريفين الرئيس بوش قلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم.
وتناولت المباحثات تطورات القضية الفلسطينية في ضوء مؤتمر أنابوليس والجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفقاً لرؤية الرئيس بوش بهذا الشأن والوضع في العراق وضرورة الحفاظ على سيادته وأمنه ووحدة أراضيه وتحقيق الوفاق والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أطياف الشعب العراقي. كما شملت الجهود الدولية المبذولة في مكافحة الإرهاب. فيما دعا خادم الحرمين الشريفين الى أن تشمل منظمة الأمم المتحدة تحت مظلتها المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي سبق أن دعا خادم الحرمين لإقامته خلال المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض عام 2005.
وقال مسؤولون مرافقون لبوش ان ايران وعملية السلام ستتصدران اجندة مباحثاته في الرياض ، بينما قال مسؤول بالبيت الابيض إن بوش وزعماء دول الخليج العربية ناقشوا الطلب الهائل على النفط في الاسواق العالمية. واضاف اد جيلسبي المستشار في البيت الابيض انه لا يعرف ما إذا كان الملك عبد الله وبوش قد ناقشا قضية اسعار النفط، لكن الموضوع طرح في الجولة, وتحدث زعماء المنطقة عن الطلب الهائل في السوق العالمي على النفط حاليا وهي نقطة صحيحة.
وبدأ بوش زيارته الى السعودية قادما من دبي والتي يتوجه بعدها (الاربعاء) الى مصر بعد ساعات من مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرياض الى الدوحة ثاني محطة له في جولته الخليجية. وحذر ساركوزي أمس في الرياض، من إمكانية انزلاق منطقة الخليج نحو الحرب، داعيا طهران الى أن تفهم مشاغل الأسرة الدولية . ووصف ساركوزي السعودية بأنها «شريك استثنائي في منطقة يخيم عليها الكثير من المخاطر ويهددها انعدام الاستقرار»، معتبرا في خطابه أمام مجلس الشورى أن الدور الذي تلعبه «يتميز بالاعتدال والتوازن وهو يهم المنطقة والعالم على السواء».وفي لقاء مع رجال الاعمال ابدى ساركوزي قلقه من ارتفاع أسعار النفط. وفي مؤتمر صحافي مشترك لوح وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، بالعودة إلى الأمم المتحدة في حال فشل جهود الجامعة العربية الرامية لحل أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، بينما قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العرب طلبوا من سورية استخدام تأثيرها على حلفائها في لبنان لتطبيق المبادرة العربية. وأكد الفيصل أن سورية لها دور كبير في التأثير بالأزمة اللبنانية الراهنة، وقال «نحن لا ندعي أن لسورية دورا في لبنان، لكن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، هو من قال ذلك».