ضباط استخبارات باكستانيون عن المتطرفين: لقناهم وأقنعناهم أن الجنة في انتظارهم.. ثم فقدنا السيطرة

3 عمليات تطهير شهدتها الاستخبارات بينها إبعاد 3 مديرين متعاطفين مع المتشددين

TT

اعترف مسؤولون سابقون في الاستخبارات الباكستانية، في إحدى المقابلات النادرة التي يدلي بها رجال المخابرات، بأنه بعد أن أعطت وكالة الاستخبارات الباكستانية المتطرفين مساحة لممارسة أفكارهم المتشددة، فقدت السيطرة عليهم.

وحذر هؤلاء المسؤولون السابقون في الاستخبارات من أن باكستان لن تتمكن من السيطرة على تهديدات المتطرفين، وقال أحدهم: «لم نتمكن من السيطرة عليهم. لقد لقناهم وأقنعناهم أنهم سيذهبون الى الجنة، وهذه قناعة يصعب تغييرها فجأة».

والزعيم المتطرف مولانا مسعود أزهر هو مثال لفقدان وكالة الاستخبارات السيطرة على المتطرفين الذين غذتهم وأمنت لهم التدريبات، ثم انقلبوا على السلطة الباكستانية وانضموا الى جماعات متطرفة أخرى لخلق شبكات قوية جديدة لمواجهتها. وأسس مولانا مسعود «جيش محمد» بدعم وتمويل من الحكومة الباكستانية بهدف مقاتلة القوات الهندية في كشمير، إلا أن السلطات الباكستانية عانت في السيطرة عليها. ولكن اختطاف «جيش محمد» للمحرر في صحيفة «وول ستريت جورنال»، دانييل بيرل، وإعدامه، أدى الى اعتقال أزهر والحكم عليه بالإعدام. وألقت السلطات الباكستانية القبض على أكثر من 2000 شخص اثر الحادث، ولكن خلال عام تم الإفراج عن ازهر ومعظم المعتقلين.

وقال مسؤول استخباراتي رفيع سابق آخر إن العشرات من ضباط وكالة الاستخبارات ممن دربوا المتطرفين كانوا يشعرون بتعاطف مع قضيتهم وكان ينبغي إبعادهم عن الوكالة، وأضاف أن ثلاث عمليات تطهير جرت منذ أواخر الثمانينات بينها إبعاد ثلاثة من مديري الوكالة بتهمة التعاطف مع المتطرفين.

كما أقرت مصادر أخرى قريبة من الاستخبارات الباكستانية، بأن الوكالة أيدت ودعمت جماعات متطرفة في أفغانستان وكشمير، وأنها فعلت ذلك بأوامر من قيادات سياسية.