البرد يفرض الإقامة الجبرية وحظر التجول في جنوب السعودية

عادت الأسر لتجتمع متحلقة حول «شبة النار»

TT

إقامة جبرية، وحظر للتجول يبدأ بعد الخامسة مساءً، هذا الواقع الجديد فرضته موجة البرد التي تجتاح السعودية هذه الأيام، وطالت أهل الجنوب بشكل كبير، كما طالت بقية المناطق بصورة متفاوتة، إلا أن الضباب وصعوبة الرؤية بسبب ارتفاع المناطق الجنوبية مقارنة بغيرها أكسبها تغير المناخ والبرودة، غير المرحب بها في الجنوب، طابعاً استثنائياً.

بعد الساعة الخامسة مساءً لا تستطيع تمييز أي عابر سبيل في معظم مدن الجنوب، إلا فيما ندر، إضافة إلى أن ظرفاً طارئاً استثنائياً هو فقط ما يمكن أن يدفع أياً كان للخروج ليس بسبب برودة الجو فحسب، والتي اعتاد أهالي المنطقة اتقاءها بارتداء الجلود المدبوغة والفراء المصنع محلياً، ولكن بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها عابر السبيل بسبب صعوبة الرؤية وتكاثف الضباب إلى درجات تجعل تمييز أي شيء على بعد أمتار قليلة أمراً في غاية الصعوبة. وكانت مصادر فلكية قد حذرت من موجة برد شديد لم يسبق أن تعرضت لها المملكة منذ ما يقارب الـ20 عاماً، تبدأ في الأيام القليلة المقبلة، وتكسو شتاء السعودية هذه المرة بثوبه الحقيقي، حيث من المتوقع أن تتضاعف البرودة، وتنخفض درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، بسبب المرتفع السيبيري المؤثر شتاءً في مناخ السعودية، وهذا المرتفع بحسب المصادر الفلكية لم يدخل بالفعل إلى أجواء السعودية إلى الآن بسبب مصدات مناخية لن يطول صمودها. وأكدت المصادر بأن الشتاء الحالي الذي سيدوم لشهرين على الأقل، سيحظى هذه المرة بنصيب من اسمه.

وكما يقول المثل فإن للإقامة الجبرية التي فرضها البرد على أهالي الجنوب، برغم كونها مضرة نفعت، وهذا النفع هو تعميق التواصل الإنساني، وجمع العائلة حول الحطب الذي يعد وسيلة التدفئة الأكثر شيوعاً داخل المنازل، وزادت من عدد ساعات التواصل الأسري، وأخرجت الحكايا والأساطير من جعبة النسيان لتساعد الجميع على تمضية الوقت، خاصة أن الكثير من الحكايا يرتبط بقصص بطولة لأشخاص في ظروف طبيعية مشابهة، وكيفية تصرفهم في أزمات السيول الجارفة التي بقيت عالقة في الذاكرة كونها الأكثر خطورة.

العقيد عبد الرحمن عوضة الأحمري، مدير إدارة الدفاع المدني بأبها، أكد بأن حظر التجول ما بعد الخامسة والذي سنه البرد والضباب، لم يعد يجدي نفعاً منذ أيام لأن الضباب مستمر والرؤية منعدمة أصلاً طوال ساعات النهار، وقال «الخوف الأكبر هو من السيول، لكن هناك استعدادات تامة للتعامل مع الأمر، وهناك حملات مكثفة للتوعية وكيفية مواجهة موجة البرد، والسيول، خاصة أن المنطقة جبلية وهناك قرى ومدن تقع على وديان».

وتابع «بشكل عام الوضع ممتاز، لكن هناك بعض الحوادث البسيطة ومعظمها ناتج عن سوء الرؤية والضباب الكثيف، وهي جميعاً حوادث مرورية إلى جانب بعض الحوادث البسيطة للالتماس الكهربائي». وحول فزع بعض الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس بسبب سوء الأحوال الجوية، قال الأحمري بأن الدفاع المدني يسير يومياً دوريات خاصة مع بداية وقت الدوام المدرسي وتوجد بقرب المدارس، وسيستمر الأمر إلى انقشاع الضباب واستقرار الأحوال الجوية.