دبلوماسي أوروبي: سورية وكوريا الشمالية تعاونتا في برنامج أسلحة نووية

قال إن إعادة بناء الموقع المقصوف قد يكون لإخفاء النشاط السابق

TT

قال دبلوماسي اوروبي رفيع، في تعليق نادر، ان الحكومات الغربية توصلت الى أن سورية وكوريا الشمالية كانتا تتعاونان في برنامج أسلحة نووية في موقع غامض في الصحراء السورية، قصف من جانب اسرائيل العام الماضي. وقال الدبلوماسي انه بعد مراجعة للمعلومات الاستخباراتية المتوفرة، توصلت الحكومات الغربية الى «نوع من الأساس المشترك، الذي يشير الى ان هناك، على ما يبدو، تعاونا بين سورية وكوريا الشمالية»، في الموقع. وقدمت ملاحظات المسؤول شريطة ألا يجري الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع.

ومنذ القصف الاسرائيلي في سبتمبر الماضي، لم يقل مسؤولون من الولايات المتحدة ودول التحالف الشيء الكثير حول الهجوم او الموقع او الوجود المحتمل لبرنامج أسلحة نووية سوري، يمكن أن يسبب مزيدا من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب. ورفض مسؤولون في وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية التعليق أيضا حول الموضوع.

غير ان ملاحظات المسؤول الأوروبي جسدت اعترافا بالهجوم واستنتاج الحكومات الغربية من أن الموقع كان منشأة نووية. وقبل يوم الأربعاء الماضي كان مسؤولون بارزون أميركيون واسرائيليون ومن دول التحالف الغربي يتجنبون معالجة القضيتين.

ويمكن أن يشكل الاجماع الدولي على ان حكومتي بيونغ يانغ ودمشق تتعاونان بشأن الأسلحة النووية، تراجعا جديدا في الجهود الأميركية في حث كوريا الشمالية على التخلي عن برنامج أسلحتها النووية. كما أنه يمكن أن يضعف الجهود الرامية الى متابعة التورط مع سورية بعد المساعي التمهيدية الأميركية، التي سبقت مؤتمر السلام في الشرق الأوسط الذي عقد في نوفمبر الماضي بأنابوليس.

غير ان بعض المراقبين يظلون متشككين بأن المبنى السوري جزء من أي برنامج نووي. وكان مسؤولون سوريون قد قالوا مرارا وتكرارا ان المبنى لم يكن منشأة نووية وانما مبنى عسكري فارغ. واعترف مسؤولون اسرائيليون بالهجوم بعبارات غامضة، ولكنهم لم يقدموا معلومات تفصيلية في ما يتعلق بالموقع. ويعترف حلفاء الولايات المتحدة بأن ادلة نشاطات الاسلحة يمكن ان تكون اقوى.

كما يعترف الدبلوماسي الاوروبي بأن المعلومات الاستخبارية المتوفرة ليست «كافية بالقدر الذي كنا نحب ان تكون عليه». كما قال ايضا انه ليس من الواضح مدى طول الجهد السوري، ولا ما تفعله الحكومة السورية في الموقع. وقد ترددت بعض الاشارات الى اعادة بناء الموقع، على ضفاف نهر الفرات في شرق سورية، وكشفت صور الاقمار الصناعية التي التقطتها شركة خاصة في كولورادو، «ديجيتال غلوب» وجود مبنى جديد في جزء من الموقع، اعتمادا على الصور التي تحتفظ بها الشركة في موقعها على الانترنت. الا ان المحللين الخاصين قالوا انه ليس من المرجح ان السوريين سيحاولون تكرار نفس المنشآت التي دمرت في الغارة الاسرائيلية.

وقال الدبلوماسي الاوروبي انه «من الممكن ان المبنى الذي يبدو انه تحت الانشاء في الموقع، يبنى لإخفاء طبيعة النشاطات الماضية». وذكر ديفيد شانكر الخبير السابق في البنتاغون في الشؤون السورية، الذي يعمل الان في معهد واشنطن لشؤون سياسات الشرق الادنى ان الاتفاق العام بين الحكومات الغربية بأن كوريا الشمالية وسورية تعاونتا في موقع نووي هو «تطور مهم للغاية». وتجدر الاشارة الى وجود اتفاق عام بأن كوريا الشمالية ساعدت سورية في برنامج التسلح. وساعدت بيونغ يانغ دمشق على بناء صواريخ سكود غير المتقدمة، وهو السلاح ذو المدى القصير، الذي استخدمه العراق في حرب الخليج عام 1991، بالاضافة الى مزيد من التصميمات المتقدمة.وكانت سورية قد سعت الى شراء مفاعلات نووية في السنوات الماضية من عديد من الدول، من بينها روسيا، كما ذكر المحللون. ويشير المسؤولون الدوليون الى وجود مفاعل نووي صغير في سورية، طاقته 30 كيلووات قدمته الصين موجود في دير الحجر.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»