ميليباند يتهم موسكو بتصرفات «الحرب الباردة» بعد إغلاق مكتبين للمركز الثقافي البريطاني

ناطقة باسم المركز الثقافي لـ«الشرق الاوسط»: أصبحنا كرة قدم سياسية وتعرضنا للتهديد

TT

شهدت العلاقات البريطانية ـ الروسية تراجعاً جديداً أمس بعد اعلان المركز الثقافي البريطاني تعليق انشطته في مدينتين روسيتين بعد ان جعلت السلطات المحلية «من المستحيل» مواصلة عمله.

وأدان وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند أمس معاملة السلطات الروسية مع موظفي مكتبين من مكاتب المجلس الثقافي الثلاثة في روسيا، بعد ان تعرضوا الى استجواب وزيارات في وقت متأخر من الليل الى منازلهم. وقال ميليباند ان تصرفات السلطات الروسية «مدانة» و«لا تليق بدولة عظمى». وفي تصريح امام مجلس العموم البريطاني اضاف ميليباند ان روسيا قامت باعمال مماثلة اثناء الحرب الباردة الا ان بريطانيا حسبت ان هذه التصرفات اصبحت جزءا من الماضي.

وجاء اعلان اغلاق المكتبين من الرئيس التنفيذي للمركز الثقافي البريطاني مارتن ديفيدسون في بيان صدر أمس، قال فيه: «السلطات الروسية جعلت مواصلتنا لعملنا في سان بطرسبرغ ويكاتيرنبرغ مستحيلا، ولذلك قررت تعليق انشطتنا في المدينتين». واضاف: «يوم الثلاثاء استدعت اجهزة الامن الروسية اكثر من 20 من زملائي الروس لاجراء مقابلات معهم، وزارت في وقت متأخر من ليلة (اول) امس عشرة اخرين من زملائي في منازلهم واستدعتهم لاجراء مقابلات امس». واوضح ان المقابلات «لم تكن متعلقة بعمل المركز الثقافي البريطاني وكان الهدف الواضح منها ممارسة الضغط على اشخاص ابرياء»، واضاف: «نحن قلقون بشكل خاص على سلامة وراحة الموظفين».

وعبرت ناطقة باسم المجلس الثقافي البريطاني عن استياء المجلس من الضغوط التي تعرض لها الموظفون الروس. وقالت الناطقة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن جهة غير سياسية تماماً ولكننا رمز لبريطانيا ولذلك نستخدم مثل كرة قدم سياسية»، مضيفة: «لقد تعرض موظفونا الى التهديد ولكنهم ما زالوا في روسيا ولم يتركها احد». وتابعت الناطقة أن مكتب المجلس في موسكو يواصل عمله ولكن المجلس قلل اعماله اجمالاً، موضحة ان موظفي مكتب موسكو لم يتعرضوا الى اية مضايقات.

وأكدت الناطقة ان استجواب الموظفين وزيارة رجال الشرطة الى منازلهم «دوافعها كلها سياسية»، مضيفة: «عملنا يتركز على بناء الجسور الثقافية وهي مهمة جداً في هذا الوقت مع توتر العلاقات لكنها مع الاسف قلصت الآن»، وتابعت ان المكتبين جمدا اعمالهما لكنهما لم يغلقا نهائياً، قائلة ان «كل شيء مجمد ونشاطاتنا في روسية بطئت الى حين تتضح الصورة». وعلى الصعيد السياسي، قرأ ميليباند بياني تأييد من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أمام مجلس العموم البريطاني، مؤكداً ان بروكسل وواشنطن تدعمان لندن. واعربت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي أمس عن قلقها من «المضايقات» التي يتعرض لها موظفو المركز الذي اجبر على تعليق عملياته. وجاء في بيان للرئاسة ان «الاتحاد الاوروبي يأسف بشدة وبشكل خاص للمضايقات التي تعرض لها موظفو المجلس الثقافي البريطاني اضافة الى الاجراءات الادارية وغيرها التي اعلنتها السلطات الروسية».

وكانت موسكو قد امرت منذ اسابيع باغلاق المركزين بسبب مخالفات تتعلق بالضرائب، الا ان لندن نفت هذه الاتهامات واعتبرتها حججاً روسية للضغط على بريطانيا ولم تغلقها. وتعتبر الحادثة مرحلة جديدة من تراجع العلاقات بين البلدين منذ مقتل العميل الروسي السابق اليكساندر ليتفنينكو في لندن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2006. وطالبت السلطات البريطانية روسيا بتسليمها اندريه لوغوفوي ليحاكم بتهمة طورته مع ليتفنينكو الذي طلب اللجوء السياسي في لندن. ورداً على رفض روسيا ترحيل لوغوفوي، طردت لندن 4 دبلوماسيين روسا في يوليو (تموز) الماضي. ووقعت مواجهات على الصعيدين السياسي والثقافي بين البلدين خلال الاشهر الماضية، بما فيها تقليص وجود المجلس الثقافي البريطاني في روسيا، اذ كان له 11 مكتبا في روسيا، ولكن قلصها لـ3 في شهر ابريل (نيسان) الماضي.