إسبانيا: اعتقال 12 باكستانيا وهنديين يشتبه في أنهم من المتطرفين

الشرطة اثناء المداهمات تعثر على مواد متفجرة وقنابل و4 أجهزة توقيت

TT

اعتقلت قوات الأمن الاسبانية في عملية مشتركة بين وحدات من الحرس المدني الاسباني بالتعاون مع عناصر من المركز الوطني للاستخبارات على 12 باكستانيا وهنديين للاشتباه في علاقتهم باحدى المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامه بن لادن. من جهته اعلن وزير الداخلية الاسباني بيريث الفريدو روبلكابا ان الحرس المدني عثر امس خلال عمليات دهم في برشلونة (شمال شرق) على مواد متفجرة وقنابل وذلك في اطار عملية استهدفت مجموعة من المتطرفين الاسلاميين. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي «عثرنا خلال المداهمات على مواد مختلفة يمكن ان تدخل في تركيب متفجرات او ان تستخدم لصنع متفجرات». واشار بالتحديد الى العثور على اربعة اجهزة لتوقيت تفجير القنابل. وقال ان المجموعة التي تم اعتقال افرادها كانت «اسلامية متطرفة» و«على مستوى تنظيمي هام».

وأضاف أن شرطة الحرس المدني عثرت على متفجرات أثناء الغارات على خمسة أماكن واعتقلت 12 باكستانيا وهنديين بعد أن تلقت معلومات من استخباراتها ومن استخبارات أوروبية أخرى.

ووفقا لمصادر من وزارة الداخلية الإسبانية، جرت عمليات الاعتقال في منطقة لا رابال في برشلونة، إقليم كاتالونيا، حيث يقطن عدد كبير من الرعايا الباكستانيين. وتعتقد هذه المصادر أن المعتقلين على علاقة بمجموعة أخرى مؤلفة من 5 أشخاص كانوا قد اعتقلوا في العام 2004 في المدينة نفسها وضواحيها، بتهمة تزوير الوثائق والمستندات وسرقة بطاقات الاعتماد. والمعروف أن المحكمة الوطنية قد أصدرت أحكاما بحق هؤلاء المعتقلين الخمسة بالسجن لفترات تتراوح بين 6 و9 سنوات بعد الإثبات بالقيام بإرسالهم أموالا لتمويل الإرهاب الدولي إلى كراتشي وإسلام آباد، وبعلاقتهم بخالد محمد شيخ الرجل الثالث في القاعدة الذي اعتقلته السلطات الباكستانية وسلمته للقوات الأميركية، ويعتقد انه احد الـ 14 من كبار قيادات القاعدة المحتجزين في غوانتانامو. يذكر أن السلطات الإسبانية طلبت مرارا من القضاء الأميركي السماح للمحكمة الوطنية باستجواب محمد شيخ ولكنها حتى الآن لم تتلق أي جواب. وذكر راديو اسبانيا أن العملية نظمت بالتعاون مع الاستخبارات الاسبانية. وعلى أثر الاعتقالات قامت قوات الأمن بتفتيش كافة الأماكن التي حصلت فيها المداهمات ومن بينها مسجد وبعض المنازل الخاصة بالإضافة إلى أماكن أخرى كان يستخدمها المعتقلون. وتفيد المصادر أن هؤلاء استخدموا المسجد ومركزا آخر للعبادة غير مرخص من قبل السلطات «للصلاة» و«التبشير». ولم تستبعد المصادر مداهمات أو اعتقالات أخرى خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة. وقال بيان لوزارة الداخلية الإسبانية إن الاعتقالات حدثت في مدينة برشلونة في إطار العمليات التي يقوم بها الأمن بالتعاون من الاستخبارات الإسبانية. وأضاف البيان انه تم تفتيش العديد من المنازل كما لم يستبعد حدوث المزيد من الاعتقالات. جدير بالذكر أن العاصمة الإسبانية مدريد تعرضت لعشر هجمات متزامنة في مارس (آذار) عام 2004، كانت أسوأ ما شهدته اسبانيا من هجمات. وحدثت الانفجارات قبل ثلاثة أيام من موعد إجراء الانتخابات العامة، والتي أسقط فيها الاشتراكيون الحزب الشعبي اليميني والذي كان يترأسه رئيس الوزراء خوسيه ماريا أثنار. وأتهمت الحكومة في بادئ الأمر منظمة إيتا وهي منظمة مسلحة تسعى لانفصال إقليم الباسك عن إسبانيا، وكان هذا خطأ يعتقد كثيرون أنه ساهم في الهزيمة غير المتوقعة للحزب الشعبي. ومن جهتها أفادت مصادر أخرى تابعة للحرس المدني الإسباني عن الاستعداد لنقل المعتقلين إلى مدريد في أسرع وقت ممكن للبدء باستجوابهم في المحكمة الوطنية وكشف خلفية اجتماعاتهم وأنشطتهم وتحديد علاقاتهم المفترضة بمجموعات وخلايا إرهابية أخرى في أوروبا وخارجها.