نيويورك: الحكم على كندي من «القاعدة» بالسجن مدى الحياة

لدوره في مخططات تفجير في الفلبين وسنغافورة بأمر من بن لادن

TT

قضت محكمة اتحادية اميركية اول من امس، بسجن كندي أقر بأنه خطط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في سنغافورة والفلبين، مدى الحياة. ووفقا لسجلات القضية فقد قرر قاض اتحادي سجن محمد منصورة جبارة، وهو مواطن كندي من أصل عراقي لدوره في مخططات تفجير بأمر من زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن تم تعطيلها. وقال مدعون إن جبارة أقسم الولاء أمام بن لادن نفسه في مايو (أيار) عام 2001، وأرسل لينفذ هجمات. واعتقل في سلطنة عمان في أوائل 2002 وتم ترحيله الى كندا، حيث احتجز قبل أن يتم نقله الى الولايات المتحدة. وتعاون جبارة في بادئ الامر مع السلطات الاميركية، لكنه غير رأيه بعد ذلك بأشهر بعد أن قتل صديق من أيام طفولته وهو يحاول مهاجمة قوات مشاة البحرية الاميركية في الكويت. وتظهر سجلات القضية أن جبارة تعهد بالثأر وخطط أثناء وجوده في السجن لقتل عملاء من مكتب التحقيقات الاتحادي ومدعين كلفوا بقضيته، بأن خبأ سكاكين وتعليمات بشأن كيفية صنع قنابل في زنزانته. وحضر المتهم جلسة اول من امس معتمرا قبعة صوفية ومطلقا لحيته واستمع من دون أي تأثر ظاهر الى تلاوة الحكم من قبل القاضية الفيدرالية باربرا جونز.

واوضحت جونز القاضية الفيدرالية لمنطقة جنوب نيويورك، ان هذا الحكم بالسجن مدى الحياة جاء بسبب «طبيعة مشاركتك على اعلى مستوى في مؤامرتين».

واضافت «لقد اعترفت بضلوعك في جرائم مشينة. وانت في سن التاسعة عشرة او العشرين شاركت وقدت فعلا بصفتك موفدا لاسامة بن لادن هاتين العمليتين»، في اشارة الى الاعداد لاعتداءين على السفارة الاميركية في كل من مانيلا وسنغافورة. وقرأ جبارة بيانا امام المحكمة قال فيه انه كان «ساذجا وشابا في العشرين تعرض لعملية غسل دماغ»، عندما بدأ ارتباطه بتنظيم «القاعدة»، الذي وصفه بانه «ارهابي». واضاف «انا لا اؤمن بالارهاب والعنف والقتل». لكن القاضية جونز قالت «بغض النظر عن الشخص الذي تحولت اليه الان يجب ان أحكم على اساس الافعال التي ارتكبتها»، رافضة طلبا من المتهم بالافراج عنه. واضافت «لم تكن غريبا عن هذه المؤامرات. كنت الشخص الذي ارسل الى جنوب شرق اسيا من قبل القاعدة لتنفيذ العمليتين». ويفيد المحققون بان الاعتداءين كانا في مرحلة التنفيذ لو لم تحبطهما السلطات في سنغافورة. واحيطت قضية جبارة بالسرية منذ توقيفه في عمان عام 2002.

ومع انه تعاون في البداية مع محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) بعدما اقر بتهمة الاعداد للاعتداءين على السفارة في 2002 رفض جبارة بعد ذلك التعاون قائلا: ان المحققين اخلوا بالتزامهم ابقاء تعاونه معهم سرا. لكن ديفيد راسكين رئيس وحدة مكافحة الارهاب والأمن القومي في نيويورك قال ان جبارة اوقف تعاونه لان ولاءه هو لاسامة بن لادن فقط. وقال راسكين امام المحكمة «ولاؤه كان دائما لاسامة بن لادن ولا يزال». ويفيد المدعون بان جبارة خطط ايضا لقتل عناصر امنيين اميركيين يتولون حراسته بعد اعتقاله في عمان في 2002. واوضح المدعون في بيان قبل صدور الحكم، ان جبارة «خطط سرا لاستغلال الاعتقاد السائد في انه يتعاون مع السلطات». واضاف البيان ان «اسلحة ووثائق ضبطت في مكان اعتقاله لا تترك مجالا للشك بان جبارة كان يريد القيام بعملية انتحارية لقتل عناصر امنيين ومدعين»، يعتبرهم مسؤولين عن اعتقاله. واضاف ان وثائق صاغها جبارة «تظهر التزامه شن الجهاد ضد الكفرة وقتل معتقليه ونفسه ايضا». وقال كينيث بول محامي جبارة ان موكله ينوي استئناف الحكم.