دعت المعارضة الكينية برئاسة رايلا أودينغا أمس الى يوم جديد من التظاهر الخميس المقبل، غداة سقوط 33 قتيلا، في ثلاثة ايام من التظاهر، علما بأنها كانت قد أعلنت أول أمس أنها ستتوقف عن التظاهر وتعتمد أساليب اعتراض أخرى. واتهم اودينغا في مقابلة صحافية الرئيس الكيني والشرطة بتحويل كينيا الى «ميادين قتل». وقال هنري كوسغي المسؤول في الحركة الديمقراطية البرتقالية «الخميس سننظم سلسلة جديدة من التظاهرات السلمية في البلاد»، مضيفا ان باقي ايام الاسبوع المقبل ستخصص لإقامة صلوات. وأقرت الشرطة أمس بانها قتلت ثلاثة اشخاص ليل أول أمس في بابا دوغو وكيبيرا حيي الصفيح في نيروبي. وقال مسؤول في الشرطة طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنواصل فرض احترام القانون والنظام مهما كلف الامر». وأضاف: «استخدمنا الرصاص الحي بسبب نقص الرصاص المطاطي». وقتل خمسة اشخاص اخرين في كيسومو، معقل المعارضة وقال قائد شرطة المنطقة «نحن نحقق لمعرفة من قتلهم». وفي كيبيرا، حيث واجهت قوات الامن أول من أمس المتظاهرين المسلحين بالحجارة، بالكلاشنيكوف، انهمك الاهالي أمس في اعمالهم. وبدا الوضع تقريبا عاديا السبت في مدينة ألدوريت بعد اضطرابات دامت عدة ايام وعادت المتاجر لفتح ابوابها.
غير ان قوات الشرطة واصلت اعمال الدورية في شوارع المدينة بعد ان قمعت بشكل دام التظاهرات التي حظرتها السلطات. واعلن المتحدث باسم الشرطة الكينية اريك كيرايثي أمس عن فتح تحقيق بشأن مقتل شخصين في كيسومو الاربعاء الماضي بايدي الشرطة، وقد نقلت شبكة تلفزيون كينية بشكل واسع شريط فيديو عن مقتلهما.
من جهته، قال اودينغا في مقابلة صحفية فرانكفورتر روندشاو نشرت أمس في المانيا بان عددا قليلا نسبيا من الاشخاص تظاهروا ضد الحكومة في الايام الاخيرة وعزا ذلك الى وحشية الشرطة.
الا انه قال انه يعلم برغبة عدد غير قليل من الاشخاص باللجوء الى المقاومة المسلحة وقال: «لا اريد التفكير في هذا الاحتمال». ومع ذلك، فقد عرض زعيم المعارضة امكانية التوصل الى صفقة تفاوضية مع الرئيس، وقال «ان تشكيل رئاسة مشتركة او رئيس ونائبه مع توزيع دقيق للاختصاصات والصلاحيات امر من الممكن تصوره».
وبعد اسبوع شهد غياب الجهود الدبلوماسية لتسوية الازمة التي تشهدها كينيا، يتوقع وصول الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي عين وسيطا في الازمة، الثلاثاء المقبل الى نيروبي. كما وصل الى كينيا أمس المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال حيث سيجري مباحثات منفصلة مع كيباكي واودينغا.