الرئيس الصومالي يرفض المفاوضات مع معارضي نظامه ورئيس الحكومة يدعوهم لـ«حوار بناء»

حسين قال إنه مستعد للاستقالة بعد خلافه العلني مع يوسف حول المعارضة

TT

على خلفية تباين موقفيهما من المعارضة المناوئة لنظام الحكم الانتقالي في الصومال، برز أمس خلاف علني بين رئيس الدولة الانتقالي بالصومال، عبد الله يوسف، ورئيس وزرائه، العقيد نور حسن حسين، أدى لإعلان الأخير استعداده لتقديم استقالته من منصبه إذا كان ذلك سيؤدي إلى وقف دوامة العنف الدائرة في البلاد.

وفي حين وجَّه الرئيس الصومالي هجوما حادا ضد الرئيس الاريتري أسياس أفورقي، واتهمه بدعم المعارضة المناوئة له، وقال يوسف، الذي يجري حاليا فحوصات طبية بالعاصمة البريطانية، لندن، إنه لا مفاوضات مع المناوئين لسلطته الانتقالية قبل اعترافهم بها، مشدداً في بيان غير معتاد على أن حكومته لن تتفاوض مع من وصفهم بالإرهابيين، محذرا جارته اريتريا من مغبة استمرار تدخلها في الشؤون الداخلية لبلاده، دعا رئيس الحكومة، المعارضة المناوئة لحكومته في الداخل والخارج، إلى قبول إجراء مفاوضات سلام معها لوقف الفوضى السياسية والأمنية في الصومال، والانخراط في ما وصفه بـ«الحوار البناء»، معتبرا أن تحقيق المصالحة الوطنية هو على قائمة أولويات حكومته التي تستعد لمغادرة معقلها في مدينة بيداوة الجنوبية إلى العاصمة الصومالية مقديشو قريبا.

وقال رئيس الحكومة العقيد حسين، في تصريحات أدلى بها في بيداوة التي تبعد 240 كيلومترا من العاصمة الصومالية، «إن حكومته مستعدة لإجراء مفاوضات مع جميع معارضيها في أي مكان بلا شروط مسبقة، لكنه شدد في المقابل على أن القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال لدعم حكومته لن تنسحب من البلاد قبل أن يتوصل الفرقاء الصوماليين في ما بينهم إلى اتفاق وطني ووقف أعمال العنف والفوضى التي تجتاح البلاد منذ 17 عاما».

بينما قال مصدر بتحالف المعارضة الصومالية، الذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له، إن التحالف يرفض دعوة رئيس الوزراء شكلا وموضوعا، وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، أنه «لا حوار ولا مفاوضات مع السلطة الانتقالية، التي وصفها بالعميلة لإثيوبيا، قبل انسحاب القوات الإثيوبية من الصومال وإنهاء عمل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي هناك».

في غضون ذلك قالت مصادر صومالية إن نحو 220 جندياً من بوروندي سيصلون اليوم إلى الصومال في إطار قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وبوصول هذه الدفعة الجديدة من القوات سيرتفع عدد عناصر الجيش البوروندي في الصومال إلى 400 عنصر، علما بأن بوروندي تعهدت بنشر نحو 1600 مقاتل في الصومال إلى جانب نحو 1500 جندي من أوغندا.