عودة الحدة إلى سجالات السياسيين اللبنانيين تهدد بإحباط مساعي موسى

الحريري اعتبر اتهامات عون «إقفالا لباب الحوار»

TT

هددت السجالات السياسية المفاجئة، بتعطيل الحوار اللبناني الداخلي الذي يقوده ـ بالواسطة ـ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فبعد الكلام الذي ادلى به رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون للتلفزيون الايراني، عن ان الرئيس الراحل رفيق الحريري كان يتحدث عن حتمية التوطين في لبنان، والرد القاسي الذي اتاه من النائب سعد الحريري، الذي رأى ان كلام عون «اقفال لباب الحوار»، برز امس سجال جديد بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على خلفية كلام نقل عن مكتب بري نفاه الأخير لاحقا، لكنه لم يمنع السجال الذي تضمن اشارات قاسية من الطرفين.

ولم تتوقف ارتدادات الكلام الذي ادلى به عون رغم حرص المقربين منه على القول انه أتي نتيجة «رد على سؤال»، ذلك ان هاني حمود المستشار الاعلامي للرئيس الراحل ونجله النائب سعد الحريري، رأى فيه كلاما عن «سبق الإصرار والترصد»، مستدلا الى ذلك بإبراز عون وثيقة من محفوظات الأمن العام اللبناني عام 2000 أي «خلال عهد الوصاية السورية»، فيما كان عدد من نواب كتلة الحريري يهاجمون عون بقسوة، فاستنكر النائب عمار الحوري «التطاول على الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وقال امس :«عيب ان يوصل العماد عون نفسه الى هذا الدرك، وهو صاحب البيت الزجاجي الهش. عيب ان يقبل لعب هذا الدور، ليكون أداة بيدهم. عيب ان يحاور في النهار، وفي الليل يعود لتلقي التعليمات، وتنفيذها بأسلوب سخيف فاشل».

وبالعودة الى سجال بري ـ الحريري، فقد صدر عن المكتب الاعلامي للاخير، بيان رد على بيان آخر كان قد نشر في احدى وكالات الانباء المحلية، منسوب الى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب، حول بعض جوانب الحوار الذي حصل بين بري والحريري. فرأى ان «اللهجة المستخدمة في البيان معيبة بحق الرئيس بري، وما يمثله وهي تنحدر به الى مستوى لا نتمناه له في اي وقت من الأوقات». معتبرا ان البيان «يتفوق تفوقا غير مسبوق في قلب الحقائق بشهادة من يستشهد بهم، أي وزير الخارجية الفرنسي السيد برنار كوشنير وسعادة السفير(الفرنسي) اندريه باران، والسيد نادر الحريري، ونضيف اليهم شقيق الرئيس بري السيد محمود بري». وختم قائلا: «ان المتاجرة بقانون الانتخابات لم تعد مادة صالحة للاستهلاك السياسي، ونحن أعلنا على رؤوس الأشهاد، ونعلن مجددا تأييدنا لقانون القضاء». ثم أتى الرد من المكتب الاعلامي لبري، الذي قال انه «لم يصدر اي بيان عن المكتب الاعلامي للرئيس بري، كما يدعي السيد سعد الحريري. وبالتالي، فعلا، لم ننزل لمستواه». ولاحقا صدر بيان عن مكتب الحريري جاء فيه: «حسنا فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري في نفي صدور اي بيان عن مكتبه الاعلامي، وحبذا لو صدر هذا النفي قبل تعميم البيان، ولا ينحدر بالتالي الى مستوى التخاطب الذي ورد في البيان إياه».