أعلنت القيادة الأميركية في العراق، أمس، أن الطيران الاميركي شن مساء الاحد وللمرة الثالثة منذ العاشر من يناير (كانون الثاني)، ضربات جوية على الضواحي الجنوبية لبغداد استهدفت مواقع تابعة لشبكة «القاعدة». وفيما لقي جنديان أميركيان مصرعهما في محافظة الانبار وعرب جبور، أعلنت الشرطة العراقية أنها اعتقلت مقربا من الرئيس الراحل صدام حسين لتورطه بنقل أموال لتمويل العمليات المسلحة في البلاد بعد مداهمة منزله في بلدة العوجة التابعة لمدينة تكريت شمال بغداد.
وأوضح الجيش الأميركي في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، أن «حوالي 30 هدفا أصيبت في غارة جوية ليلية على مواقع ومخابئ للقاعدة في بلدة عرب جبور». وتابع البيان أن «35 قنبلة ألقيت خلال الغارة أي حوالي تسعة أطنان من الذخيرة» استهدفت خصوصا «مخابئ للأسلحة وللعبوات الناسفة». وأضاف أن الغارة يفترض ان تسمح للقوات البرية الاميركية «بالتقدم اكثر داخل المنطقة»، موضحا أن «الاهداف اي العبوات الناسفة الخارقة للدروع خصوصا تشكل جزءا من حزام دفاعي لمنع قواتنا من التقدم في القطاعات التي لم ندخلها حتى الآن».
وشنت الغارات مقاتلات من طراز «اف-18» وقاذفات «بي-1» تابعة للطيران والبحرية ومشاة البحرية (المارينز).
وكان الجيش الاميركي قد قصف في 10 و16 يناير منطقة عرب جبور التي تبعد أكثر من عشرة كيلومترات جنوب بغداد. وأكد البيان أن «القوات تمكنت من تدمير 99 هدفا». وتندرج هذه الغارات في إطار عملية «فانتوم فونيكس» التي انطلقت في الثامن من الشهر الحالي بمشاركة الجيش الاميركي والقوات العراقية ضد تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة من العراق. وأعلن المتحدث باسم القوات الاميركية الادميرال غريغوري سميث خلال مؤتمر صحافي اول من أمس، مقتل 121 مسلحا واعتقال حوالي ألف مشتبه فيه منذ انطلاقة العملية. ولم يكشف الجيش الاميركي عدد القتلى الذين سقطوا في الغارات الجوية على عرب جبور، لكن أحد قادة «مجلس الصحوة» في المنطقة أعلن مقتل 21 من عناصر «القاعدة» على الاقل بينهم قيادي كبير اثناء الغارة الاولى.
الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي أمس مقتل اثنين من جنوده خلال هجومين منفصلين خلال عمليات عسكرية نفذها الجيش السبت في العراق. وقال الجيش في بيان إن «أحد جنود مشاة البحرية (المارينز) قتل السبت في محافظة الانبار (غرب)» من دون إعطاء تفاصيل عن الهجوم. وتحدث بيان منفصل عن مقتل جندي أميركي في انفجار عبوة ناسفة في منطقة عرب جبور (جنوب بغداد) السبت ايضا. وبذلك يرتفع الى 3929 عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في مارس (آذار) 2003 وفق حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت الشرطة العراقية أمس أنها تمكنت من اعتقال مقرب من الرئيس الراحل صدام حسين، قالت انه متورط في نقل أموال لتمويل العمليات المسلحة في البلاد بعد مداهمة منزله في بلدة العوجة. وأبلغت مصادر بالشرطة وكالة الأنباء الألمانية بأن قوات من الشرطة داهمت امس منزل منذر دحام الحسن ابن عم وطبان إبراهيم الحسن الاخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين في بلدة العوجة.
وأضافت أن منذر دحام الحسن حاول الفرار من المنزل مما دفع الشرطة لإطلاق النار عليه ثم اعتقاله ونقله إلى احد مستشفيات المدينة للعلاج. وأشارت المصادر إلى أن دحام متورط في عمليات قتل وخطف وأعمال تفجير استهدفت قوات الجيش والشرطة والمواطنين، فضلا عن نقل أموال من خارج البلاد تعود لمقربين من صدام لاستخدامها لتمويل العمليات المسلحة في البلاد.
وقالت الشرطة العراقية، أمس، إن مسلحين قتلوا أربعة من عناصر وحدات مجالس الصحوة التي تدعمها الولايات المتحدة وأصابوا اثنين آخرين في هجوم على نقطة تفتيش قرب الفلوجة غرب بغداد. وقتل اثنان من المسلحين حين ردت الشرطة عند نقطة التفتيش على النيران. وقالت الشرطة إن 3 أصيبوا لدى انفجار قنبلة مزروعة على الطريق وقت مرور دورية أميركية في حي البلديات بشرق بغداد. وعثر على جثتين في منطقتين مختلفتين في بغداد أول من امس. من جهة ثانية، أعلن وكيل وزارة الداخلية العراقية، امس، أنه تم اعتقال 240 من عناصر جماعة جند السماء الموالية لرجل الدين أحمد بن الحسن اليماني في مدينتي البصرة والناصرية منذ يوم الجمعة وحتى الآن. وأضاف اللواء حسين علي كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات في تصريحات لتلفزيون (العراقية) الحكومي «أن القوات العراقية مازالت تتعقب العديد من المطلوبين». وفي الموصل قال العميد عبد الكريم الجبوري مدير غرفة عمليات شرطة نينوى، امس، إن مدنيين قتلا وأصيب تسعة آخرون بجروح بينهم جنود جراء انفجار سيارة استهدفت دورية للجيش العراقي في ناحية القيارة جنوب الموصل. وأوضح الجبوري لـ«الشرق الاوسط» أن سيارة مفخخة كانت مركونة في سوق وسط ناحية القيارة 65 كلم جنوب الموصل انفجرت لدى مرور دورية للجيش العراقي صباح امس، مما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح بينهم جنود.