تحدث البطريرك الماروني نصر الله صفير امس عن مخطط واضح لتفتيت لبنان وافراغه من مؤسساته السياسية والدينية، واضعا الحملة التي شنت عليه اخيرا في هذا الاطار. واعتبر ان المشاكل لا تأتي من اللبنانيين فقط «انما تأتي من حولنا قريبا كان ام بعيدا».
وقال صفير امام وفد من «القوات اللبنانية» زاره متضامنا امس: «اننا معكم نعاني ما نعاني في هذه الايام الصعبة. ولكن يجب ان نقابلها بصدر واسع وتفهم كبير وان نستوعب بعضنا البعض، فالوطن وطننا والناس جميعا اخواننا. ولا يمكن الا ان نحنو على بعضنا البعض لكي نتدبر امرنا ونعرف كيف ننقذ وطننا مما يتخبط فيه من مشاكل». وأضاف: «المشاكل كثيرة. ولا تأتي منا فقط انما تأتي من حولنا قريبا كان ام بعيدا. ويجب ان لا نصغي الا الى صوت ضميرنا وصوت وطننا لكي نعرف كيف ننقذه ممن يتربص به شرا لا خيرا. وعلينا جميعا ان نضافر جهودنا في سبيل انقاذ وطننا ليعود وطن المحبة والتسامح والاخوة الصحيحة، وطن الاماني والسلام».
وفي اشارة الى الحملة التي شنتها عليه القوى المسيحية في المعارضة، قال صفير: «ان ما حدث قد حدث. ونحن لا نعيره بالا، وان كنا نأسف له شديد الاسف. كلنا اخوة ويجب ان نعامل بعضنا البعض كأخوة. فالوطن هو مسؤوليتنا فان لم نبادر نحن الى نجدته فلن يجد من ينجده. لذلك الوطن مر بصعوبات كثيرة والمشاهد هي ذاتها تتكرر. وما شاهدناه في اواخر الثمانينات واوائل التسعينات يتكرر اليوم لان هناك من يتربصون به شرا على ما اشرنا اليه».
كذلك قال صفير امام وفد من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات منطقة دير الاحمر (البقاع): «الزمن هو زمن رديء كما تعلمون. وانتم تعيشونه مع كل الناس. لكننا نريد ان نقول لكم ان المخطط اصبح واضحا. وهو تفتيت هذا البلد وافراغه من جميع مؤسساته الدستورية والاجتماعية والدينية. ولكن لبنان عمره أكثر من ألفي سنة. وعمر الطائفة المارونية اكثر من 1500 سنة. وعلى الرغم مما مر على كنيستنا المارونية من احداث مؤلمة ومفجعة، نشكر الله على انها بقيت حتى اليوم. وستبقى بإذنه». وأضاف: «نحن حلقة صغيرة في سلسلة كبيرة. لقد مر قبلنا 76 بطريركا ولم تكن أحوالهم أحسن من أحوالنا. وأنتم تعرفون تاريخ كنيستنا. وسيمر عليها ايضا، باذن الله، بطاركة كثر».