الأصوليون يختلفون حول ظهور نجل بن لادن في الإعلام الغربي

عمر يدعو والده للتخلي عن العنف وتغيير نهجه

عمر نجل بن لادن زعيم القاعدة المطلوب اميركيا مع زوجته البريطانية زينة الصباح يتابعان على شاشة اللاب توب صورهما وهما على صهوة الخيل بمنطقة اهرامات الجيزة في مقابلة مع الاسوشيتد برس الاسبوع الماضي (أ ب)
TT

اختلف الأصوليون في منتدياتهم ومواقعهم القريبة من «القاعدة» حول ظهور عمر نجل بن لادن في الاعلام الغربي، وجادلوا فيما بينهم تحت أسماء مستعارة حول صورته ودعوته في الاعلام الغربي لوالده باللجوء الى وسائل اخرى، رغم تأكيده أنه لم يره منذ اكثر من ست سنوات، منذ ان كان يعيش معه في أفغانستان.

وكان عمر قد ذكر في مقابلة مع الاسوشييتد برس: أنه لم يتواصل مع أبيه منذ مغادرته أفغانستان سنة 2000، وأضاف «ليس لديه بريد إلكتروني، ولا يتلقى محادثات هاتفية، ولو كان لديه شيء من ذلك القبيل لعثروا عليه بواسطة الأقمار الصناعية». ورفض عمر توجيه أي انتقاد لوالده، وقال: «إن أسامة يحاول فحسب الذَّوْد عن العالم الإسلامي، والدي يعتقد بأنه قادر على الدفاع عن الشعوب العربية ومنع أي شخص من إلحاق الأذى بالعرب والمسلمين في أي مكان في العالم»، على حدّ قوله.

من جهته، قال فارس الاندلس وهو اسم مستعار لاسلامي: «لا نقول إلا هداك الله يا عمر. ابغضنا كثير من الناس لنحب أسامة. أسقطت الدمعات من اجل حب اسامة. فرحت القلوب لانها تحب اسامة. ورد عليه الاشرف طومان باي: عمر بن لادن الله يهديه.. مسوي شعره ضفائر طويلة هكذا مثل لاعبي كرة القدم الأفارقة.. وأيضا متزوج من بريطانية تكبره بأكثر من عشرين عام. الولد يعيش مرحلة المراهقة فيما يبدو.. لذلك لا يؤخذ ولا يؤاخذ بما يقول». إلا ان طومان يعود بمداخلة أخرى يقول فيها: «على رسلكم.. فعمر بن لادن لم يخرج من الملة ولم يأت بكفر بواح يستحق منا أن نضعه في صورة ولد نوح عليه السلام. الرجل تزوج من بريطانية ـ يقال إنها أسلمت ـ وتكبره بعشرين عاما ويزيد.. ما المانع؟؟ طالما لم يخالف الكتاب والسنة فهو حر وليفعل ما يشاء. أما عن مظهره وعدم التزامه بالعمامة واللحية الطويلة والثوب لا يدخله في نطاق الكفر. فقط، نسأل الله أن يهديه ويلحقه بجبال الأفغان ثانية كما كان في السابق. وأيضا فإن عمر لم ينتقد والده أمام وسائل الإعلام الغربية وهذه تحسب له. أيضا فإنه لم يقل شيئا جديدا.. بل قال نفس ما قاله والده في السابق بشأن هدنة مع الغرب.. ألم يعرض الشيخ أسامة هدنة على أوروبا وشعوبها؟ فقط أسأل الله أن يهديه. فقط. اما ابو البراء الفلسطيني فكان اكثر حدة: فقال: إننا لسنا بحاجة الى هذه الأخبار فلا فائدة مرجوة منها. بل فسادها أكبر من محاسنها، أما بالنسبة لعمر فلا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن لنا بأبناء الشيخ الذين نراهم في جبال الأفغان والباكستان فخر». ويرد عاشق المقرن ابو هاجر بقوله: «شتان شتان بين الثرى والثريا». اما مسلم عربي فيقول: «نعم يا عمر هداك الله، والدك ليس لك وحدك بل والد ملايين الشباب المسلم».

غير ان ابو الزبير الازدي يقول: «والله أستغرب من وسائل الاعلام، هل قال لهم احد ان بن لادن من الملائكة الذين لا يخطئون او يخطئ أهلهم؟ ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه كافر وأبوه وأمه ماتا في الجاهلية، وحاربه أهله المقربون وتمادوا في كفرهم هل تريدون من بن لادن ان يكون كل اولاده واخوانه وعشيرته في جبال افغانستان؟ بل والله لا ينالها إلا القليل». اما القائد العام فيقول: «اسكت يا عمر فسكوتك خير من كلامك، لانك جرحت مشاعر ملايين الشباب والرجال». وكان عمر بن لادن، قد دافع في مقابلة مع «سي ان ان» امس عن خروجه من دائرة الصمت والحديث علانية عن رغبته في إنهاء العنف الذي استوحاه والده. وتوجه برسالة إلى والده، بلغة إنجليزية تلقنها مؤخراً من زوجته البريطانية السيدة زينة الصباح، قائلا: «أحاول أن أقول لوالدي.. حاول إيجاد وسيلة أخرى للمساعدة أو تحقيق هدفك.. هذه القنبلة.. هذه الأسلحة، ليس من الجيد توجيهها ضد أي كان». وأوضح أن طلبه ليس رسالة شخصية منه فقط بل بطلب من صديق لوالده ومن مسلمين يقولون فيها لزعيم تنظيم القاعدة إن «عليه تغيير طرقه». وذكر عمر أنه لم يلتق والده منذ عام 2000، عندما غادر معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان بمباركة زعيم التنظيم، ونفى علمه بمكان اختبائه. واستبعد، بصورة مطلقة، إمكانية اعتقال والده نظراً للدعم المحلي الذي يتلقاه. وأوضح عمر أنه يستعد، وزوجته البريطانية، لإطلاق حركة، تقوم على نقيض مبادئ تنظيم والده، وتهدف للترويج للسلام.   وأعرب عمر، 26 عاماً، عن اعتزازه وافتخاره باسم «بن لادن»، نافياً أنه ينظر لوالده كإرهابي، وتحدث عن ازدواجية المعايير التي تنتهجها واشنطن، التي نظرت إلى والده كبطل إبان محاربته القوات السوفيتية في أفغانستان. وأضاف متهكما: «دعوها من قبل حرباً والآن يطلقون عليها إرهابا»، قائلا إن والده يعتقد أن الواجب يحتم عليه حماية المسلمين من الهجمات. وأستطرد قائلا: «يعتقد أن هذا واجبه. مساعدة الناس. لا أعتقد أن والدي إرهابي لأن التاريخ يثبت عكس ذلك».