السعودية في سباق مع الزمن من أجل تأسيس قطاعات تنتج أكثر من النفط

تستثمر بقوة في مشاريع البنية التحتية الكبرى

TT

وسط غابة من الرافعات والأبراج والأعمدة المنتشرة في الصحراء، هناك أكثر من 38 ألف عامل جاءوا من الصين والهند وتركيا ودول أخرى للعمل، لمدة عامين، في ظروف مناخية قاسية جدا حيث تتجاوز درجات الحرارة في رابغ (غرب البلاد) 100 فهرنهايت، لكن بنهاية هذا العمل ستصبح هذه المدينة المبنية من الفولاذ، والواقعة على حافة البحر الأحمر مركزا للعولمة: فالبلاستيك المنتج في مجمعها البتروكيماوي سيذهب إلى اليابان حيث تصنع منه التلفزيونات. وفي الصين، سيستخدم لصنع الهواتف الجوالة، بينما ستباع آلاف المنتجات منه بالولايات المتحدة وأوروبا. وبلغت تكاليف هذا المصنع الذي تصل مساحته إلى ثمانية أميال مربعة، 10 مليارات دولار، حيث تضاعفت عما كان مخططا لها بسبب النقص في المواد والعمالة. وزادت كمية الفولاذ المستعملة بعشر مرات عما استخدم في بناء برج إيفل في باريس. لكن هذه المشاريع الجريئة التي تبنتها السعودية ما كان ممكنا التفكيرُ فيها لولا الزيادة الهائلة في أسعار النفط، إذ ارتفع سعر النفط بمعدل أربعة أضعاف منذ عام 2002.

غير أن كثيرا من السعوديين يدركون ان بلدهم في سباق مع الزمن لأجل تأسيس قطاعات تنتج ما هو أكثر من النفط بغرض توظيف الشباب والعدد المتنامي للسكان. ويُتوقع ان يصل تعدادُ سكان السعودية، التي يقدر عدد سكانها حاليا حوالي 24.5 مليون؛ بينهم 7 ملايين أجنبي، إلى حوالي 40 مليونا بنهاية عام 2025. ومنح المستوى الحالي لأسعار النفط استراتيجية التصنيع في البلاد انتعاشا جديدا. ومكنَ الحكومة من تحسين وضعها المالي.