هل أغاني الهيب هوب عنصرية؟

ولدت قبل نصف قرن ونشرها إلفيس بريسلي

TT

قبل نصف قرن من ولادة أغاني الهيب هوب، ظهرت أغاني الروك آند رول. حذر كثير من الآباء والأمهات البيض أولادهم، حينها، من الاستماع اليها لأن كل الذين يغنونها كانوا من السود، وخافوا من تغلغل ثقافة هؤلاء في ثقافة البيض. ثم ظهر (الأبيض) الفيس بريسلي، ونشر أغاني الروك آند رول. واعترف بأنها زنجية. وسمى نفسه «الزنجي الأبيض». لكن هل أغاني الهيب هوب عنصرية؟ وهل أهم شيء هو لون المغني؟ أم كلمات الأغنية؟ أم هي الموسيقى؟ ولماذا يردد عشرات الملايين من البيض أغاني الهيب هوب السوداء، على ما فيها من شتائم، وجنس، وتمجيد للسود، وهجوم على البيض؟

سنة 1992، في مؤتمر الحزب الجمهوري، انتقد دان كويل، نائب الرئيس بوش، أغاني الهيب هوب، وكانت في بداية ظهورها. وقال عن المغني تابوك شاكور: «ليس لهذه الموسيقى من مكان في مجتمعنا». وكان أسود من أصحاب السوابق قتل شرطياً ابيض في ولاية في تكساس. ووجدت الشرطة داخل سيارة القاتل شريطاً لأغاني شاكور. ورغم انه لم تثبت أي صلة بين الجريمة والشريط (ناهيك من صلة بين الجريمة والفنان)، ربط نائب الرئيس كويل بين الجريمة وأغاني الهيب هوب.

بعد سنتين من كلام كويل، أصدر بيل بينيت، وزير في حكومة بوش، «كتاب الفضائل»، عن القيم الأخلاقية للشعب الأميركي، وانتقد أغاني الهيب هوب.

لكن صحافياً أسود، ورئيس تحرير مجلة «سورس» (مصدر) الموسيقية، وأستاذ العلوم السياسية في «جامعة كنت»، اسمه باكاري كتوانا، ألّف كتاباً تحت عنوان «جيل الهيب هوب»، قال فيه وكأنه يرد الاتهامات الى أصحابها: «قلد البنات البيضاوات، كشف السرة، ووضع الأولاد حلقات الأذن. لم يهتموا بأصل السرة، وأصل حلقات الأذن. لم يفكر البيض كثيرا في الموضوع، ولم يحللوه ويفلسفوه. وجدوها موسيقى جديدة تقلل من ملل الحياة، فتبنوها».