اتهام مرشح للانتخابات الروسية بتزوير توقيعات ترشيحه

عدد المرشحين يتقلص.. وممثل الشيوعيين قد ينسحب بسبب عدم تكافؤ الفرص

TT

مع اقتراب الثاني من مارس (آذار) 2008 الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية في روسيا يحتدم الجدل بين ممثلي الاوساط السياسية حول فرص الفوز بين المرشحين الطامحين الى المنصب الذين نقص عددهم الى ثلاثة يمثلون الاحزاب الفائزة في انتخابات مجلس الدوما، بعد أن أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات أن لديها مبررات لرفض ترشيح ميخائيل كاسيانوف، مرشح تحالف القوى اليمينية ورئيس الحكومة الروسية الاسبق. وقالت اللجنة إنها اكتشفت تزوير مئات الالوف من توقيعات المؤيدين له، علما أن عدد التواقيع لا يجب أن يقل عن المليونين للمرشح الذي يريد خوض المعركة الرئاسية.

وفي حال رفض ترشيح كاسيانوف يكون قد بقي في السباق الرئاسي كل من ديمتري ميدفيديف عن الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» وغينادي زيوغانوف عن «الحزب الشيوعي» وفلاديمير جيرينوفسكي عن «الحزب الليبرالي الديمقراطي». وتلقى كاسيانوف نبأ رفض أوراقه خلال وجوده في بروكسل لحضور مؤتمر حول الديمقراطية في روسيا، واعرب عن امله في اعادة اللجنة المركزية للانتخابات النظر في قرارها في الوقت الذي يتوقع فيه آخرون احتمال أن تقدمه لجنة الانتخابات الى القضاء بتهمة التزوير. وقد جاء ذلك مواكبا للتصريحات التي تتردد عن الحزب الشيوعي الروسي حول احتمالات انسحاب مرشحه زيوغانوف بسبب عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين واحتكار ممثل الحزب الحاكم لوسائل الاعلام. وقال ايفان ميلنيكوف، النائب الاول لرئيس الحزب الشيوعي ونائب رئيس مجلس الدوما، ان الشيوعيبن لا يستبعدون انسحاب مرشحهم «في حال استمرار الدعم الاداري اللامحدود من جانب المحافظين ورؤساء المدن لمرشح الكرملين ميدفيديف، وعدم تكافؤ الفرص امام المرشحين في الدعاية الاعلامية».

وثمة من يقول ان الكرملين في أمسّ الحاجة لزيادة عدد المرشحين الطامحين الى الفوز بالرئاسة التي تبدو نتائجها معروفة سلفا لمرشح الكرملين ديمتري ميدفيديف الذي سبق أن اعلنه بوتين خليفة له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتضعه استطلاعات الرأي اليوم الى الصدارة بنسبة تزيد عن 80%. ولذا يقول المراقبون ان الكرملين في امس الحاجة الى مشاركة زيوغانوف الذي يسمونه «الثاني دائما»، وهو الذي سبق أن خاض جولة الاعادة في انتخابات 1996 امام بوريس يلتسين وفاز بالمنصب عمليا باعتراف الكثيرين من اركان الحملة الانتخابية ليلتسين الذين كشفوا عن التزوير في وقت لاحق. ومن المقرر ان يناقش الشيوعيون مسألة انسحاب زيوغانوف من انتخابات الرئاسة بعد عودته من الصين اليوم. ويقضي القانون بجواز الانسحاب في موعد اقصاه السابع والعشرين من يناير (كانون الثاني)، اي قبل خمسة ايام من موعد بداية الدعاية الرسمية الانتخابية شرطا لعدم دفع الغرامة المالية الموازية لاسعار الحملات الاعلانية المجانية للمرشحين في اجهزة الاعلام الرسمية. ويقضي قانون الانتخابات بوجوب جمع المرشحين المستقلين ومرشحي الاحزاب التي لم يصادفها التوفيق في الانتخابات البرلمانية ما لا يقل عن مليوني توقيع، وهو الشرط الذي يعفى منه ممثلو الاحزاب الفائزة في الانتخابات البرلمانية.   وكانت الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2004 قد جرت بين عشرة منافسين وهي الانتخابات التي فاز فيها بوتين من الجولة الاولى بنسبة اصوات اقتربت من 65% وهي النسبة التي يقول المراقبون ان ميدفيديف مرشح لتجاوزها.