التوافق غير ممكن.. فلنلجأ إلى حكومة حيادية تشرف على انتخابات مبكرة

المعارضة اللبنانية تشرح للوزراء العرب مطالبها في وثيقة «غير قابلة للاجتهاد»:

TT

تعيش الساحة اللبنانية حالة من «المراوحة» في انتظار اجتماع وزراء الخارجية العرب، املا من طرفي الازمة في الموالاة والمعارضة، في الحصول على «تفسير» للمبادرة العربية يقترب من نظرتها الى طريقة حل الازمة القائمة في البلاد.

وفيما سعت قيادات الاكثرية البرلمانية الى «التواصل» مع السفراء العرب المعنيين، قررت المعارضة ايفاد 3 من نوابها الى القاهرة للقاء بعض الوزراء العرب وتسليم المجتمعين «وثيقة» تشرح وجهة نظرها من الحل المقترح للازمة. وكشف احد اعضاء الوفد المعارض النائب سليم عون لـ«الشرق الاوسط» ان اهمية ما ستقدمه المعارضة يكمن في ان مواقفها التي ابلغتها سابقا الى المفاوضين والوسطاء ستتحول الى وثيقة مكتوبة يمكن البناء عليها في مراحل التفاوض اللاحقة»، مشيرا الى ان هذا الموقف «سيكون غير قابل للاجتهاد والتأويل». وفيما اشار عون الى ان الوثيقة لا تزال قيد الاعداد، قال مصدر اخر في المعارضة لـ«الشرق الاوسط» ان المذكرة كان أعدّها «اللقاء الوطني» (الذي يضم القيادات السنية في المعارضة) في اجتماع عقد في منزل الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي. مشيرا الى تعديلات وضعت للمسودة من قبل اطراف المعارضة. ولخص المصدر ما تحويه الوثيقة التي تبدأ بمقدمة عن المبادرة العربية تشرح عدم امكان التوصل الى اقتناعات مشتركة بما تضمنته المبادرة من سلة واحدة: «رئاسة الجمهورية والحكومة والانتخابات» واختلاف اللبنانيين في تفسير المبادرة.

وتطلب المعارضة من الجامعة العربية ان تتبنى مطلب «تأليف حكومة حيادية تجري انتخابات نيابية مبكرة، وفي ضوء ذلك يكون الشعب قرر ويلتزم الجميع بالنتائج». وصدر عن المكتب الاعلامي لبري امس بيان «توضيحي» لما أدلى به السنيورة حول ضرورة «فهم هواجس الآخرين والعودة إلى الحوار وعودة المجلس النيابي المعطل منذ 15 شهرا... للعمل» قال فيه: «نوافقه على رأيه هذا تماما في ما لو أضاف معللا سبب تعطيل المجلس، ومرده الى حكومته الفاقدة للشرعية والدستورية والميثاقية ... بجهوده».

وكان بري قد تلقى امس اتصالاً هاتفياً من السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة الموجود حالياً في المملكة عرضا خلاله «التطورات الراهنة». كما التقى وفداً من كتلة نواب «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد الذي قال بعد اللقاء: «الرؤية حتى الآن لا تسمح بإرسال بشارة الى اللبنانيين بقرب حل الازمة، لكن لا يزال هناك امكان لأن تفتح الابواب على حلول خصوصا اذا كانت القراءة العربية لوزراء الخارجية قراءة صحيحة». مشيراً الى ان المعارضة «تتريث لمعرفة ماذا سيصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولا تستعجل الامور» قائلاً ان «كل الاحتمالات واردة بالنسبة الينا».

ووصف الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي المبادرة العربية بانها الخلاص، وقال امس: «ثقتنا كبيرة بوزراء الخارجية العرب الذين اصروا في الاجتماع السابق على اطلاق مبادرتهم لحل الازمة اللبنانية، ونأمل ان تتم متابعتها واحاطة الموضوع اللبناني من كل جوانبه، لاننا نريد المبادرة لجميع اللبنانيين، لا ان يشعر البعض انها لفريق على حساب سائر الأفرقاء».

ورأى وزير المهجرين نعمة طعمة «ان التهديد بالنزول الى الشارع والتعرض للسلم الاهلي شيء خطر على لبنان، لان لا حرق الاطارات، ولا قطع الطرق ولا التعدي على الممتلكات يحل القضية»، مؤكدا «ان لا خلاص للبنان الا بالحوار بين جميع ابنائه». ولفت الى انه «في كل دول العالم، الديموقراطية هناك اكثرية واقلية، والاكثرية هي التي تحكم، وعندما تصبح الاكثرية اقلية يحكم من يحصل على الاكثرية»، داعيا الى «انتظار الانتخابات النيابية المقبلة لمعرفة خيار الشعب اللبناني».