عمليات جراحية لإنقاص الوزن.. لعلاج السكري

دراسة جديدة تفضل جراحة شد المعدة لتقليل أو منع حدوث المرض ومضاعفاته

TT

العمليات الجراحية لإنقاص الوزن تنفذ اهدافها بشكل افضل من العلاج الطبي المعتمد لمرض السكري من النوع الثاني لدى الاشخاص السمينين، وفقا لاول دراسة قارنت بين هذين المنطلقين للعلاج.

واظهرت دراسة على 60 شخصا، ان 73 في المائة من اولئك الذين اجريت لهم عملية جراحية، قل لديهم بشكل كامل ظهور مؤشرات السكري، بمعنى ان كل دلائل المرض زالت. وبخلاف ذلك فان درجة زوال (انحسار) المرض كانت بنسبة 13 في المائة لدى الذين حصلوا على علاج تقليدي، الذي اشتمل على الحصول على مشورة معمقة حول الغذاء والتمارين الرياضية بهدف انقاص الوزن، واشتمل ايضا وعند الحاجة، على اعطاء ادوية السكري مثل الانسولين و«الميتفورمين» وأدوية اخرى.

وفي الدراسة، ادت الجراحة مهمتها لان الاشخاص الذين خضعوا لها، فقدوا وزنا اكبر من الاشخاص الذين كانوا في المجموعة الثانية ـ 20.7 في المائة مقابل 1.7 في المائة من وزن اجسامهم، في المعدل.

ويحدث السكري عادة بسبب السمنة وغالبا ما يتمكن المرضى من تقليل حدة المرض او التخلص منه نهائيا بإنقاص 10 في المائة من وزن اجسامهم. ورغم ان الكثير من الناس يمكنهم فقدان مثل هذا القدر من الوزن فان عددا قليلا منهم يمكنهم الاستمرار (في فقدانه) من دون عملية جراحية (اما النوع الاول من السكري فهو نوع اقل شيوعا ويحدث نتيجة تدخل جهاز المناعة ولا يرتبط بالسمنة).

الا ان النتائج الجديدة لن تنطبق، على الاغلب، على كل المرضى بالنوع الثاني من السكري، ذلك ان الاشخاص الذين خضعوا للدراسة كانت لديهم حالات خفيفة من المرض الذي ظهر لديهم حديثا، كما شخص المرض لدى اكثرهم خلال السنتين الاخيرتين. اما لدى الاشخاص المصابين بشكل حاد ومتواصل من السكري، فانه لن يكون بالامكان ازالة المرض مهما جرى من فقدان لوزن المريض.

وكان نوع العملية الجراحية التي استخدمت في الدراسة هي عملية شدّ المعدة، التي تجرى عبر شقوق صغيرة بهدف وضع طوق حول اعلى المعدة لتحويلها الى كيس صغير كي يأكل الاشخاص اقل ويشعرون بالامتلاء اسرع. اما العمليات الجراحية الاخرى لانقاص الوزن فانها اكثر تطرفا، اذ يتم فيها قطع المعدة وتدبيسها، واعادة تركيب الامعاء الدقيقة . ومن بين 205 آلاف عملية جراحية لانقاص الوزن اجريت العام الماضي في الولايات المتحدة، كانت نسبة 25 الى 30 في المائة منها عملية لشد المعدة. وزوال السكري من النوع الثاني بعد اجراء عملية جراحية لانقاص الوزن، ليس بالنتيجة الجديدة، فقد كان الاطباء يعرفونها من سنوات. الا ان البحث الجديد هو اول جهد للبحث علميا عن وسيلة لتحديد اهميتها مقابل العلاج الطبي لمجموعات من المرضى المصابين بالمرض.

وتعكس الدراسة الاهتمام المتزايد بين الباحثين بتوظيف الجراحة لعلاج السكري من النوع الثاني، حتى لدى الاشخاص الذين ليسوا سمينين تماما. وتمثل الاندفاعة الجديدة هذه، في بعض ملامحها، خطوة يائسة تأتي نتيجة ما تشهده الولايات المتحدة والعالم من وتيرة عالية من المرض ومضاعفاته المدمرة التي قد تشمل النوبات القلبية والعمى وفشل الكلى وبتر الاطراف. وللكثير من الاطباء، فان الوقت قد حان لدراسة العمليات الجراحية بوصفها علاجا شافيا محتملا.

وقال جون ديكسون رئيس فريق الدراسة، الباحث في امراض السمنة بجامعة موناش في استراليا التي اجري فيها البحث: «اعتقد ان الجراحة للتخلص من السكري ستصبح شائعة في غضون بضع سنوات». ونشرت الدراسة الاربعاء الماضي في المجلة الطبية الاميركية.

وجاء في افتتاحية كتبها اطباء لم يشاركوا في الدراسة، عقبوا على نتائجها ان «التصورات المعمقة التي بدأت تأتي ثمارها من خلال دراسة التدخلات الجراحية بهدف التخلص من السكري، ربما هي الاهم في عمقها، منذ اكتشاف الانسولين». وعلق الدكتور رودولف ليبل الرئيس المناوب لمركز نعومي بيري للسكري في المركز الطبي بجامعة كولومبيا (الاميركية) الذي لم يشارك في الدراسة ان الدراسة مهمة لانها اظهرت ان تدخلا جراحيا اقل ما يمكن، يمكنه ان يعكس مسار الاصابة بالسكري.

واضاف ليبل انه «في هذه المرحلة، فربما سيكون علينا ان نتقبل او نستجيب اكثر لفكرة التدخل الجراحي لتقليل او منع حدوث السكري ومضاعفاته».

* خدمة «نيويورك تايمز»