الرئيس الفرنسي يتحرك لتهدئة المخاوف بعد فضيحة «سوسيتيه جنرال»

محامي الشخص المتهم: كيرفيل لم يهرب ومستعد للتعاون مع المحققين

المقر الرئيسي لبنك «سوسيتيه جنرال» في باريس (أ.ف.ب)
TT

في أول تعليق له بشأن خسائر سوسيتيه جنرال التي بلغت سبعة مليارات دولار قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «انها عملية احتيال داخلية واسعة النطاق» وأضاف أنها لا تثير الشكوك في تماسك النظام المالي.

وكرر ساركوزي تطمينات من الحكومة والبنك المركزي صدرت عند الكشف عن الفضيحة أول من أمس الخميس وقال ان الخسائر «لا تؤثر في تماسك النظام الفرنسي والثقة فيه». اكد حاكم البنك المركزي الفرنسي كريستيان نواييه أمس ان «النظام المصرفي الفرنسي صحي تماما ومتين جدا» في مواجهة ازمة قروض الرهن العقارية.

قال كريستيان نوييه محافظ البنك المركزي الفرنسي أمس ان متانة وضع البنوك الفرنسية لا يقلقه نتيجة لازمة الرهن العقاري عالي المخاطر وان كل التدابير الضرورية أعلنت أو ستعلن في الايام المقبلة.

وقال لراديو ار.تي.ال «نحن نعلم بالضبط حجم المخاطر. والمخصصات (لتغطيتها) أعلنت أو ستعلن في الايام المقبلة عند الضرورة». وأضاف «لا يوجد قلق على الاطلاق. فالنظام المصرفي الفرنسي قوي تماما ومتين تماما». المدخرات الضرورية في كل مصرف تم توفيرها او سيتم توفيرها في الايام المقبلة».

وكرر تصريحاته السابقة بأن فضيحة الاحتيال التي هزت بنك سوسيتيه جنرال لا علاقة لها بأزمة الرهن العقاري وأنه تم الكشف عن كل مكامن الضعف. وقال «بالنسبة لي حسابات سوسيتيه جنرال تم تطهيرها وكل شيء واضح». و«المصرف اصبح اكثر متانة اليوم». واعلن مصرف «سوسييتيه جنرال» احد اكبر ثلاثة مصارف في فرنسا الخميس انه خسر سبعة مليارات يورو منها خمسة مليارات تسبب فيها بحسب المصرف، مضارب يعمل لحساب البنك يبلغ 31 عاما من العمر في اضخم عملية احتيال في تاريخ المعاملات المالية في العالم.

ولا يزال الغموض يحيط بمكان جيروم كيرفيل، 31 عاما» الذي قال البنك انه مسؤول عن مراهنات غير مصرح له بها على أسهم واخفائها في محاولة يائسة للتغطية عليها. لكن محاميا يزعم أنه يدافع عنه قال انه بخلاف المتعامل نيك ليسون الذي ارتكب عملا مشابها مع بنك بارينجز البريطاني فان كيرفيل لم يهرب ومستعد للتعاون مع المحققين.

وصب سوسيتيه جنرال وشخصيات سياسية ومالية فرنسية اللوم في الحادث على كيرفيل.

لكن البنك يواجه ضغوطا لتوضيح كيف تمكن الرجل الذي وصفه البعض بأنه شخصية عبقرية وهو موظف صغير يتلقى راتبا لا يتجاوز 100 ألف يورو سنويا من تجاوز القيود بشأن أنظمة مكافحة التلاعب المعقدة بالبنك من مكتب في المقر الرئيسي.

وتجاهل المستثمرون خارج النظام المصرفي الاوروبي الفضيحة الى حد كبير. فقد ارتفعت الاسهم الاسيوية في اعقاب اغلاق على ارتفاع كبير في وول ستريت بعدما اتفق الرئيس جورج بوش وزعماء الكونغرس على حزمة حوافز اقتصادية لتفادي الركود.

وقال انتوني ماك مدير المبيعات لدى دي.بي.اس للاوراق المالية في هونغ كونغ «انه حادث معزول.. ويمكن للبنك أن يعوض الاضرار... انها تحت السيطرة تماما».