دافوس: المسؤولية الاجتماعية للشركات تعود إلى صدارة القضايا العالمية

براون يدعو إلى التخفيف من الإجراءات الحمائية > كبار المصدرين يدرسون في يونيو إنشاء «أوبك» للغاز > دعوات بضم الهند والصين لمجموعة الثماني

من اليسار الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس نيجيريا ورئيس الوزراء البريطاني والملكة رانيا ورئيس مايكروسوفت ونجم الغناء الايرلندي بونو في صورة جماعية لدعم الدول الفقيرة (أ.ب)
TT

ركز منتدى دافوس أمس على المسؤولية الاجتماعية للشركات بدلا من تحقيق الربح، حيث حول المشاركون في المنتدى السنوي اهتمامهم الى مسائل الصحة والمساعدات والتنمية.

واختار مغني الروك والناشط في المجال الانساني بونو والبليونير بيل غيتس والامين العام للامم المتحدة تحويل الحديث من الاقتصاد العالمي والمسائل الجيوسياسية الى قضايا مثل القضاء على الملاريا والفقر ومواجهة التغير المناخي.

ويفتخر منتدى دافوس دائما بانه يظهر الجانب الجيد للرأسمالية رغم ان المشاركين غالبا ما يتعرضون لانتقادات بسبب ترويجهم لافكار كبيرة حول مسائل كبرى في العلن، وفي الحقيقة يمضون معظم وقتهم في اقامة العلاقات وعقد الصفقات خلف الكواليس.

واعلن غيتس عن منح بقيمة 306 ملايين دولار لتنمية الزراعة في الدول الفقيرة في اسيا وافريقيا، في خطوة كبيرة في مجال الزراعة يتخذها صندوق غيتس الذي كان يركز على الصحة.

وقال غيتس «اذا كنا جادين في انهاء الجوع والفقر المدقع في انحاء العالم، يجب ان نكون جادين بشأن تغيير الوسائل الزراعية بالنسبة للمزارعين الصغار ومعظمهم من النساء».

وستخصص هذه القروض لتمويل مشاريع تهدف الى تحسين نوعية التربة وانتاج الحليب والري وتطوير البذور في عدد من الدول الافريقية والاسيوية.

واقترح غيتس على المشاركين في المنتدى الخميس نموذجا جديدا من الرأسمالية يخدم الفقراء المغيبين، واضاف «ان التحدي هنا هو تصميم نظام يشتمل على الربح وعلى ادراك ضرورة بذل المزيد من الجهود للدول الفقيرة»، ودعا الى نموذج جديد «للرأسمالية المبدعة».

وسينضم الى غيتس كل من بونو وبان كي مون ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في نقاش سيجرى في وقت لاحق حول التقدم او انعدام التقدم في تحقيق اهداف الالفية التي حددتها الامم المتحدة. ودعا براون في وقت سابق البنك الدولي الى لعب دور في مكافحة التغير المناخي اضافة الى دوره في التنمية العالمية. وقال براون ان على العالم ان يتحرك مباشرة لخلق «بنك دولي للبيئة مثلما يوجد بنك دولي للتنمية».

واستقطب منتدى دافوس هذا العام نحو 30 من رؤساء الدول او الحكومات واكثر من 110 من وزراء الحكومات وعدد من رؤساء الشركات العملاقة.

وفي هذا السياق حث رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون دول العالم على التخفيف من انغلاقها أمام التجارة والاستثمار للمساعدة في مواجهة مخاطر تباطؤ الاقتصاد العالمي.

واضاف خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس «ينبغي أن نكون أقل ميلا للاجراءات الحمائية». وخلال المنتدى يبحث رجال الاعمال وسياسيون كيفية الرد على احتمال حدوث تباطؤ اقتصادي أو ركود.

وقال براون «اعتقد أن هناك خطرا. انني أراه في مناطق بأوروبا حيث يلجأ الناس الى اتخاذ اجراءات حمائية».

ولم يحدد براون بالاسم الدول التي كان يلمح اليها لكن وجهة نظره تتناقض مع وجهة نظر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يشعر بقلق أشد بشأن تحرير التجارة العالمية واحتمال استغلال شركات استثمار أجنبية تهيمن عليها دول فائض الاموال لديها في تعزيز شركات كبرى تضررت بسبب الاضطرابات في السوق.

وقال رئيس الوزراء البريطاني «يكمن التحدي في أن نظهر أن بامكاننا دفع محادثات التجارة العالمية قدما». ومن المقرر أن يجتمع وزراء التجارة من عدد من الدول التجارية الرئيسية اليوم السبت في دافوس لمناقشة فرص تحقيق انفراجة في جولة الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية. وقال غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني في مقال صحافي أمس ان اضطراب أسواق المال العالمية يتيح فرصة لاجراء اصلاحات واسعة النطاق للمساعدة في تجنب حدوث المزيد من الازمات. ودعا براون في المقال الذي نشر بصحيفة فاينانشال تايمز الى قدر أكبر من الشفافية في الاسواق والى اقامة نظام عالمي للانذار المبكر للمساعدة في التصدي لاية اضطرابات تحدث في المستقبل.

وقال «أغلب القادة السياسيين وزعماء الاعمال الذين تجمعوا في المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الاسبوع يتفقون على شيء واحد وهو أن الاقتصاد العالمي يواجه أكبر اختبار منذ أكثر من عقد».

وتابع «لكن علينا أيضا أن نتفق على أن ظروف الاضطراب على مدى التاريخ كانت فرصة للاصلاح».

وبين «الاضطرابات الاخيرة التي انتقلت فيها مخاطر القروض الى من يمتلكون أقل قدرة على فهمها كشفت عن أربع قضايا كبرى لواضعي السياسة في مختلف أنحاء العالم». وقال ان هذه القضايا الاربع هي اصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين ادارة الازمات عبر الحدود وزيادة الشفافية في الاسواق وتدعيم العولمة في مواجهة سياسات الحماية. من جهة اخرى قال عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة القطري أمس ان كبار مصدري الغاز في العالم سيناقشون احتمال انشاء منظمة للغاز على غرار منظمة اوبك عندما يجتمعون في يونيو (حزيران). وأضاف العطية أن 14 دولة على الاقل ستجتمع في موسكو غير أنه لا يزال من السابق لاوانه قول ما اذا كان سيتم انشاء تجمع على غرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك).

وقال «هذا مبكر للغاية.. ليس لدي تعليق بعد. سنناقش الامر في موسكو.. في يونيو». وتمتلك قطر ثالث أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم.

وعقد كبار مصدري الغاز في العالم اجتماعات غير رسمية لعدة سنوات خلال منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يعقد كل عام.

وترغب ايران التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز أن يتحول المنتدى الى منظمة تحمل طابعا رسميا أكبر على غرار اوبك. وهونت روسيا وهي مصدر رئيسي للغاز في العالم من شأن الفكرة. وحذرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مرارا من أن انشاء تجمع للغاز على غرار اوبك سيشكل خطرا كبيرا على أمن الطاقة العالمي ويتيح فرصة للتلاعب بالاسعار.

وقالت قطر وغيرها من أعضاء المنتدى ومن بينهم روسيا وفنزويلا ونيجيريا والجزائر ان منتدى الغاز يهدف لزيادة التعاون بين كبار المنتجين حتى يمكنهم فهم احتياجات السوق بشكل أفضل. وقال العطية «قررنا خلال الاجتماع الاخير بالدوحة تشكيل (مجموعة) خبراء على مستوى عال لمناقشة الوضع الامثل».

ويقول خبراء انه من غير المحتمل أن يتمتع منتدى الغاز بنفس ما تتمتع به أوبك من نفوذ لان عقود الغاز تبرم على أساس طويل الاجل وليس على نظام التداول الفوري المستخدم في تسعير النفط.

من جهة أخرى، حث رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مجموعة الثماني أمس على ضم دول صاعدة مثل الهند والصين اليها في اسرع وقت ممكن لمعالجة المشكلات الاقتصادية.

وشكك انجل جوريا الذي كان يتحدث خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في النظرية القائلة إن الاسواق الصاعدة يمكنها النمو بسرعة في وقت تتباطأ فيه اقتصادات الولايات المتحدة والدول المتقدمة.

وقال «مسألة عدم الارتباط هذه تمت المبالغة فيها، اذا حدث تباطؤ في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيكون هناك تباطؤ أكبر في باقي العالم. انتهى».وتابع «كلنا نتأثر. بالتالي ينبغي علينا جميعا أن نسهم في الحل وينبغي أن ننسق بشكل أفضل. ينبغي لمجموعة الثماني أن تصبح مجموعة الثلاث عشرة بأسرع ما يمكن...ينبغي عليهم جميعا أن يعملوا معا. لا يمكن لمجموعة الثماني أن تحل أية مشكلات بدون الخمسة والخمسة لا يمكنهم حل المشكلات بدون الثمانية.. وبالتالي فلم الانتظار». وأشار جوريا الى الهند والصين على أنهما بين البلدان الخمسة.