خيانة السوق

TT

من المعروف أن الشراء والبيع في سوق الأسهم يتم وفق معايير متعددة منها التحليل الأساسي والتحليل الفني. ومنها أيضا تتبع كبار المضاربين في البيع والشراء وهذا أمر مشروع متى أتيح، ومن المعروف أن أهم عامل للشراء هو التحليل الأساسي. ويعد التحليل الفني عامل مساعد للتحليل الأساسي.

ونعود لعملية تتبع كبار المضاربين وتتبع توصياتهم التي يتبرعون بها، على كل حال هم يرسلون توصيات لشراء أسهم معينة بغرض رفع سعرها وأحيانا بيعها على بعض «غير المدركين» وجني الأرباح خاصة إذا كانت هذه الأسهم تتبع لشركات خاسرة.

وبعد بيع المضاربين الكبار أسهمهم يتخلون عن السهم ويبدأون البحث عن غيره أو يتركون الطلبات خالية لحين تراجع السهم وبعد ذلك شراء السهم من جديد وعند الأسعار التي يريدون.

بعد تراجع السهم يبدأ المضاربون الكبار بعدم الرد على الهاتف للتخلص من مضايقة صغار المضاربين الذين انساقوا وراء المضارب كما ينساق القطيع خلف قائدة. ومن يرد منهم تجده يتأفف ويردد خانني السوق.. خانني السوق.. خانني السوق.. وللأسف يجد من يصدقه.

أعزائي صغار المضاربين أرجو أن تتأكدوا أن كبار المضاربين حينما يخبروكم عن توصية لسهم معين فهم يريدون مساعدتكم ولم يخبروكم لسواد عيونكم، الأمر الآخر أنهم يريدون أن تروجوا للسهم وهذا الأهم.

الأمر الآخر أنهم حينما يضعون هدفا سعريا لسهم معين فهم يبيعون قبله وما يدفع السهم للوصول للهدف هو نحن صغار المضاربين الذين سرعان ما نصدق كلما بدأ السهم يرتفع لنتورط في الأخير.

لذلك أرجو أن تتأكدوا أن للمضاربين حيلا شتى وأعذارا لا تنتهي في حالة هبوط السهم أو عدم وصوله للهدف المحدد من المضاربين.

وعلى كل حال سأحكي لكم حكاية مختصرة في إحدى المرات حدد مضارب سعودي سعرا لسهم معين ومع بداية الصباح بدأ السهم بالصعود حتى وصل النسبة القصوى وأقفل على ذلك.

وقد اكتشف متعاملو السوق في اليوم التالي أن المضارب الذي حدد لهم السعر هو من باع وعند سؤاله عن السبب وخاصة عند تراجع السهم أجاب أنا من يقرر ارتفاع السهم وليس أنتم في إشارة إلى أن المتعاملين بدأوا بالشراء القصد أنه ورطهم ومع ذلك لم يعدم الاعتذار تحياتي لكم وكل خيانة سوق وأنتم بخير.

* اقتصادي سعودي [email protected]