الرئيس الإيطالي يبدأ مشاورات لتعيين رئيس وزراء جديد بعد استقالة برودي

برلسكوني يطالب بانتخابات مبكرة

TT

عادت ايطاليا الى عاداتها القديمة مع استقالة حكومة رومانو برودي، أمس، بعد عشرين شهرا من ممارسة الحكم، وبدأ رئيس الجمهورية استشاراته لتشكيل حكومة جديدة في وقت تضاربت فيه الأنباء عمن سيعهد اليه بمنصب رئيس الوزراء.

وبدت التنبؤات في الصباح لصالح رئيس مجلس الشيوخ فرانكو ماريني وبعد ساعات طرح الى التداول اسم جوليانو أماتو وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة، بينما تكهن البعض بأن المنصب سيسند الى شخصية اقتصادية مثل ماريو مونتي المفوض السابق في الاتحاد الاوروبي أو ماريو دراغي حاكم بنك ايطاليا المركزي.

ويتوقع بعض المراقبين أن رئيس الجمهورية جورجيو نابوليتانو المعروف بحذره سيطيل من مدة الاستشارات بين الأحزاب والكتل البرلمانية، في حين يتكهن الآخرون بأنه سيسرع في ذلك بأقصى سرعة. والواقع أن الجميع في حيرة ولا يعرفون أين المخرج ولا ما يخبئه المستقبل. وفيما أعلن رئيس مجلس الشيوخ ماريني أنه لا يطمح الى رئاسة الوزارة بعد البدء بتداول اسمه للمنصب، بدأ سيلفيو برلسكوني زعيم المعارضة اليمينية الذي ترشحه بعض الاستفتاءات للفوز مجددا برئاسة الحكومة، بالمطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة في شهر ابريل (نيسان) المقبل. وبموجب القوانين الايطالية يجب إجراء الانتخابات خلال فترة تمتد بين الخمسة والاربعين والسبعين يوما بعد حل البرلمان، وهو أمر يتيح الفرصة امام برلسكوني الذي أقيل من المنصب في إبريل (نيسان) الماضي لاستعادة رئاسة الوزراء.

غير أن الرئيس الايطالي الذي يؤيد إصلاح قانون الانتخابات في إيطاليا بهدف تحقيق المزيد من الاستقرار للحكومات، يتوقع أن يسعى للتوصل إلى اتفاق لتجاوز الانقسامات السياسية حول تشكيل حكومة مؤقتة من المرجح أن تقودها شخصية مؤسساتية أو تكنوقراطية.

ولا يجيب أحد بوضوح عن السبب الحقيقي خلف استقالة الحكومة التي كانت تتألف من ستة أحزاب غير متجانسة، لكنها تنضوي تحت لافتة تحالف يسار الوسط. وكان قد استقال وزير العدل كليمنته ماستيلا في الاسبوع الماضي بعد طلب القضاء التحقيق مع زوجته ووضعها تحت الاقامة الجبرية في منزلها. فاعتبر ماستيلا أن الأمر طعنة له وصوت مع كتلته ضد برودي في جلسة الثقة في مجلس الشيوخ أمس. لكن السؤال يبقى لماذا بدأ التحقيق معه ومع زوجته الآن رغم أن الاصوات التي تتهمه بالفساد تعلو منذ سنوات. ويتساءل البعض ما اذا كان الامر متعلقا باحتمال تعديل قانون الانتخاب وإمكانية اختفاء حزب ماستيلا في المستقبل بسببه، أو أنه متعلق بأزمة النفايات في نابولي، خاصة وأن ماستيلا من مدينة قريبة من نابولي ويدين بالولاء السياسي لزعيم مخضرم من الحزب الديمقراطي المسيحي. لا شك ان الازمات السياسية المتلاحقة التي تصيب الحكومات في ايطاليا تعرض السياسيين في هذا البلد الى السخرية والهزء؛ فالكتاب الأكثر شهرة في ايطاليا هذه الأيام يصفون الطبقة السياسية بـ«المنغلقة عل نفسها على أساس الثروة». أما الممثل الهزلي الانتقادي بيبي غريللو فيقترح أن يبيع برودي وبرلسكوني أسنانهما الذهبية في مزاد علني على الانترنت ليتحسن وضع ايطاليا الاقتصادي المديون، ويضيف مازحا «ايطاليا ليست ببلد جدي».