فتح ترفض دعوة مبارك للحوار في القاهرة وحماس تقبلها

TT

رفضت حركة فتح، دعوة الرئيس المصري حسني مبارك، لبدء حوار فوري مع حركة حماس، برعاية مصرية، بدون اي شروط. وقال عبد الله عبد الله القيادي البارز في الحركة لـ«الشرق الاوسط» ان «موقف فتح لن يتغير، وعلى حماس ان تتراجع عن انقلابها أولا، وان تعود للشرعية، والاجماع الفلسطيني».

ورفض عبد الله اي محاولة لدفع فتح من اجل القبول بالأمر الواقع في غزة. واضاف «لن نقبل بتكريس الانقلاب في العمل السياسي الفلسطيني، إن ذهابنا لأي حوار الآن هو تكريس واعتراف بهذا الانقلاب».

ويعتقد عبد الله ان أي حوار في ظل استمرار سيطرة حماس على غزة سينهار سريعا، وهو بدون نتيجة، مشددا على ضرورة ان تعترف حماس بالشرعية السياسية، قائلا «ان الامر ليس بضع مقرات سترجعها فقط، او بضع سيارات مسروقة».

ويرى عبد الله أنه يجب العمل على بناء موقف موحد يخدم القضية في مواجهة الاسرائيليين، ويحافظ على الدعم الدولي لها. ووفق عبد الله فهذا يمكن فقط بإقرار حماس بكل الشرعيات السياسية (يقصد رئاسة السلطة، ومنظمة التحرير). وتعبتر دعوة الرئيس المصري هي الاولى من نوعها التي يطلقها زعيم عربي، بشكل علني على الاقل، لاستضافة حوار مباشر بين فتح وحماس، منذ ان سيطرت حماس على غزة في منتصف يونيو (حزيران) الماضي. وتتبادل الحركتان الاتهامات منذ ذاك الوقت بالتعمد لإفشال أي فرصة للحوار. وتطالب حماس بحوار بدون شروط، وتقول انها مستعدة للتراجع، لكن على طاولة الحوار، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية وحركة فتح مشترطين التراجع قبل بدء الحوار. وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حماس، لـ«الشرق الاوسط» ان حركته تقبل دعوة الرئيس المصري لبدء حوار بدون شروط. واضاف «ان هذا ما دعت له حماس منذ البداية، وهي تقبل باي حوار تحت أي مظلة عربية، لكن بدون شروط». ويعتبر برهوم أن اساس أي حوار هو العودة الى اتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني وحوار القاهرة. وردا على موقف فتح الرافض للدعوة، قال «واضح ان تيارا في فتح ما زال يفشل اي دعوة للحوار مع حماس، لان أجنداته الشخصية ستتضرر». وحسب برهوم فان «أزمة فتح الداخليه تنعكس على محاولات بدء الحوار الوطني» مطالبا فتح بالتخلص من هذا التيار والبدء في حوار جاد.

واعتبر الرئيس المصري أن بلاده تقف على مسافة واحدة من فتح وحماس، وكان اشهر اتفاق بين الحركتين في مكة المكرمة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد انهار بفعل تجدد الاشتباكات، وطرد قوات حماس للاجهزة الامنية من مقراتها في القطاع.