البطريرك صفير: نأسف لتكرار مشاهد رأيناها في لبنان أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات

طالب بتحقيقات لـ«معرفة من يحرق البلاد»

TT

قال امس البطريرك الماروني نصر الله صفير إن «أيامنا صعبة... والمشاهد التي نشهدها اليوم قد شهدناها في أواخر الثمانينات واوائل التسعينات». ودعا لدى استقباله وفودا مختلفة الى «رص الصفوف»، معتبرا ان «هناك تحقيقات يجب ان تتم لكي يعرف من يقدم على هذه الاعمال التي تحرق البلاد».

وقال صفير: «اللبنانيون عادة مرتبطون بأرضهم وهم يدافعون عنها. ويعرفون ان هذه الارض هي التي عاش عليها آباؤهم واجدادهم.... ونأمل في ان يعيش عليها ايضا الآتون من بعدهم ابناؤهم واحفادهم، ولكن ايامنا صعبة. هناك كثيرون ممن كادوا يكفرون بهذه الارض وبهذا الوطن. ولكن ورغم الصعاب، فاننا نؤمن بالله ونعرف ان الله يسهر علينا وعلى جميع الناس». اضاف: «أيامنا صعبة والناس انقسموا بعضهم على بعض وهم يتحاربون والمشاهد التي نشهدها اليوم، قد شهدناها أواخر الثمانيات واوائل التسعينات. واننا نأسف أشد الأسف لأنها تتكرر وكأننا ما تعلمنا شيئا، ولكن لا يمكننا ان نقطع الأمل. اننا نؤمن بالله وكذلك نثق بعضنا ببعض. ونؤمن بمصير وطننا وما فيه من قيم وفي أولها الحرية. يجب ان نحافظ عليها انما الحرية لا تعني استباحة كل شيء. الحرية لها ضوابط ويجب ان نتقيد بهذه الضوابط لكي نسير في الطريق القويم الذي يوصلنا الى ما نصبو اليه، وهو التعاون في ما بيننا». وقال امام وفد من حزب «الكتلة الوطنية اللبنانية»: «هذا الزمن زمن رديء. ونحن نعيش معكم، ولكننا كنا نتمنى الا يكون هناك انقسام. وهذا الانقسام طاول أبناءنا الموارنة المسيحيين واللبنانيين عموما». واضاف: «الظرف يقضي بأن نجمع صفوفنا ونشبك أيدينا لكي ننقذ وطننا لبنان مما يتخبط فيه. ولذلك فان كل ما حدث ويحدث، اذا كان غريبا عما يجمع ونحن لسنا معه، كما أنتم لستم معه. ان الوضع يدعونا الى رص الصفوف وما يحدث على ساحاتنا اليوم، وقد شاهدتموه على أجهزة التلفزة بالأمس من احراق إطارات، وما سوى ذلك من تظاهرات ووقوع قتلى. هذا كله ينافي طبيعة الانسان اللبناني الذي هو مسالم في طبعه، لكن كيف حدثت هذه الاحداث؟ لا ندري ولكن هناك تحقيقات يجب ان تتم لكي يعرف من يقدم على هذه الاعمال التي تحرق البلاد». وأعرب عن اسفه بالقول: «اننا نأسف شديد الأسف ان هذه المشاهد قد شاهدناها قبلا منذ أواخر الثمانيات وأوائل التسعينات وقلنا يومها: نسأل الله الا تتكرر ولكنها تتكرر مع الأسف. لذلك، علينا ان نرص صفوفنا وان ننقي قلوبنا من كل بغض وحقد وان نكون معا يدا واحدة وقلبا واحدا. ولن ينقذ لبنان الا ابناؤه وانتم من ابنائه المخلصين».