وزير الداخلية التشادي لـ«الشرق الأوسط» : لن نفاوض البشير لأنه يقول.. ولا يفعل

المعارضة التشادية تعلن إسقاطها طائرة.. والحكومة تنفي وتجدد اتهامها للخرطوم

الجنرال الآيرلندي باتريك ناش قائد القوة الاوروبية (يوفور) خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في بروكسل (أ.ب)
TT

اعلنت المعارضة التشادية امس اسقاط مروحية بالقرب من منطقة «حجر مرفعين»، التى تقع جنوب شرقي منطقة «الطينة» على الحدود مع السودان، لكن الحكومة نفت الامر، وجددت اتهامها للخرطوم بتسليح قوات المعارضة وارسالها الى داخل اراضيها. وقال وزير الداخلية التشادي لـ«الشرق الاوسط» ان بلاده لن تدخل في مفاوضات جديدة مع الرئيس السوداني عمر البشير «لانه يقول.. ولا يفعل». وأكد مصدر عسكري حكومي وآخر في صفوف المعارضة قيام الطيران التشادي أمس بقصف مواقع المعارضة في شرق البلاد. وقال مقرر اللجنة الاعلامية للجبهة الديمقراطية المتحدة (معارضة) محمد شريف جاكو لـ«الشرق الاوسط» ان طائرات عسكرية تشادية استهدفت صباح امس منطقة جبل مرفعين داخل الاراضي التشادية، وان قوات المعارضة ردت على الهجوم، واسقطت طائرة. وقال جاكو ان استخبارات المعارضة اشارت الى وجود شروع حكومة الرئيس التشادي ادريس ديبي في تنفيذ خطة لشن حملات عسكرية واسعة تستهدف مواقع تابعة لها في شرق البلاد، محذرا من تجدد القتال مرة أخرى.

وحول كيفية تعامل المعارضة مع قوة «يوفور» التي سينشرها الاتحاد الاوروبي على الحدود السودانية التشادية وعلى الحدود مع افريقيا الوسطى، قال جاكو ان «المعارضة لن تعترض القوات باعتبار ان مهمتها تتمحور فى حماية اللاجئين. وتابع «لن نتعرض للقوة الى اذا هاجمت مواقعنا». من جهته نفى وزير الداخلية والامن العام التشادي احمد محمد باشر ادعاء المعارضة التشادية باسقاطها طائرة للجيش، وقال لـ«الشرق الاوسط» ان الطائرات التي شاركت امس في معارك قرب الحدود السودانية ـ التشادية عادت الى قواعدها سالمة، وقال ان «قوات المعارضة دخلت الاراضي السودانية»، وجدد تحذيره للخرطوم من مد من اسماهم بالمرتزقة وارسالهم الى تشاد. وقال «هناك حشود للمرتزقة داخل الاراضي السودانية».

وأكد باشر ان بلاده لم تصل الى حلول مع حكومة الخرطوم واتهمها بمواصلة دعم المعارضة والتدخل في الشؤون التشادية، وقال «نحن نسعى للسلام ونطالب به ولنا اتفاقيات مع الحكومة السودانية في طرابلس والرياض واخرى مع المعارضة وملتزمون بها». وأوضح ان حكومته لن توقع على اي اتفاق جديد مع اي طرف، «وعلى البشير وحكومته الامتناع عن مد المرتزقة بالسلاح». ونفى الوزير التشادي ان يكون الرئيس ديبي اجتمع الى نظيره السوداني في طرابلس خلال مشاركتهم القمة التي انعقدت اخيراً. وقال «ليس هناك ما نبحثه مع البشير لانه يقول ولا يفعل شيئاً وهذه تجربتنا معه». من جهة اخرى تناقلت الانباء في الخرطوم عن زيارة غير معلنة قام بها وزير الدفاع السوداني الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين الى مدينة الجنينة غرب دارفور التي تعتبر اقرب المدن التي تجاور الحدود التشادية، في اعقاب الانباء التي تحدثت عن ان حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور تحاصر المدينة، مدعومة بقصف للطائرات التشادية داخل الاراضي السودانية. وتأتي الزيارة في وقت يعتزم الاتحاد الاوروبي فيه نشر اكثر من 3 الاف جندي اوروبي على الحدود بين تشاد وافريقيا الوسطى لحماية اللاجئين من دارفور والنازحين التشاديين بشرق البلاد. وأكد قائد القوة الاوروبية (يوفور) الجنرال الايرلندي باتريك ناش على حياد القوة البالغ عديدها 3700 جندي بينهم 2100 فرنسي مشددا على ان المساهمة الفرنسية الكبيرة «اساسية» في نجاح المهمة. وقال الضابط غداة موافقة الاتحاد الاوروبي النهائية على ارسال قوة يوفور الى تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى «وضع فرنسا لهذه القدرات في خدمة» القوة الاوروبية «امر اساسي». وستبدأ قوة يوفور المشكلة من كتائب من 14 دولة عملها اعتبارا من مارس (آذار) على ان تكتمل صفوفها بحلول منتصف مايو (أيار) قبل بدء موسم الامطار على ما اكد الجنرال ناش. واوضح للصحافيين «احدى النقاط الايجابية هي موافقة فرنسا على توفير ضباط يشرفون على العملية». ومنذ ثمانينات القرن الماضي وبموجب اتفاق ثنائي تبقي فرنسا على وجود عسكري دائم في تشاد هي قوة «ايبيرفييه» المجهزة خصوصا بطائرات «ميراج 1» قامت بـ«ردع» قوات المعارضة عن الاقتراب من نجامينا.