توقيع اتفاقية أكاديمية لإنشاء أول قسم هندسي معماري لـ«الفتيات»

بعد أن ظل المجال حكرا على الرجال لعقود

عمال انشاءات أمام احد المباني في جدة
TT

تدخل المرأة السعودية عصرا جديدا، بتوقيع اتفاقية مشتركة بين كلية دار الحكمة الأهلية للبنات وجامعة كلورادو الأميركية لتصميم مناهج دراسية لأول قسم في الهندسة المعمارية والهندسة الداخلية للبنات، ولتنافس بذلك المهندسات السعوديات زملاءهن الرجال.

وتأتي أهمية إشراك الفتاة السعودية في مجال الهندسة بكل فصولها، وسط حاجة ماسة لسد ثغرة كبيرة في أعداد المهندسين الوطنيين من الجنسين، حيث يشير المهندس زهير فايز رئيس مجلس الأمناء في كلية دار الحكمة، إلى أن أعداد المهندسين في السعودية قبل نحو عامين تزيد على 160 ألف مهندس، بينهم أقل من 30 ألف مهندس سعودي، فيما لا تزيد مخرجات التعليم الجامعي في السعودية عن ألفي مهندس سنويا.

وأضاف المهندس زهير فايز، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن الاتفاقية التي وقعتها كلية دار الحكمة، ستسمح بتعاون مشترك بين الطرفين في مختلف المجالات الاكاديمية والبحثية، وأن البدء في تصميم «الحصص» الدراسية وكافة التفاصيل قد بدأت، بحيث تتمكن الكلية في سبتمبر من العام المقبل 2009 بقبول أول فوج من المتقدمات لدراسة الهندسة المعمارية والداخلية.

من جهتها، قالت الدكتورة سهير القرشي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الطالبات سيكون بإمكانهن دراسة الماجستير في جامعة كلورادو، وكذلك الفصول الصيفية، والتعاون في المجالات التي تساعدهن على تطوير قدراتهن كمهندسات قادرات على العمل الاحترافي في مواجهة تحديات المستقبل.

وأشارت الدكتورة القرشي، إلى أن البرنامج الذي تم التوقيع عليه يخضع للتقويم العالمي في التخصص، وهو ما يكسبه ميزة خاصة في الخروج بجيل من المهندسات المؤهلات للعمل في أي مكان من العالم. مضيفة أن جامعة كلورادو تعد من الرواد في مجال الهندسة المعمارية باعتمادها أحدث الوسائل التقنية في التصميم.

وحول الصعوبات الميدانية التي قد تواجه عمل المهندسات المعماريات، دفع المهندس فايز، بهذا التبرير الاجتماعي إلى ذكريات الماضي، وأن وسائل التقنية الآن تتيح للمهندس المعماري أن يعمل وزميله ليس في المكتب نفسه بل وفي دول أخرى في ذات الوقت «على نفس الخريطة الهندسية يعمل مهندسونا الآن أحدهم في جدة والآخر في القاهرة والثالث في أميركا.. لم يعد الأمر مشكلة».

يشار إلى أن دراسة الهندسة للفتيات اقتصرت منذ عدة سنوات على التصميم الداخلي، في أكثر من جامعة حكومية وأهلية في السعودية، وينتظر أن يفتح الباب أمام افتتاح أقسام مماثلة للمهندسات في جميع الفروع التي يدرسها الطلاب، خاصة وسط دعوات متزايدة بتنويع مجالات العمل أمام المرأة، كأحد الحلول المستقبلية للحد من نسب البطالة المرتفعة في أوساط الفتيات.

يشار إلى أن المجلس الحالي للهيئة السعودية للمهندسين، يضم في عضويته مهندسة سعودية، كأول مرة تشارك فيها المهندسة السعودية في صناعة القرار الهندسي في البلاد، كما أن هناك لجانا هندسية فرعية من المهندسات في المدن الرئيسية تم اختيارهن لدراسة هموم واحتياجات المهندسات، والتي كان أبرزها حصول المهندسات على تراخيص لافتتاح مكاتب هندسية خاصة بهن.