«بوينغ»: العالم يحتاج 28.6 ألف طائرة مدنية جديدة خلال 20 عاما

أحمد جزار رئيس «بوينغ» في السعودية لـ «الشرق الأوسط» : الشركة العالمية مهتمة بتخصيص الخطوط السعودية

أحمد الجزار رئيس «بوينغ» في السعودية
TT

كشف شركة «بوينغ» العالمية لصناعة الطيران عن اهتمامها بالاستثمار في تخصيص قطاعات الخطوط الجوية العربية السعودية، حيث أشار احمد جزار، مدير عام شركة «بوينغ» في السعودية، عن أن الشركة العالمية تنظر باهتمام على تلك الفرص الاستثمارية في الناقل الوطني السعودي. وأوضح أن شركته تعمل على تلبية النمو المتزايد على طلب الطائرات من قبل شركات الطيران في منطقة الشرق الاوسط. وبين جزار أن «بوينغ» تعمل على طرح طائرتها الجديدة التي ستكون نقلة حقيقية في صناعة الطيران ـ على حد تعبيره. وتحدث الجزار عن الشركة العالمية بشقيها التجاري والعسكري وذلك من خلال حوار مع «الشرق الأوسط» خلال وجوده في العاصمة السعودية الرياض، كشف خلاله عدة تطورات لشركة «بوينغ» العالمية في اقليم الشرق الاوسط بالاضافة الى تطوراتها العالمية.. والى تفاصيل الحوار:

* ما آخر تطورات شركة «بوينغ» العالمية؟

ـ من أهم التطورات في شركة «بوينغ» هو منتج طائرة «دريم لاينير» أو ما تسمى طائرة الأحلام «بوينغ» 787 والتي ترى فيها «بوينغ» أنها ستغير مفهوم الطيران الحالي، وذلك كونها طائرة رائعة بكل المقاييس، وجاءت هذه الطائرة وفقاً للمقاييس التي تطلبها شركات الطيران العالمية، بالإضافة إلى طلبات الركاب والمسافرين، حيث ان شركات الطيران ترغب في عوائد ربحية، ومن ذلك فإن طائرة «بوينغ» 787 تساعد شركات الطيران على الربحية، عبر عدد من المميزات منها ان استهلاك الوقود في هذه الطائرة اقل بنسبة 25 في المائة، من أي طائرة مشابه. وحيث إن أسعار النفط ترتفع، وبما إن الطائرة توفر 25 في المائة من الاستهلاك، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة في الإرباح لشركات الطيران، بالإضافة إلى ان صيانة طائرة «بوينغ» 787 تعتبر قليلة التكلفة بشكل كبير، لان هيكل الطائرة ليس مصنوعا من المعدن، بل من الألياف، ما يجعلها خفيفة الوزن، وهو الأمر الذي يساعد على تخفيض استهلاك الوقود، وبما أنها مصنوعة من ألياف وليس من معادن، فان ذلك يجعل صيانتها سهلة. وعند الحديث عن الطائرة بالنسبة للركاب، فإن الراكب سيشعر براحة كبيرة عند الطيران للمسافات الطويلة، وذلك من خلال وجود ضغط عال، الأمر الذي لا يؤدي إلى الشعور بالتعب الذي يرافق السفر، بالإضافة إلى وجود أجهزة ترطب الجو، الأمر الذي يساعد على الراحة. وعملت شركة «بوينغ» في تصميم الطائرة على أن تساعد على وجود راحة كبيرة من خلال النوافذ الكبيرة والتصميم الداخلي، وتم بيع أكثر من 817 طائرة «بوينغ» 787 ـ دريم لاينير، وهي إلى الان لم تدخل أجواء الطيران، بطلب من 50 شركة طيران عالمية.

* هل هناك طلبات على هذه الطائرة في منطقة الشرق الأوسط؟

ـ هناك عقود بيع مع شركتي «القطرية للطيران» و«طيران الخليج»، بالإضافة إلى شركة «المغربية للطيران»، وهناك شركات لتأجير الطائرات، منها شركة كويتية، وقائمة المشترين تزداد يوماً بعد يوم.

* هناك الكثير من التقارير ذكرت عن تأخير تسليم شركة «بوينغ» لطائرة الأحلام وذلك لمشاكل في التصنيع وعدم وجود قطع غيار؟ ما صحة هذا التقارير؟

ـ كلام صحيح، لأن هذه الطائرة خارقة للعادة حتى في التصنيع، فأكثر من 75 في المائة من طائرة دريم لاينير يصنع خارج الولايات المتحدة الأميركية، حيث الشركة لها شركاء في ايطاليا وفي اليابان وعدة دول، فإن صناعة قطع من الطائرة تتم في مصانع اولئك الشركاء، ومن ثم تجمع في سياتل الأميركية، بالإضافة إلى ان طريقة التصنيع جديدة. وبالتالي فإن أي مشروع جديد لا بد ان تصادفه بعض المشاكل، والتأخير في نظري عندما تكون هناك طائرة تغير في معالم سوق الطيران، يعتبر تأخيرا بسيطا. سياسة «بوينغ» في صناعة الطائرات ان لديها دائماً مدى طويلا، وهو أطول مدى في صناعة الطائرات، وحجمها معقول حتى لا تربك شركات الطيران بإلزامها في مطارات كبيرة حتى تتمكن من تعبئة الطائرات بالركاب، بالإضافة إلى ان طائرات «بوينغ» تعتبر الأسرع على مستوى طائرات الشركات المنافسة.

* لكن هناك عددا من المحللين ذكروا ان «بوينغ» توجهت الى صناعة طائرة جديدة عندما لمست رغبة المنافسين في صناعة طائرات جديدة؟ ـ نحن في «بوينغ» نعتقد ان العكس هو الصحيح، نحن انتجنا الطائرة ليس لمنافسة أحد، ولو تلاحظ ان الشركات المنافسة هي التي سعت الى صناعة طائرات جديدة لمنافسة طائرة دريم.

* اذاً بماذا تفسر مدة الانتظار الكبيرة.. فمنذ 1995 وحتى الفترة الحالية لم تصنع «بوينغ» طائرة جديدة؟ ـ الطائرات تحتاج إلى مدة لتتطور، هي ليست مثل السيارات لها كل سنة موديل جديد، سأعطيك لمحة عن تاريخ صناعة الطائرات «بوينغ» من بدايات تاريخها، في حال تم احتساب عمرها وعمر صناعة الطائرات، تلاحظ انها تنتج طائرة خارقة للعادة، كل 10 سنوات، وتغير خريطة صناعة الطائرات. وفي تاريخ صناعة الطيران النفاث، حين صنعت «بوينغ» طائرة 707، لم يكن هناك اي منافس، كانت طائرة خارقة للعادة، غيرت مجرى الطيران، سريعة ومريحة، ومن ثم صنعت طائرة 737، طائرة قلبت الموزاين، لأنها طائرة اقتصادية، طائرة المسافات القصيرة، التي أصبحت من انجح الطائرات في العالم، وبيع منها عدد كبير، ومن ثم تتابع التاريخ تجد ان «بوينغ» أنتجت أول طائرة جامبو جت 747 التي غيرت مجرى الطيران، أصبح الطيران عابرا للقارات، لمسافات طويلة، مريحة، ذات حجم كبير. ومن ثم أنتجت طائرات 777، طائرة جداً متطورة تسهل العمل لقائد الطائرة، لأنها تعتمد على أجهزة تقنية حديثة، مريحة أيضا للركاب، والان لدينا طائرة 787، وللمعلومية إن إنتاج طائرة جديدة بالكامل يحتاج إلى ضخ مبالغ ضخمة.

* هل طائرتكم دريم لاينير أسرع من سرعة الصوت؟

ـ لا، هي من أسرع الطائرات في العالم لكنها اقل من سرعة الصوت، كانت لدى «بوينغ» فكرة لإنتاج طائرة بمسمى «سونك كروزر»، سريعة جداً وشكلها جداً مستقبلي، لكن الدراسات عند «بوينغ» أثبتت ان الراكب يرغب في السفر من محطة إلى محطة أخرى في جو مريح جداً. وشركات الطيران ترغب في ان تكون تكلفة التشغيل قليلة حتى تربح، لوجود منافسة شديدة بين شركات الطيران في العالم، وهذه ميزة «بوينغ»، دائماً تستمع للعملاء. «بوينغ» دائماً تبدأ العمل في طائراتها الجديدة بمتطلبات العملاء والركاب ومن ثم ينتهي الوضع بصناعة الطائرة.

* لندخل الآن في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا، الفترة الأخيرة شهدت نموا كبيرا في حركة الطيران بالإضافة إلى دخول شركات طيران جديدة في المنطقة سواء التقليدية أو الاقتصادية، هناك طلبات كبيرة على طائرات شركات صناعة الطائرات، كيف ترى «بوينغ» هذا الوضع؟ ـ منطقة الشرق الأوسط حسب دراسات شركة «بوينغ» والشركات الأخرى، يوجد بها نمو أعلى من متوسط النمو العالمي، يتراوح بين 7 إلى 9 في المائة، وهو أمر غير مستغرب حيث ان المنطقة تشهد نموا اقتصاديا كبيرا والطيران يعتبر أهم وسيلة نقل. وفي حال تحدثنا عن السعودية لوحدها فهي بلد مترامي الأطراف، واهم وسيلة للتنقل بين مدنها هي وسيلة النقل الجوي، وهو ما يطبق أيضا على الرحلات بين دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ان النمو السكاني في المنطقة يعتبر من الأعلى في العالم، والنمو الاقتصادي يتطلب التواصل الدائم. هذه هي المسببات الرئيسية لزيادة حركة الطيران، وحين تكون هناك زيادة في الطلب فمن الطبيعي ان تكون هناك زيادة في شراء الطائرات.

ونتوقع ان يصل حجم الطلبات على الطائرات في العالم خلال 20 سنة المقبلة إلى ما يقارب 28.600 طائرة. وفي منطقة الخليج العربي حيث تدرس «بوينغ» تلك الطلبات حسب السعة المقعدية لكل طائرة، والسعة المقعدية والتي تتراوح بين 200 و400 مقعد في نظر «بوينغ» هي التي يتم عليها الطلب الأعلى في المنطقة، والسوق سيشهد طلبا اضافيا.

* كم يمثل سوق الشرق الأوسط بشكل عام في مبيعات «بوينغ»؟

ـ منطقة الشرق الأوسط تمثل نسبة معينة من الطلب العالمي على طائرات «بوينغ»، ولكن على مستوى الزيادة تعتبر من أعلى مستويات العالم.

* انتم كصناع للطائرات هل لديكم القدرة على التفاعل مع هذا المستوى من الطلب المتزايد من شركات الطيران في الشرق الأوسط، خاصة أن جميع طلباتكم ستأخذ وقتا طويلا؟

ـ تصنيع وتسليم الطائرات أصبحا في الوقت الحالي مشكلة، ليس فقط لشركة «بوينغ» وإنما لكل الشركات المصنعة للطائرات، شركة «بوينغ» لديها نظرة جداً حريصة، من خبرتنا فان زيادة الإنتاج بشكل سريع حتى تؤثر على جودة الطائرات. نحن في «بوينغ» لا نرغب في صناعة اي طائرة إلا ان تكون عالية الجودة، وهذه من السمات التي تتمع بها شركة «بوينغ». رغم الضغوط التي تتمحور في ان تنتج أكثر لتبيع أكثر إلا ان شركة «بوينغ» تمشي بخطى ثابتة حتى تضمن ان تكون الجودة عالية.

* ألا تعتقد في هذه الحالة أنكم تمكنون المنافسين من اخذ حصة من حصتكم؟

ـ لا، نحن نعتقد انه في نهاية المطاف إن العميل أو شركات الطيران، التي ستبقى في السوق، هي تلك التي تبحث عن الجودة في صناعة الطائرات، لا يمكن لشركة «بوينغ» ان تنجرف في غرور البيع، لتحصل على حصة اكبر في السوق على حساب الجودة.

* دعنا نتحدث بواقعية، الشركة في الأول والأخير هي شركة ربحية، وتبحث عن الربح؟ ـ صحيح، ولكن في «بوينغ» حققنا مبيعات عالية وأرباحا جيدة، دعني أخبرك عن مبيعات «بوينغ»، في عام 2006 كانت مبيعات الشركة بمختلف منتجاتها التجارية والعسكرية وصلت إلى 61.5 مليار دولار، وفي العام الماضي نتوقع أن تظهر الأرقام النهائية زيادة عن هذا الرقم.

* كم يبلغ عدد الطائرات التي تم طلبها من السعودية أو من الشرق الأوسط خلال العام الماضي؟

ـ أستطيع ان أخبرك انه في العام الماضي سجلنا 1431 طلبا، وذلك يعد أعلى رقم من الشركات الأخرى، وأعلى نسبة في التاريخ، ويعتبر رقما قياسيا. لكن دعني أعود إلى سؤالك، إننا شركة ربحية، ونعمل على بيع طائرات يتوقع أن يكون تسليمها في 2016 و2017، لكن لا تنسى ان شركة «بوينغ» شركة عريقة، ولها في التاريخ تجارب عديدة، بمعنى أنها في التسعينات قامت بتجربة زيادة الإنتاج وبدأت تبيع، وتعرضت لمشاكل كثيرة، منها توقف خطوط الإنتاج، وهي الان لا ترغب في إعادة التاريخ.

* دعنا نتحدث عن استثمارات «بوينغ»، هل هناك فكرة لإنشاء مجمع لتركيب الطائرات، مصانع لقطع غيار في المنطقة؟

ـ شركة «بوينغ» لها أكثر من 60 سنة في السعودية، القصة التاريخية ـ كما تعرف ـ هي عندما اهدى الرئيس الأميركي روزفلت الملك عبد العزيز طائرة «بوينغ» دي سي 3 التي كانت نواة الطيران في السعودية، ونواة الخطوط السعودية. عبر التاريخ ساهمت شركة «بوينغ» عن طريق الشراكة في إنشاء عدة شركات، شركات التوازن الاقتصادي، مثلا شركة الالكترونيات المتقدمة نحن من المؤسسين، شركة انترناشيونال سيستميز إنجنيرنج، شركة السلام للطائرات، شركة المعدات المكملة للطائرات، شركة المحركات، فاستطاعت تلك الشركات ان تبدأ في عمليات الإنتاج وأخذت «بوينغ» استراتيجية جديدة ببيع حصتها في جميع تلك الشركات. وركزت على شركة السلام من خلال زيادة حصتها فيها، فـ «بوينغ» تملك نحو 51.5 في المائة من شركة السلام.

نحن نستثمر في السعودية وزدنا استثماراتنا فيها، وشركة السلام تعتبر من أهم الشركات في صناعة الطائرات لأنها تقوم بعمل جبار ليس فقط على الطائرات التجارية وإنما على الطائرات العسكرية أيضا. حيث تملك إمكانيات لصيانة طائرات أف 15 التي تصنعها «بوينغ»، والاباتشي، إيه واكس التي أيضا تصنعها «بوينغ»، بالإضافة إلى الطائرات التي تصنعها الشركات البريطانية كطائرة التورنيدو يتم صيانتها في شركة السلام. بالنسبة للطيران التجاري، شركة السلام لديها المقدرة على الصيانة الثقيلة على طائرة الـ«بوينغ» 747 و737، ترايستار، بالإضافة إلى صيانة طائرات الخطوط العربية الجوية السعودية، والتي هي أيضا شريك في شركة السلام تملك 25 في المائة من الشركة.

* كيف ترى شركة «بوينغ» التنافسية في السعودية؟

ـ في الهيئة العامة للاستثمار ينظرون إلى «بوينغ» نظرة الشريك الاستراتيجي، فالهيئة قامت باعمال جبارة في السنوات الماضية، استطاعت من خلالها تغيير طريقة التعامل والاستثمار في السعودية. إذ طورت الإجراءات، وسهلتها للمستثمرين، وتدير المنطقة الاقتصادية المزمع اقامتها. وهيئة الاستثمار لديها خطى حثيثة لوضع استراتيجيات لعدة مجالات للصناعة في السعودية، من خلال التركيز على الصناعة المعتمدة على الطاقة كالمنتجات البترولية، والموصلات.

* هل أخذت استشرتم في مجال الموصلات؟ ـ نحن نعمل معهم، ونعتبر من الشركات الرئيسية، ونتواصل في النقاشات، ووقعنا في مايو (أيار) الماضي مع الهيئة مذكرة تفاهم للاستمرار في البحث والنقاش حول جميع المجالات والفرص الموجودة للاستثمار في مجال صناعة الطيران.

* تخصيص الخطوط السعودية، هل تنوي «بوينغ» الاستثمار في احد القطاعات التي طرحت من خلال تخصيص الخطوط السعودية؟ ـ نعم، تخصيص الخطوط السعودية مهم جداً ، وهذا توجه الدولة، وهم انطلقوا في مراحل التخصيص في عدة قطاعات، وكما تعلم ان قطاع التموين خصص ونجح بعد التخصيص. وطبعاً هناك بعض القطاعات التي تهتم فيها «بوينغ»، ونتمنى أن نشارك في احد القطاعات التي ستخصص في الخطوط السعودية. ولا تنسى ان «بوينغ» والخطوط السعودية شركاء وملاك في شركة السلام.

* هل لنا ان نعرف القطاعات التي تهتم فيها «بوينغ» من الخطوط السعودية؟

ـ مجالات كثيرة، واعتقد ان منها الصيانة، هذا مجال مهم بالنسبة لنا، مجال تدريب الطيران، لديهم أكاديمية رائعة على مستوى العالم.

* كيف تصف توجه الخطوط الجوية السعودية إلى التخصيص؟ ـ اعتقد أنها خطوة رائعة ومميزة ومطلوبة، ونحن عندما كنا في منتدى التنافسية الذي أقيم أخيرا في الرياض، والجميع تحدث من مسؤولين وممثلي الصناعات عما يتعلق عن التنافسية والمستقبل، ومتطلبات التنافسية، ومتطلبات البقاء، ورئيس شركة «بوينغ» عندما ألقى كلمته في المنتدى تحدث عن ان شركة «بوينغ» دائما وأبدا تفكر في هيبة من المستقبل. لأننا بعيدون من فكرة واحدة للمنافس، من الممكن ان تخرجنا من المنافسة تماما، وذلك لابد ان نسبقهم، ودائما نجلب الأفكار ونطور التكنولوجيا، أسرع من المنافسين، وهذا حديث مهم جداً. وعندما تطور شركة طيران لا بد ان تخلق جوا تنافسيا، لا بد أن تجعلها تشتغل بشكل تجاري. اغلب شركات الطيران في العالم والتي كانت مملوكة من الحكومات، خصصت وأصبحت شركات ناجحة وبدأت تنافس وبدأت تتطور، وهذه هي الوسيلة الوحيدة في نظري.

* بصفتك عاملا في مجال الطيران منذ فترة طويلة، من خلال عملك في الخطوط السعودية، والآن في شركة «بوينغ»، ما الذي يحتاجه السوق السعودي في سوق الطيران؟ ـ سوق الطيران في السعودية من خلال رؤيتي في بداية انفتاح كبير تاريخي، لان الطلب كبير جداً والنسبة الأكبر لشريحة المجتمع هي من الشباب، والذين يتجهون لمجال العمل. توجد هناك حاجة لدخول شركات منافسة أكثر، حتى تلبي الطلب أكثر، وهيئة الطيران المدني السعودي تعمل بخطى متزنة، حيث سمحوا لشركتين للعمل في سوق الطيران، وهما «ناس» و«سما». واعتقد انه لا بد من توجيه الشباب لتعلم صناعة الطيران، كما سمعنا في منتدى التنافسية الأخير ان أهم شي للمستقبل هو التعليم، وزيادة التعليم والحرص عليه، واتجاه الشباب لمجال الطيران هو الخطوة الأولى. وبالنسبة للمطارات، السعودية لديها 27 مطارا، لكن هناك ضرورة لتوسيع بعض المطارات، وتنظيمها، فتطوير المطارات أمر مطلوب للمستقبل، لكن أهم شي هو التعليم.

* هل تحدثنا عن الجانب العسكري في «بوينغ»؟

ـ كما هو معروف فإن شركة «بوينغ» مشهورة في الطيران التجاري، وهي أيضا لديها سجل حافل في الطيران العسكري، فهي تنتج الـ«إف15» والتي تعتبر العمود الفقري للقوات الجوية السعودية، وتنتج أيضا طائرات «إيه واكس» والطائرات المخزنة للوقود، وطائرات الـ«اباتشي»، ونتنج طائرات آخرة كطائرة «إف 18». شركة «بوينغ» لديها مجال كبير جداً في عالم الفضاء، حيث تصنع وترسل أقمارا صناعية للفضاء، لدينا قسم كبير في هذا المجال، وتعتبر «بوينغ» من اكبر الشركات التي تساند وكالة «ناسا» الفضائية الأميركية، حيث نصنع عددا من المنتجات لـ«ناسا»، نحن من المطورين لبعض المحركات للمكوك الفضائي. لدينا مجال واسع وكبير في عالم الفضاء، ومن أقوى مميزات شركة «بوينغ» أن لديها القدرة على دمج أنظمة مختلفة للعمل بشكل موحد. نحن استطعنا بالفوز على حماية الحدود الأميركية، والنظام بدأ في مراقبة الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

* هل تحدثنا أكثر عن ما يتعلق بنظام المراقبة؟ ـ نحن لا نصنع أجهزة مراقبة، لكن نحن الشركة التي تدمج كل وأفضل المنتجات ونصنع منها نظام تشغيل موحدا.

* هل هناك طلبات من منطقة الشرق الأوسط على الأقمار الصناعية؟ ـ نحن شاركنا في بعض المنافسات، حيث أنتجنا عددا من الأقمار الصناعية لنظام الثريا.

* هل تحب ان تضيف شيئا على الحوار؟ ـ اشكر جريدة «الشرق الأوسط» على اتاحة الفرصة لي للحديث عن واحدة من اكبر شركات صناعة الطيران في العالم.