كلينتون وأوباما يتجنبان الضربات تحت الحزام في المناظرة الأخيرة قبل «الثلاثاء الكبير»

المرشحان الديمقراطيان يخيران الناخبين بين الخبرة مقابل الحكم الصائب

كلينتون وأوباما يحييان الحضور قبيل بدء المناظرة (أ.ب)
TT

تجنب المرشحان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وباراك اوباما اي ضربات تحت الحزام، في أول وأهم مناظرة ثنائية بينهما قبل «الثلاثاء الكبير»، وتصويت 22 ولاية في انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري الثلاثاء المقبل. وبدت المناظرة بينهما هادئة ومهذبة، عكس المناظرة الاخيرة التي جمعت بينهما مع جون ادواردز قبل انسحابه، حيث هاجما بعضهما بقضايا شخصية واحتد النقاش الى درجة العراك.وتحاور أوباما وكلينتون في المناظرة التي جرت بينهما ليلة أول من أمس، حول قضايا العراق والهجرة والصحة وأزمة الرهون العقارية. وجرت المناظرة التي نظمتها شبكة «سي ان ان» في لوس انجليس في أحد استديوهات هوليوود (كاليفورنيا). وكان بين الحضور اسماء هوليوودية كبيرة مثل ستيفن سبيلبرغ وروب رينر و«جيمس بوند» السابق بيرس بروسنان.

وبدأت المناظرة بعبارات مجاملة بين المرشحين، وقال اوباما «أحدنا سيكون رئيساً ونصنع بذلك التاريخ، أنا أعرف هيلاري منذ مدة طويلة، ونحن صديقان وسنبقى صديقين بعد انتهاء الانتخابات». وعلقت هيلاري قائلة: «الأمة تحتاج الى رئيس مستعد للعمل منذ اليوم الاول». وعقب اوباما: «اعتقد بكل نزاهة ان المسألة ليس ان تملك خبرة منذ اليوم الاول، لكن الأهم ان تتصرف بطريقة صحيحة منذ اليوم الاول»، في اشارة الى أنه كان منذ البداية يعارض الحرب على العراق، وكان قراره صائبا، في حين صوتت هيلاري لصالح الحرب وندمت في ما بعد. وقال أوباما إن الاختيار «ليس بين أبيض وأسود ورجل او امرأة او دين وآخر، بل بين الماضي والمستقبل». ودخل المرشحان في تفاصيل حول برنامجهما بشأن الرعاية الصحية، وكيفية تمويل البرنامج، من دون ان يكون ذلك عبر زيادة الضرائب. كما تطرقا الى الازمة التي تعرفها أميركا حالياً في مجال الرهن العقاري، وتعهدا بحل هذه المشكلة. لكن أوباما قال إن الازمة لا يمكن ان تحل من أجل تحقيق مزيد من الأرباح لصالح البنوك.

وحظي موضوع العراق بجدال حاد بين المرشحين. وقالت هيلاري إنها تريد أن تتوفر المؤهلات الضرورية للانسحاب من العراق من دون تعريض القوات الاميركية والاميركيين العاملين في العراق للخطر او عدم استقرار المنطقة، مؤكدة انها قادرة على اقناع سورية وايران بالجلوس حول طاولة المفاوضات. ورد اوباما بالقول: «من السهل علينا مناقشة الامور بهذه الطريقة، في حين لدينا مرشح (هيلاري) يقول باستمرار هذه فكرة سيئة وهذه استراتيجية سيئة». وعن الحوار مع أعداء الولايات المتحدة، قالت هيلاري: «اعتقد انه يتوجب علينا بذل جهد دبلوماسي كامل، ولكن لا اعتقد ان على الرئيس (...) ان يلتقي خمسة من اخطر الديكتاتوريين في العالم بدون شروط مسبقة».

ورد أوباما في ما يتعلق بالحوار مع الايرانيين، وقال: «اذا التقيناهم فلنستعمل الجزرة والعصا على السواء وعليهم ان يغيروا تصرفاتهم».

وضحكت هيلاري عندما سئلت ما اذا كان كانت تعتقد انه من الجيد لديمقراطية البلاد وصول «كلينتون» آخر الى البيت الابيض، وهو ما يعني هيمنة عائلتي بوش وكلينتون لحوالي 30 سنة. فردت هيلاري ضاحكة: «تطلب الامر شخصا من عائلة كلينتون لتنظيف آثار بوش الاب، واعتقد ان الامر يتطلب شخصا آخر من عائلة كلينتون لتنظيف آثار بوش الابن». وحول موضوع الهجرة، الذي بيّن خلافات كبيرة بين المرشحين، اعلن اوباما تأييده لحصول المهاجرين غير الشرعيين على رخصة للقيادة التي تعتبر في الولايات المتحدة بديلاً عن بطاقة التعريف الشخصية، بيد ان هيلاري اعلنت انها تعارض ذلك. وقال اوباما في معرض دفاعه عن موقفه: «المهاجرون غير الشرعيين لم يأتوا الى هنا (اميركا) لقيادة السيارات، بل من أجل العمل».