ملايين الصينيين معرضون للجوع

العاصفة الثلجية مستمرة.. والغذاء والبنزين ينفدان بعد أسبوع

شاحنات تغطيها الثلوج وسط زحمة سير خانقة في مقاطعة هوباي وسط الصين (أ.ب.أ)
TT

تهدد العاصفة التي تضرب الصين منذ نحو أسبوع بأزمة انسانية تصيب ملايين الصينيين، مع بدء انخفاض احتياطيات البنزين والغذاء بينما يتوقع علماء المناخ المزيد من العواصف.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان أكثر من 160 مقاطعة ومدينة في وسط البلاد تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص المياه من بينها مدينة تشينجو في اقليم هونان التي يسكنها أربعة ملايين نسمة والتي تعيش في ظل انقطاع المياه والكهرباء منذ أكثر من أسبوع.

وقال عامل في فندق في تشينجو لوكالة «رويترز» عبر الهاتف: «قطع كثير من الأشجار وسقطت خطوط كهرباء. يبدو الأمر كما لو أننا تعرضنا لغارة جوية أو خسرنا معركة... انها حالة فوضى كاملة. نحن جائعون ونعاني من البرد».

وقال التلفزيون الرسمي ان احتياطيات البنزين في تشينجو قد تكفي سبعة أيام أخرى بينما تكفي احتياطيات الارز السكان لخمسة ايام. واضاف أن زيت الطعام والخضروات توشك أن تنفد أيضا وتتزايد الاسعار ويعتمد السكان على عربات فرق الإطفاء في الحصول على حصص من مياه الشرب.

وقال المركز الوطني للأرصاد الجوية ان اقاليم هونان وجويتشو وجيانجشي تواجه احتمال التعرض لمزيد من العواصف. وأضاف أن المناخ السيئ قد يستمر عشرة ايام أخرى. ولجأ البعض الى شبكة الانترنت للشكوى من اهمال الحكومة. وبدأت السكك الحديدية في الصين تعاود العمل واستؤنفت حركة القطارات على الخط الرئيسي بين بكين وجوانجو.

ويساعد نحو 250 ألفا من قوات الجيش في جهود الاغاثة، بينما يستعد الملايين لبداية باردة ومظلمة للعام الصيني الجديد الاسبوع القادم. وتعاني مناطق جنوب ووسط الصين المتضررة من أسوأ مناخ شتوي منذ نحو نصف قرن.

وتسببت العاصفة بخسائر اقتصادية ضخمة، وأعلن مسؤول في وزارة الشؤون المدنية ان الثلوج والأمطار الغزيرة التي تساقطت على الصين اسفرت عن خسائر اقتصادية بقيمة 79.53 مليار يوان (5.7 مليارات دولار) في يناير (كانون الثاني).

وأوضح المسؤول زو مينغ في مؤتمر صحافي ان 76.1 مليون شخص اضطروا الى هجر منازلهم في ظروف صعبة للغاية بينما لقي 60 شخصا على الأقل مصرعهم في حوادث مرتبطة بسوء الأحوال الجوية. وعلق مساعد رئيس دائرة الإسعافات الطارئة «نادرا ما شهدنا دمارا بهذا الحجم». وانهار نحو 223 ألف مبنى بسبب الظروف المناخية القاسية جدا التي ألحقت أضرارا بـ862 الف مبنى آخر. ومنحت الحكومة المركزية 331 مليون يوان للإسعافات العاجلة وأمرت السلطات المحلية بالإسهام في ذلك، كما اعلن زو.

وفي اقليم جويتجو الذي تعرض لأضرار شديدة ارتفعت اسعار البنزين والشموع الى اربعة أمثالها في وقت تواجه فيه البلاد أعلى معدل للتضخم منذ أكثر من عشر سنوات. وأعلنت وزارة المواصلات أن الشاحنات التي تنقل سلعا زراعية ستعفى من رسوم السير على الطرق السريعة.