المفوض السامي للاجئين يطالب بتضامن عربي مع اللاجئين العراقيين

قال لـ«الشرق الاوسط» إن الأردن وسورية بحاجة إلى المزيد من الدعم المالي

مدرسة متطوعة تقدم دروساً مجانية لطلاب لاجئين عراقيين في حي السيدة زينب في دمشق (صور مأخوذة من المفوضية السامية للاجئين)
TT

يتوجه المفوض السامي للاجئين انتونيو غوتيريز الى العراق قريباً لبحث قضايا اللاجئين مع الحكومة العراقية ومن اجل دعم توعية اوسع حول اوضاعهم، كما ينوي زيارة عدد من الدول العربية للمطالبة بتضامن أكبر مع اللاجئين العراقيين. وشدد غوتيريز في حديث مع «الشرق الاوسط» على ان المفوضية ترى أن الحل الحقيقي لأزمة اللاجئين العراقيين تكمن في عودتهم الى بلادهم، حين تتاح الفرصة، قائلا: «اعادة توطين اللاجئين العراقيين في دول اخرى ليس الحل للغالبية، الحل هو عودتهم الى بلادهم». وقد تمت اعادة توطين 22 ألف عراقي في دول ثالثة، ولكن مازال غالبية النازحين الذي يتعدى عددهم مليوني عراقي في الدول المجاورة. وأكد غوتيريز على ضرورة دعم كل من سورية والاردن مادياً ومعنوياً لمساعدتهما في استضافة مئات الآلاف من العراقيين. وقال غوتيريز الذي من المرتقب ان يقوم بجولة في المنطقة قريباً إن الدعم المالي الأساسي يجب ان ينصب لمساعدة الدولتين الأكثر استقبالا لللاجئين العراقيين. وأضاف: «من الضروري توضيح كرم الشعبين السوري والاردني وحكومتيهما في تزويد الدعم والحماية لهذا الحجم الكبير من العراقيين». وشدد على الحاجة للدعم المالي في مجالي الصحة والتعليم، موضحاً: «اللاجئين العراقيين يعيشون في اوضاع مختلفة، ولكن بعضهم يعانون من فقر شديد ويجب انقاذهم». وأضاف: «نحاول الوصول الى العراقيين الضعفاء وتحسين اوضاعهم، ولكن عملنا محدود في هذا الوضع القاسي». وشدد غوتيريز على ان «سورية والأردن كانتا كريمتين للغاية واستطاعتا ان تتأقلما مع الوضع ومن المهم ان العراقيين دخلوا النظامين الصحي والتعليمي وهذه هي أولوياتنا». وناشد غوتيريز الدول العربية للعب دور في مساعدة النازحين العراقيين قائلا: «أطلب من العرب ان يساهموا في تحمل العبء، فالتضامن العربي مهم جداً ونأمل ان يترجم التضامن العربي الى دعم أوسع». وقال انه يناشد العرب لـ«فسح المجال للعراقيين بأن يلاقوا مأوى في هذه الظروف». كما طالب بالدعم المالي للاردن وسورية، قائلا انه لا يطلب المال لمنظمته، بل لـ«الدول المضيفة للاجئين وخاصة سورية والاردن». وأضاف: «علينا ألا ننسى ان اللاجئين العراقيين لديهم تاريخ طويل والظاهرة ليست جديدة وهؤلاء بحاجة الى مساعدة»، اذ كان هناك لاجئون منذ عهد النظام العراقي السابق.

ورداً على سؤال حول دور الحكومة العراقية في دعم اللاجئين، قال غوتيريز: «من الضروري جداً ان تبقي الحكومة العراقية علاقات وثيقة مع العراقيين خارج البلاد، فهم لم يهربوا من اضطهاد الحكومة بل من ظروف امنية وصعبة تخص البلد كله». يذكر ان الحكومة العراقية كانت قد أعلنت ان عدداً من العراقيين في سورية والأردن عادوا الى بلدهم بعد التحسن النسبي في الوضع الامني. وعلق غوتيريز: «هناك عدد قليل من العائدين ولكن الغالبية لا يستطيعون العودة الى مدنهم الاصلية»، ولكنه اردف قائلا: «من الضروري ان نبقي هذا الامل». وقد اعلنت الحكومة العراقية قبل بضعة اسابيع ان حوالى 30 ألف عائلة نازحة عادت الى العراق في الاشهر السابقة مع التحسن النسبي للوضع الامني. ولكن في الوقت الراهن لا تشجع المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة العراقيين على العودة الى البلاد؛ اذ لا تعتبر العراق آمناً بما فيه الكفاية لضمن سلامة هؤلاء العائدين. ومع ذلك، فسياسة المفوضية السامية هي مساعدة الحكومة العراقية في تسهيل عودة العراقيين الذين يرغبون بذلك.