المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مصدومة من تقرير فينوغراد وتخشى الشلل

قلق من أن يمنع التقرير قادة بالجيش من الإقدام على اتخاذ قرارات مهمة ومغادرة آخرين

TT

عبرت محافل عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى، عن صدمتها من شدة الانتقادات التي ساقها تقرير فينوغراد ضد الجيش الاسرائيلي، معربة عن تخوفها من اصابة المؤسسة العسكرية اثر ذلك، بالشلل.

وتخوفت المصادر، من اصابة الضباط الكبار، في الجيش الاسرائيلي، بالخوف والتردد من اتخاذ قرارات مهمة، على مستوى القيادة العليا، او الوسطى او على المستوى الميداني وفي الرتب المتدنية.

وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية، نقلا عن مصادر عسكرية رفيعة، ان الجيش حاول، في اعقاب تقرير فينوغراد، الظهور بمظهر من يعمل بشكل اعتيادي، ومن دون ان يتأثر بنتائج التقرير، اذ جرت كافة الاجتماعات والنقاشات الداخلية وفقا للمقرر لها. ولكن، انشغل كبار الضباط بدراسة التقرير بشكل معمق لمعرفة ما جاء فيه حول دورهم وفرقهم واقسامهم وقواتهم، ومن ثم ما هي التأثيرات المتوقعة.

وأقرت أوساط عسكرية رفيعة بان ما جاء في التقرير لم يكن غريبا، ولكن شدة الانتقادات للجيش، ومدى خطورة انعكاسات هذه الانتقادات على اداء الجيش، هي التي شكلت المفاجأه لدى الكثير من الضباط الكبار، ومستويات في الجيش.

واعربت مصادر رفيعة في الجيش الاسرائيلي، عن تخوفها من تأثيرات التقرير على ضباط الجيش، الذين قد يفضلون، انتهاج سياسة الطريق السهلة، في ادارة العمل (عدم العمل)، والابتعاد عن اتخاذ القرارات الصعبة خشية الانتقاد.

ولم يخف قادة كبار تخوفهم كذلك، من تأثير التقرير على دافعية واستعداد ضباط نوعيين، على الاستمرار في الخدمة العسكرية خشية التعرض للانتقادات، او محاسبتهم مستقبلا على قرارات ميدانية، قد يتخذونها في ظروف مماثلة، لتلك التي حدثت خلال الحرب على لبنان.

ووصفت مصادر عسكرية صورة الجيش الاسرائيلي بعد انتهاء الحرب على لبنان بالأسوأ من نوعها «في درك اسفل»، مع كثرة الانتقادات التي وجهت لطريقة ادارة كبار الضباط للحرب. وحسب يديعوت فان عددا كبيرا من الضباط الصغار الذين تتراوح رتبهم ما بين نقيب ورائد، «من شأنهم، أن يعيدوا المفاتيح، ويخرجوا من جديد إلى الحياة المدنية، وإلى أماكن عمل مجزية أكثر»، خاصة في ضوء تقليص الميزانية العسكرية وما ترتب على ذلك من تخفيض في شروط خدمتهم العسكرية.

ورغم ذلك، فقد أشارت يديعوت احرونوت إلى أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غابي أشكنازي لا ينوي اتخاذ إجراءات شخصية ضد ضباط كبار في الجيش على الرغم من النقد الشديد على أدائهم.