حسم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي أمس، ترتيب الحكم في امارة دبي، وأصدر مرسوما أمس بتعيين نجله الشيخ حمدان وليا للعهد، بعد عامين تقريبا من خلو المنصب منذ أن تقلد الشيخ محمد مقاليد الحكم في الإمارة بعد وفاة شقيقه الشيخ مكتوم بن راشد في يناير (كانون الثاني) 2006.
وإذا كان تعيين الشيخ حمدان كولي عهد عده المراقبون أمرا شبه محسوم منذ فترة، وكانت المسألة مسألة وقت فحسب، فإن القرار الثاني الذي أصدره حاكم دبي، كان في تعيين نجله الثاني مكتوم نائبا لحاكم الإمارة، وهو القرار الذي شكل مفاجأة للشارع الإماراتي، في حين عده آخرون بأنه رغبة من الشيخ محمد بأن يقوي أركان الحكم في الإمارة، وإعطاء أبنه الشيخ مكتوم مهاما تتناسب مع المنصب الجديد.
وشمل مرسوم الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكم دبي، أن يكون الشيخ مكتوم بالإضافة إلى الشيخ حمدان بن راشد نائبين للحاكم، علما أن الشيخ حمدان بن راشد، كان نائبا لحاكم دبي منذ عهد شقيقه الشيخ مكتوم بن راشد، الذي أصدر مرسوما في يناير 1994 بتعيين الشيخ محمد بن راشد وليا للعهد والشيخ حمدان بن راشد نائبا للحاكم، قبل أن يتقلد الشيخ محمد مهام الحكم في الإمارة في الرابع من يناير 2006، ويستمر الشيخ حمدان بن مكتوم في منصبه نائبا للحاكم.
وبالرغم من أن منصب ولاية العهد في إمارة دبي ظل شاغرا في العاصمة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة لفترة عامين، إلا أن طريقة إدارة الشيخ محمد بن راشد للحكم في إماراته، لم تترك فرصة لأن يبدو هذا المنصب شاغرا، فسواء بتواجد ولي العهد الجديد الشيخ حمدان بن محمد في منصب رئيس المجلس التنفيذي (الحكومة المحلية)، أو بتدوير الشيخ محمد لعدد من المهام الرئيسية داخل الإمارة بين أنجاله، وهو ما ساهم من جهة في عدم اختلال في بيت الحكم خلال هذين العامين، ومن جهة أخرى استطاع الشيخ محمد في الفترة الماضية، تجهيز أبناءه للمرحلة المقبلة من ترتيب بيت الحكم، وفقا لما قرره أمس حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد.
ولا يتوقع أن تشهد الإمارة الصغيرة على ضفاف الخليج اي تغييرات كبرى بعد هذه القرارات التنظيمية لبيت الحكم فيها، فالشيخ محمد أقر استراتيجية عامة لإمارته تستمر حتى عام 2015، والعاملون في كافة قطاعات دبي الحكومية يعملون وفق هذه الاستراتيجية والشيخ حمدان نفسه يتولى الاشراف على تنفيذ هذه الاستراتيجية بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي، لكن هذه التعيينات بالتأكيد ستعطي استقرارا أكثر لدبي، خاصة مع جذبها لكثير من الاستثمارات العالمية، وهذه الأخيرة تهتم كثيرا بأن تكون ترتيبات الحكم في أي دولة محسومة بصورة واضحة، وهو ما حسمه الشيخ محمد بن راشد بصورة نهائية.
وإلى جانب مسؤولياته السياسية، يرأس الشيخ حمدان مجلس دبي الرياضي، كما يرأس مركز دبي للتوحد وذلك في إطار اهتماماته الإنسانية المتعددة. ولولي العهد الجديد خمسة عشر أخا وأختا، أكبرهم الشيخة منال، وهي زوجة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة في الامارات، ثم بالترتيب الشيخة حصة، الشيخ راشد، الشيخة ميثاء، الشيخ حمدان (ولي العهد)، الشيخ مكتوم (نائب الحاكم)، الشيخ احمد، الشيخ مايد، الشيخ منصور، الشيخة لطيفة، الشيخ سعيد، الشيخة مريم، الشيخة شيخة، الشيخ فطيم، الشيخة سلامة، الشيخة شمة، وآخر العنقود الشيخة الجليلة ووالدتها الأميرة هيا بنت الحسين.