هجمات متكررة على الجيش اللبناني آخرها يوقع جريحين وقيادته تعتبرها لـ«الإيقاع بين المؤسسة العسكرية وأهلها»

السنيورة قال إن حماية موقعه وهيبته «مسألة لا يمكن التساهل فيها»

TT

انشغلت القيادات السياسية والامنية اللبنانية في متابعة ملف الاعتداءات المتكررة على مراكز الجيش اللبناني، واخرها ليل اول من امس في محلة «غاليري سمعان» عند المدخل الشرقي لضاحية بيروت الجنوبية وادت الى اصابة عسكريين لبنانيين بجروح. وفيما بدأ الجيش تحقيقاته لمعرفة الفاعلين، صدرت ردود فعل سياسية مستنكرة وضعت الاعتداءات على الجيش في خانة «العمل المشبوه». أما الجيش فقد اعتبرها محاولة «للنيل من إرادة اللبنانيين بالعيش المشترك، والإيقاع بين الجيش وأهله»، خصوصا انها تأتي في اعقاب الاحداث التي ادت الى سقوط 7 متظاهرين قبل اسبوع في المنطقة نفسها.

وصدر عن قيادة الجيش بيان اشارت فيه الى «تعرض بعض مراكز الجيش في الايام الاخيرة، وفي أماكن مختلفة من العاصمة وضواحيها، لاعتداءات متفرقة كان آخرها إطلاق النار على احدى نقاط المراقبة في محلة غاليري سمعان، مما أدى الى إصابة جنديين بجروح».

ورأت القيادة ان «استهداف الجيش هو استهداف للامن والاستقرار الذي يسعى اليه العدو الاسرائيلي بكل الوسائل، خصوصا بعد حرب تموز (يوليو) 2006، كما ان ذلك يعتبر تشويشا مباشرا على سير التحقيقات التي تجريها الاجهزة العسكرية والقضائية المختصة، من اجل بلوغ الحقيقة الناصعة في أسرع وقت، وتحديد المسؤوليات الجزائية، التي يملك القضاء وحده حق إقرارها وإعلانها بعيدا عن ضغوط السياسة والشارع». ودعت قيادة الجيش «المرجعيات الدينية والسياسية والمواطنين جميعا لان يكونوا شركاء في المسؤولية الوطنية الى جانب المؤسسات الامنية، متنبهين الى المخططات الهادفة للنيل من إرادة اللبنانيين بالعيش المشترك، والإيقاع بين الجيش وأهله». كما أهابت بوسائل الاعلام، «عدم نسج استنتاجات تسبق التحقيقات، وتهدف للتأثير على الرأي العام. وهي تذكر كل المعنيين بان يتجنبوا لغة التشهير، وان يقلعوا عن ذكر اسماء العسكريين او مهماتهم، او السعي لتحديد انتماءاتهم الدينية والمناطقية بهدف الضرب على الوتر الطائفي البغيض، فالجيش كان وسيبقى لجميع المواطنين من دون تمييز او تفرقة».

وأجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد ميشال سليمان اطلع منه على «حقيقة الوقائع بخصوص الاعتداء الذي تعرض له مركز من مراكز الجيش اللبناني ليل أمس في منطقة غاليري سمعان»، كما اطلع منه على المراحل التي بلغها التحقيق في أحداث يوم «الأحد المشؤوم».

واعتبر السنيورة أن الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني ليل أمس (الاول) بإطلاق النار على احد مراكزه العسكرية «حادث خطير وهو مرفوض ومدان ولا يمكن للدولة ولا للشعب اللبناني إن يقبلا به أو يسكتا عنه أو يتسامحا تجاهه». وقال: «ليكن واضحا، أن مسألة حماية موقع ودور الجيش اللبناني وهيبته وأبطاله، ضباطا وجنودا، مسألة بالغة الأهمية، ولا يمكن التساهل فيها أو التلاعب بها. فلبنان والشعب اللبناني دفع الغالي والنفيس من أجل أن يستعيد جيشه موقعه ومكانته ودوره، والجيش بدوره قدم نخبة شبابه لحماية لبنان وتعزيز أمنه واستقراره، واللبنانيون يفخرون بجيشهم وأبطاله وضباطه وجنوده الذين هم فخرنا وحماة ديارنا وعزة مؤسساتنا». وأضاف: «إن توقيت هذا الاعتداء بالتزامن مع التحقيق الجاري في الأحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة غاليري سمعان، هو توقيت مشبوه وعمل مشبوه، لا يخدم إلا مصلحة أعداء لبنان وأعداء الاستقرار فيه. وهو يستهدف كل اللبنانيين، بمن فيهم أهالي تلك المنطقة الكرام وقواها السياسية التي أثبتت أنها حريصة على الاستقرار. فالجيش في لبنان هو درع الوطن، وما جرى يوم الأحد المشؤوم حادثة مرفوضة ومدانة، والجيش والسلطات المختصة العسكرية والقضائية تجري التحقيق وفق القوانين المرعية، والقانون هو الذي سيطبق والمقصرون سيحاسبون إذا وجدوا، وبالتالي لا يخطرن على بال احد أن يحاول الخلط بين الأمور».

واستنكرت حركة «أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري «الاعتداء المشبوه على مركز للجيش اللبناني في منطقة غاليري سمعان»، واعتبرت انه «يأتي في اطار المسلسل الهادف الى زعزعة استقرار النظام العام وارباك السلم الاهلي في لبنان، كما يستهدف ايضا تحوير الانظار عن التحقيق الجاري في احداث مار مخايل».