انقطاع ثالث كابل بحري في الخليج يفاقم اختناق الاتصالات الدولية والإنترنت

السعودية لم تتضرر بالقطع الجديد وشركة تبدأ تعويض عملائها.. والأعطال في مصر قد تستمر اياما

TT

شهدت خدمات الاتصالات الدولية والانترنت في انحاء الامارات، خلال اليومين الماضيين، اختناقات واضحة بعدما قالت شركة هندية لتشغيل الكابلات ان كابلا ثالثا في مياه الخليج العربي تعرض لحادث ادى لانقطاعه. وهذا هو الحادث الثاني من نوعه في اقل من اسبوع بعدما تعرض كابلان بحريان قبالة الاسكندرية بمصر، الثلاثاء الماضي، الى الانقطاع بسبب مرساة احدى السفن على ما يبدو. وقالت شركة الاتصالات المتكاملة «دو» وهي ثاني مشغل لخدمات الاتصالات في الامارات، ان الانقطاع الجديد الذي حدث صباح الجمعة احدث تأثيراً مباشراً على المكالمات الصوتية الدولية عبر شبكة دو، حيث أدى لحدوث اختناقات شديدة للمكالمات الصوتية الدولية. وقالت الشركة إن المكالمات المحلية والرسائل النصية المحلية وخدمات الانترنت لم تتأثر من جراء الحادث الجديد.

وذكرت شركة فلاج تليكوم الهندية لتشغيل شبكات الكابلات في موقعها على الانترنت ان كابلا بحريا ثالثا قد قطع، وذلك بعد حادثين مشابهين قرب مصر الاسبوع الماضي، تسببا في تعطل شبكة الانترنت في أجزاء من الشرق الاوسط وآسيا.

وأضافت الشركة أن الكابل «فالكون» تعرض للقطع على مسافة 56 كيلومترا من دبي، في جزء يقع بين الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وتم الابلاغ عن الحادث في الساعة 05.59 صباحا بتوقيت غرينتش الجمعة. وقالت الشركة مالكة الكوابل البحرية، التي تؤمن اتصال الانترنت لعدد من دول الشرق الأوسط، إلى جانب دول شبه القارة الهندية، التي تعرضت للانقطاع أخيراَ، إن سفنا مختصة قصدت مواقع الأعطال المسجلة على الكوابل لإصلاحها. وقالت الشركة إن إحدى سفن الصيانة توجهت إلى موقع الكابل الأول، مقابل مدينة الإسكندرية على أن تبلغ موقع العطل بحلول يوم الثلاثاء المقبل، فيما ستستغرق أعمال التصليح قرابة أسبوع. وأضافت أن سفينة أخرى توجهت نحو الكابل الثاني الموجود في نقطة تقع شمال شرق إمارة دبي، متوقعة ان تصل السفينة الى الموقع في غضون ايام قليلة.

وقالت «دو» في بيان انها سارعت بالاتصال بمنافستها في الامارات «اتصالات» وتحويل مكالماتها الصوتية الدولية عبر بعض المسارات الدولية التابعة لتلك الشركة. ونوهت دو «بالتعاون والتكاتف السريعين اللذين ابدتهما اتصالات، مما يدل على متانة جسور التواصل والدعم الممتدة بين المشغلين بالدولة».

وأدى حادث انقطاع الكابل الذي يربط بين اوروبا وآسيا الثلاثاء الماضي الى التأثيرعلى خدمات الاتصالات الدولية المقدمة من شركات عديدة بمنطقة الخليج ومصر والشرق الأوسط والهند. وقالت تقارير ان الحادث الحق خسائر مادية بمئات الشركات في المناطق المتأثرة، التي تعتمد في نشاطاتها على خدمات الانترنت. واضافة للامارات، تأثرت خدمات الإنترنت والاتصالات في مصر والسعودية والبحرين وقطر والكويت بالأعطال. وقالت فلاج تليكوم، ان خط الاتصالات البحري الأول «فلاج» ـ وهو اختصار بالإنجليزية لوصلة الألياف البصرية حول العالم ـ انقطع في الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش يوم 30 يناير (كانون الثاني). ويبلغ طول هذا الخط 28 ألف كيلومتر ويصل أستراليا واليابان بأوروبا عبر الهند والشرق الأوسط.

أما الخط الثاني فيعرف باسم سي ـ مي ـ وي4 أو خط جنوب شرق آسيا ـ الشرق الأوسط ـ أوروبا الغربية 4 ويصل جنوب شرق آسيا بالهند عبر شبه القارة الهندية والشرق الأوسط.

وقالت الشركة ان قطع الخطين قد قلص طاقة الشبكة بين الهند ومصر بنسبة 75%.

ونتيجة لذلك فقد عدلت شركات تزويد خدمة الانترنت العاملة في الشرق الأوسط مسار خطوط المرور الأوروبية حول العالم عبر جنوب شرق آسيا والمحيطين الهادئ والأطلسي. الى ذلك، استبعد خبير سعودي يعمل مديرا تنفيذيا لإحدى الشركات المزودة لخدمة الانترنت في السعودية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وجود شبهة جنائية خلف حوادث قطع الكابلات البحرية. وفي السعودية اعتبر هيثم أبو عائشة المدير التنفيذي لشركة صحارى نت، أن الحديث عن وجود فعل متعمد وراء تلك الحوادث «غير دقيق»، على اعتبار أن حوادث القطع تمت في منطقتين جغرافيتين مختلفتين تبعدان عن بعضهما البعض 1500 كيلومتر في عرض البحر، على حد قوله. ويأتي ذلك، فيما أعادت شركة الاتصالات السعودية غالبية حركة الاتصالات القادمة إلى بلادها، عبر استخدامها لكابل بديل. وقال أبو عائشة لـ«الشرق الأوسط» إن شركة الاتصالات قد تمكنت من إعادة الخدمة بشكل شبه كامل في التاسعة صباحا من يوم الجمعة. ولم تتأثر حركة الاتصالات القادمة إلى السعودية بالقطع الذي طال «فالكون كيبل» الذي يصل بين الإمارات وعمان، ويبعد عن دبي حوالي 56 كيلومترا، على حد قول هيثم أبو عائشة.

ويعتبر القطع الذي طال كابل فالكون، الثاني الذي تتعرض له الكوابل البحرية، بعد أقل من مرور 48 ساعة، على القطع الذي طال كيبل فلاغ الأوروبي الآسيوي الواقع بين مصر وإيطاليا، والذي تعرض للقطع في الثامنة صباحا يوم الـ30 من يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي فيما يبدو طال كابلين اثنين. وفي غضون ذلك، عمدت واحدة على الأقل من الشركات المزودة لخدمة الانترنت في السعودية، على تعويض عملائها إثر تعطل الخدمة لديهم جراء حادثة الانقطاع التي حدثت الأربعاء الماضي. وقامت شركة صحارى نت بمنح عملائها أسبوعا إضافيا، كتعويض للساعات القليلة التي تأثرت بها خدمة الانترنت في السعودية.

وفي القاهرة اعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية امس ان الاعطال على شبكة الانترنت التي تسببها تعطل خطي اتصال بحريين قد تستمر عشرة ايام اخرى. واشار البيان الى ان السفن التي ستقوم باصلاح اعطال الكابلات البحرية للاتصالات في البحر المتوسط ستصل الى «مواقع الاعطال فجر الثلاثاء المقبل نظرا لسوء الاحوال الجوية».

وحدثت انقطاعات في خطوط الانترنت منذ الاربعاء. واشار البيان الى ان «كفاءة الانترنت في مصر وصلت الى اكثر من 55% في الوقت الحالي».

وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الدكتور طارق كامل ان شركات الاتصالات المصرية ستتقدم بطلب تعويضات عن الخسائر التي لحقت بها بسبب تضرر الاتصالات منذ الاربعاء الماضي. موضحا لـ«الشرق الأوسط» ان الشركات المصرية ستحصر طلب التعويضات في مدد اضافية للاشتراكات. وتوقع عودة خدمة الانترنت الى 705 من حالتها الطبيعية بنهاية اليوم.