بولندا توافق على نشر الدرع الصاروخي الأميركي على أراضيها

وارسو تشترط مساعدتها على تقوية نظام دفاعها الجوي

TT

بعد مفاوضات طويلة وافقت بولندا على السماح للولايات المتحدة بنشر الدرع الصاروخي الذي تعارض روسيا بناءه، على أراضيها، مقابل أن تساعدها واشنطن على تحديث نظام دفاعها الجوي.

واعلن وزير خارجية بولندا راديك سيكورسكي من واشنطن حيث كان يجري محادثات مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس في هذه الخصوص، أنه «جرى التوصل لاتفاق مبدئي» لبناء الدرع الصاروخي الاميركي في بلاده «بعد ان قدمت واشنطن وعودا بمساعدة بولندا على تقوية نظام دفاعها الجوي». ولكنه أضاف ان المحادثات ستستمر خلال الايام المقبلة للتوصل الى اتفاق نهائي، مشيرا الى ان ما جرى التوصل اليه لغاية الان «اتفاق مبدئي»، وقال: «نحن في منتصف الطريق ولسنا في نهاية الطرق في ما يتعلق بالمفاوضات».

من جهتها، قالت رايس إن بلادها تدرك ان وارسو «ترغب بتحديث نظامها الدفاعي وخاصة الدفاع الجوي وهو ما ندعمه لان ذلك سيعزز قدرات حليفتنا بولندا وسيجعلها أكثر قدرة على العمل معنا». وردت روسيا فورا على الاعلان متهمة الولايات المتحدة بانها تريد نشر درعها المضادة للصواريخ في اوروبا كي «تضع عينها» على القوة الضاربة النووية الروسية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك: «لم نر بعد اي سبب مقنع لضرورة نشر هذا النظام الا لوضع العين على نظام الدرع الروسي».

وحاول سيكورسكي طمأنة روسيا الى ان مساعدة واشنطن على تقوية نظام دفاعها الجوي ليس موجها ضدها، وقال: «سلاح جوي بولندي قوي لن يكون موجها ضد أحد، وهدفها السماح لبولندا ان تكون عضوا قويا في حلف شمال الاطلسي (الناتو) وتمكنها من المشاركة في عمليات جوية مشتركة داخل الحلف».

تجدر الاشارة الى ان البرلمان البولندي عليه الموافقة على اي اتفاق محتمل قد يبرم بين البلدين، كما أن الكونغرس الاميركي عليه ان يوافق على تمويل المشروع. ومن المقرر ان تقدم الحكومة التشيكية في شهر ابريل (نيسان) المقبل الى البرلمان مشروع معاهدة بين بلادها والولايات المتحدة حول اقامة نظام رادار خاص بالدرع الصاروخي الاميركي على الاراضي التشيكية. وتنوي الولايات المتحدة نشر عشرة انظمة اعتراض صواريخ على الاراضي البولندية، تقول إنها ضد الهجمات الصاروخية المتحملة من قبل دول تصنفها في خانة الدول المارقة مثل ايران وكوريا الشمالية. الا ان روسيا تعتبر نشر هذه الانظمة موجها ضدها وكانت قد عرضت حلا بديلا رفضته وشنطن. وهددت بتوجيه اسلحتها النووية نحو بولندا اذا اقدمت واشنطن على نشر الدرع الصاروخي في هذا البلد. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قارن الخطوة الاميركية بازمة الصواريخ في جزيرة كوبا في الستينات، عندما سعى الاتحاد السوفياتي السابق الى نشر صواريخ نووية على الاراضي الكوبية ونشبت على اثرها ازمة دولية كادت ان تتحول الى مواجهة نووية بين موسكو وواشنطن.