إيران: تدشين مركز فضائي لإطلاق أقمار اصطناعية.. وصاروخ جديد للأبحاث

يتضمن محطة مراقبة تحت الأرض ومنصة إطلاق * واشنطن تحذر طهران من زيادة عزلتها

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يضع نظارة للرؤية الثلاثية الأبعاد لمعاينة خريطة خلال زيارته المركز الفضائي في طهران أمس (أ.ب)
TT

قال التلفزيون الايراني الرسمي ان طهران اطلقت صاروخا مصمما لحمل قمر صناعي للابحاث الى مدار حول الارض، وذلك لاختبار قدرة طهران على اطلاق أول قمر صناعي للابحاث في مدار حول الارض العام المقبل. وتشير قدرة ايران على اطلاق أقمار صناعية الى الفضاء الى تقدم تكنولوجيا الصواريخ الايرانية وهو ما قد يثير قلق بعض القوى الغربية التي تخشى من طموحات طهران النووية. ويقول محللون ان التكنولوجيا المستخدمة لاطلاق أقمار صناعية يمكن ان تستخدم في الوقت نفسه لاطلاق أسلحة. ويأتي ذلك فيما دشنت طهران اول مركز فضائي لها يهدف الى اطلاق اقمار اصطناعية ايرانية الى الفضاء مواصفاته بدائية حسبما ظهر في صور نقلها التلفزيون. وفي أول رد فعل من واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الابيض تعليقا على تجربة الصاروخ الإيراني وتدشين مركز فضائي: «امر مؤسف ان إيران ما زالت تواصل تجريب الصواريخ البالستية. النظام الإيراني يواصل اتخاذ خطوات تزيد من عزلته، وعزلة الشعب الإيراني عن المجتمع الدولي». وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في كلمة القاها في المناسبة ونقلها التلفزيون الرسمي «يجب ان يكون لدينا وجود ناشط وفاعل في الفضاء». وأضاف «خطت ايران خطوتها الاولى ليكون لها وجود في الفضاء بقوة كبيرة ودقة وحكمة. تصنيع قمر صناعي واطلاقه هو انجاز هام للغاية». وبث التلفزيون صورا لموقع في قلب الصحراء وضع فيه صاروخ يشبه الصاروخ «شهاب 3» افقيا على شاحنة نقل استعدادا لاطلاقه. ووصف الصاروخ بانه مخصص «للابحاث». وذكر التلفزيون الايراني ان أحمدي نجاد قام بالعد التنازلي لاطلاق الصاروخ من غرفة التحكم وسط تكبير الحضور من المسؤولين. وأعلن التلفزيون الايراني عن اطلاق الصاروخ وعرض في وقت سابق لقطات لصاروخ على منصة للاطلاق في منطقة صحراوية ثم عرض لقطات للصاروخ وهو ينطلق مخلفا وراءه خطا من الدخان. وبدت مظلة وقد اسقطت من الصاروخ بعد وقت قصير من اطلاقه. ولم يقدم التلفزيون الكثير من التفاصيل عن الصاروخ.

من ناحيتها، قالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان احمدي نجاد «دشن اول مركز فضائي بني محليا ويتضمن القمر الصناعي اوميد (أمل) ومحطة مراقبة تحت الارض ومنصة اطلاق».

وقالت وكالة الانباء الطلابية (ايسنا) ان منصة الاطلاق تقع قرب بلدة سمنان في الشمال حيث يوجد مركز تجارب الصواريخ الايرانية. وقالت وكالة الانباء الايرانية ان صاروخا مشابها سيستخدم لاطلاق القمر الصناعي للابحاث اوميد المقرر «خلال العام الايراني المقبل» الذي يبدأ في الحادي والعشرين من مارس (آذار).

ومن المتوقع ان يزيد تدشين هذا الموقع مخاوف الغربيين حول الهدف الفعلي من البرنامج الفضائي الايراني، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على طهران لتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال احمدي نجاد «لا يمكن لأي قوة ان تقف بوجه الامة الايرانية» وهاجم «نظام الهيمنة الذي يذل الشعوب والامم عبر الايحاء بانها عاجزة». والمعروف ان برنامج الصواريخ الايرانية يخضع للعقوبات التي تفرضها الامم المتحدة مثله مثل برنامج التخصيب النووي.

ويجري الاعداد حاليا في مجلس الامن لدفعة ثالثة من العقوبات على ايران لاجبارها على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الا ان طهران تؤكد على الدوام انها في غير وارد التراجع عن هذا البرنامج. ويرى الغربيون ان الهدف من البرنامج الباليستي الايراني ليس سوى خدمة البرنامج النووي.

وكانت ايران اعلنت في فبراير (شباط) 2007 انها اختبرت بنجاح اول صاروخ فضائي لها وصل حسب المسؤولين الايرانيين الى ارتفاع 150 كلم مع العلم ان الفضاء يبدأ حسب المعايير الدولية عند ارتفاع مائة كيلومتر الا انه يبقى غير كاف لوضع قمر اصطناعي في المدار.

ويرجح ان يكون هذا الصاروخ الايراني الجديد نسخة مطورة لصاروخ شهاب ـ 3 الذي يصل مداه نظريا الى 1600 كلم وزيد لاحقا الى 2000 كلم حسب ايران. ويقع هذا الصاروخ الاكثر تطورا في الترسانة العسكرية الايرانية تحت مسؤولية الحرس الثوري.

وتملك ايران حاليا قمرا اصطناعيا واحدا هو «سينا ـ 1» المصنع في روسيا والذي وضعه صاروخ روسي في المدار في أكتوبر (تشرين الاول) 2005 من موقع اطلاق في روسيا.

وكلفت روسيا صنع قمر اصطناعي ثان يدعى «زوريه» بموجب اتفاق وقع في يناير (كانون الثاني) 2005 الا ان انجازه تأخر. واعلنت روسيا ان التأخير في صنعه يعود الى رفض مؤسسات اوروبية تصنع اجزاء من هذا القمر تسليمها لروسيا لانها لا تريد المساهمة في صنع قمر صناعي ايراني.

وكثيرا ما تعلن ايران عن تحقيق تقدم في تكنولوجيا الصواريخ. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أعلنت عن انتاج صاروخ جديد يبلغ مداه 2000 كيلومتر في اضافة الى ترسانتها التقليدية.

ويقول خبراء غربيون ان نادرا ما تقدم ايران تفاصيل كافية تحدد أهمية ما تحققه من تقدم تكنولوجي. ويقولون أيضا ان معظم التكنولوجيا الايرانية تقوم على تعديلات أدخلت على معدات قدمها لها اخرون مثل الصين وكوريا الشمالية. وتملك ايران التي ترفض الاعتراف باسرائيل مجموعة من الصواريخ المتوسطة المدى. وتقول ان مدى صواريخها الطويلة يصل الى 2000 كيلومتر وهو ما يعني ان تدخل اسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج في مرماها.