في كتاب جديد قام بتأليفه فريق من الباحثين، صدر عن مكتب النشر التابع لمعهد الدراسات العراقية في بيروت تقرير يتناول وضع العلوم الاجتماعية في الجامعات العراقية على فرضية صائبة تتمثّل في وجود ضعف بنيوي متراكم منذ عقود، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى مسح ميداني لتشخيص الوضع القائم وبلورة توصيات واقتراحات ومشاريع تُسهم في تطوير المناهج الأكاديمية والكوادر التدريسية وأساليب البحث من أجل تجاوز الضعف الحالي نحو مستقبل تواكب فيه أقسام العلوم الاجتماعية في العراق مثيلاتها في جامعات العالم المتطور. ويتمتع أعضاء فريق الأبحاث الذي أنجز التقرير بخبرة طويلة في التدريس ومعرفة الحياة الأكاديمية في الجامعات العراقية وأقسام العلوم الاجتماعية فيها، إضافة إلى إطلاعهم على مناهج وطرائق عمل هذه الأقسام في العراق وفي أوروبا بما يسمح بالمقارنة والإفادة من تجارب متعددة. ويؤكد واضعو التقرير أيضاً أن الجهود المستدامة، على الأمدين الطويل والمتوسط، لن تثمر إلا بالاعتماد على دراسات ميدانية مفصَّلة لتقويم الوضع الراهن عبر الملاحظة المباشرة والبيانات الدقيقة والتحليل والمقارنة. وهذا لن يتحقق إلا بجهود أكاديمية متعددة. وما هذا التقرير سوى واحد منها، بل بداية متواضعة لها.
ويأمل الباحثون أن يثير هذا التقرير نقاشاً على المستويين الأكاديمي والحكومي للبحث في كيفية تجاوز الوضع القائم.