كارلا بروني ومطب «يهودي» في أول مقابلة صحافية

الفرنسية الأولى الجديدة تكره الطلاق ووعدت بأن تبقى زوجة ساركوزي حتى الموت

كارلا ساركوزي
TT

لأنها «عاشقة»، بهذه الكلمة المختصرة ردت كارلا بروني، قرينة الرئيس الفرنسي، حول سؤال عما يدفعها لتحمل الأجواء الضاغطة للعيش في قلب الحياة السياسية. وأثارت المقابلة الموسعة التي أدلت بها الفرنسية الأولى الجديدة إلى صحيفة «الإكسبرس» أمس، ضجة واسعة في مختلف وسائل الإعلام، واستدعت احتجاجاً من مدير صحيفة «نوفيل أوبزرفاتور» ورسالة اعتذار من بروني. لكن المغنية الإيطالية التي تعمل بجد، من بيتها الخاص في باريس، على إصدار اسطوانتها الثالثة، كشفت في المقابلة عن صورة امرأة لرجل واحد، معتدة بشخصيتها، تكره الطلاق، وترغب في تحمل مسؤولياتها الجديدة بالشكل اللائق.

وتحدثت كارلا عن زوجها الرئيس بعدة صيغ، فقد ذكرته باسمه الأول، نيكولا، 13 مرة في المقابلة التي احتلت 8 صفحات من المجلة. كما ذكرت 5 مرات عبارة «زوجي»، واستخدمت أيضاً تعابير «الرئيس» و«الرجل الذي أحب». وأوضحت أن ما حدث بينها وبين نيكولا «لم يكن سريعاً بل فوري». ولذا فإن الأمور، بالنسبة لهما، سارت بشكل بطيء.

وبكلمات بسيطة، شطبت عارضة الأزياء السابقة على ما يقال عنها من أنها صائدة رجال وتهوى تغيير العشاق. وقالت: «أنا إيطالية الثقافة ولا أحب الطلاق، ولذا سأبقى في موقع السيدة الأولى حتى انتهاء ولاية زوجي، كما سأبقى زوجته حتى الموت. وأعرف أن الحياة تخبئ لنا مفاجآت، أحياناً، لكن هذا هو ما أتمناه».

أما الفقرة التي أثارت اللغط في المقابلة، فجاءت رداً على سؤال حول رأيها في الدعوى التي أقامها الرئيس على الموقع الإلكتروني لمجلة «نوفيل أوبزرفاتور»، بعد نشر خبر يتناول الحياة الخاصة لساركوزي وطليقته، وهل هي البداية لمواقف متشددة إزاء وسائل الإعلام، قالت الزوجة الجديدة: «إن الدعوى المبررة لزوجي ليست ضد مؤسسة صحافية بل ضد الوسائل الجديدة لتشويه الأخبار، فالإنترنت قد يكون أفضلَ الوسائل وأسوأها أيضاً. ومن خلال موقعها الإلكتروني، دشنت هذه المجلة دخولها ميدان الصحافة الشعبية. فلو كان هذا النوع من المواقع موجوداً كيف ستكون حالات الوشاية باليهود؟». وقصدت بروني ما قام به أفراد وصحف من تحريض على اليهود خلال الاحتلال الألماني لفرنسا. وحال تسرب أنباء ما قالته بروني في المقابلة، نشر مدير «نوفيل أوبزرفاتور» كلمة استهجن فيها المقارنة بين حادثة فردية وبين المأساة التي تعرض لها اليهود في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، وقال «إن هذه أمور لا يمكن اللعب بها». ويبدو أن التعرض لليهود خط أحمر، لذلك بادرت زوجة الرئيس وبعثت برسالة اعتذار عما ورد على لسانها حول هذه النقطة، جاء فيها: «إذا كانت المقارنة التي ذكرتها قد جرحت أحداً فأنا أعتذر إلى أقصى حد، فقد أردت فقط أن أقول رأيي في الضرر الذي تتسبب فيه المواقع التي تهاجم الأشخاص وتشوه المعلومات». ونشر موقع مجلة «الإكسبرس» الاعتذار على الفور.

ولدى سؤالها عن نشر صور ابنها الوحيد أوريليان، أثناء مرافقتها للرئيس في رحلة سابقة إلى موقع البتراء التاريخي في الأردن، أقرت بروني بأنها ارتكبت خطأ باصطحاب طفلها معها، لكنها بررت الأمر بأنها، بعد مسيرة ثلاثة أرباع الساعة حاملة ابنها، شعرت بالتعب فأخذه الرئيس وحمله فوق كتفيه، ولم تكن تتوقع وجود 600 مصور ظهروا أمامها، فجأة، فطلبت من ابنها أن يغطي وجهه بمعطفه. وذكرت بروني، التي صار اسمها كارلا ساركوزي، أنها لا تعرف، بعد، ما الذي ستقوم به كسيدة أولى، لكنها تعرف أنها ستقوم به بشكل جدي. وأضافت أنها تحترم ما قامت به السيدتان دانييل ميتران وبرناديت شيراك لكنها، مثل زوجها، لا تشبه من سبقها، وتود أن تحافظ على شخصيتها، مع الاحترام الواجب لكرامة موقع السيدة الأولى.