كشف خبراءٌ في السياحة عن ارتفاع حركة الاستثمار في المشاريع السياحية في الاعوام الاخيرة بشكل ملحوظ، مؤكدين أن العام الماضي، حقق ارقاما قياسية في الاستثمار بالقطاع بدول مجلس التعاون الخليجي وصلت الى نحو 273 مليار دولار، مقابل 320 مليار دولار لجملة المشروعات السياحية في منطقة الشرق الاوسط.
وأوضح محبب المزروعي، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أن الاستثمار في القطاع الفندقي بدول الخليج بلغ نحو 16 مليار دولار، بينما بلغت الاستثمارات الخاصة بتوسعة المطارات نحو 25 مليار دولار، في حين بلغت المساهمات السياحية 172 مليار دولار عام 2007. وأعرب عن توقعه بارتفاع المساهمات إلى نحو 310 مليارات دولار في غضون عشر إلى تسع سنوات. جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها المزروعي نيابة عن عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون بمناسبة فعاليات ملتقى السياحة والاستثمار الخليجي في دورته الثانية الذي افتتح مساء أمس بجدة برعاية الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، ويستمر لمدة 3 أيام بفندق «جدة هيلتون».
من ناحيته، أكد الدكتور عصام فخرو رئيس مجلس اتحاد غرف دول المجلس عما تحتاجه دول المجلس للرقي بمستواها السياحي لتستطيع بتلك المقومات جذب السياح من كل مكان دون اقتصارها على السائح الخليجي. وقال «بلغ حجم المساهمة الاقتصادية للسياحة بنسبة 30 في المائة من إجمالي عائدات قطاع الخدمات على مستوى العالم وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسياحة والسفر لعام 2007، بجانب مساهمتها بحوالي 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وخلقها أكثر من مليون فرصة عمل شهريا، كما أسهمت حركة السياحة العالمية بـ5.4 تريليون دولار».
وتوقع فخرو أن ترتفع مساهمة السياحة الخليجية في الناتج المحلي والإجمالي وفي دعم البنية الهيكلية، وذلك كما يقول «من خلال توسيع القاعدة الإنتاجية وتنويعها، ومن خلال توليد حجم كبير من فرص العمل على مختلف المستويات، خصوصا أن البيانات المتوفرة تشير إلى تخصيص دول المجلس نحو 380 مليار دولار للمشاريع السياحية حتى عام 2018، بينما ينفق السياح الخليجيون نحو27 مليار دولار سنويا في الخارج».
وطالب فخرو بضرورة توحيد الرسوم وإصدار التأشيرة الموحدة بين دول المجلس لتسهل تنقل السائح غير الخليجي بكل حرية بين دول الخليج، منوها بتقرير صادر عن الاتحاد العربي للفنادق بأن السياحة العربية البينية لم تتجاوز 40 في المائة من السياحة العربية، في حين يتجه 60 في المائة من السائحين العرب لمقاصد غير الدول العربية، في حين تبلغ نسبة السياحة البينية بين الدول الأوروبية 88 في المائة ويخرج 12 في المائة فقط خارج أوروبا.
وذكر في ملتقى السياحة والاستثمار الخليجي أن دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى في الاستثمارات المتعلقة بالسياحة بين دول الخليج، إذ بلغت 85 في المائة من مجموع الاستثمارات في دول المجلس الخليجي، تليها سلطنة عمان إذ بلغ حجم استثمارها 17 مليار دولار. أما مملكة البحرين فقد احتلت المرتبة الثالثة، إذ بلغ استثمارها 6 مليارات دولار. واحتلت المملكة العربية السعودية 4.5 مليار دولار تليها الكويت بفارق مليار دولار.