وضع خبير طبي سعودي الافراط في تعاطي مضادات الآلام والمسكنات بجرعات كبيرة لفترات طويلة، في قائمة أهم الأسباب المؤدية للفشل الكلوي، إلى جانب دائي السكري، وارتفاع ضغط الدم اللذين يشكلان معا ما نسبته 60 الى 70 في المائة من مسببات الفشل الكلوي في الوقت الذي يواجه فيه المركز السعودي لزراعة الكلى، أزمة حقيقية مع قلة المتبرعين، وتزايد حالات المصابين به الى نحو 8400 مريض، وصعوبة إقناع ذوي المتوفين من السعوديين بعد الوفاة، رغم وجود فتاوى شرعية تجيز التبرع. وبدت السعودية قريبة من تسجيل الرقم 9 آلاف، في عدد الحالات المصابة بالفشل الكلوي، حيث أشار الدكتور سعد الغامدي استشاري امراض الكلى وزراعتها ورئيس الأمراض الباطنية ومدير مركز الكلى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الى أن المعدل السنوي للاصابة بين 100 و120حالة جديدة لكل مليون من السكان. اي انه بعد عام من الآن سوف يكون هنالك ما لا يقل عن ألفي حالة جديدة تحتاج الى العلاج التعويضي، وزيادة الضغط في أعداد المرضى الذين يحتاجون الى مراكز التنقية الدموية.
وبيّن الدكتور الغامدي، الذي يترأس اللجنة المنظمة للمؤتمر السنوي الثالث لأمراض وزراعة الكلى، المنعقد في جدة، والذي افتتح أعماله مساء أمس الاول، بأن فقر الدم يصيب نحو 90 في المائة من مرضى الفشل الكلوي كأحد أهم مضاعفات المرض، إضافة إلى عوامل أخرى يسببها الفشل الكلوي والغسيل الكلوي كظهور الأنيميا بسبب تجمع السموم البولية التي تلعب دورا مهما في تثبيط وظيفة نخاع العظم. وأشار الدكتور الغامدي إلى أن مرض السكري هو المسبب الرئيس بنسبة 30 الى 40 في المائة من الحالات يليه ارتفاع ضغط الدم، حيث يصيب 20 الى 30 في المائة من الحالات ثم التهاب الكبيبات الكلوية المزمنة والتهابات الكلى المزمنة والامراض الكلوية الوراثية، وأضاف «اصبحنا نشاهد تزايدا في اعداد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن والناتج عن الإفراط في تعاطي مضادات الآلام والمسكنات بجرعات كبيرة ولفترة طويلة».
وأضاف الدكتور الغامدي أن العام الفائت شهد زراعة ما يقارب 220 كلية من أقرباء وحوالي 70 من متوفين دماغيا، فيما يوجد على قائمة زراعة الكلى في السعودية ما يزيد على 3 آلاف حالة، وان فرص الزراعة لهؤلاء المرضى في السعودية متدنية، قياسا بحوالي 800 عملية زراعة تمت لمرضى سعوديين خارج البلاد، وهي ما تعرف بعمليات «الزراعة التجارية» والقائمة في بعض الدول وغالبا ما تتم بطريقة تجارية مصاحبة بمضاعفات متوقعة، نظرا لان هذا النوع من عمليات الزراعة يصاحب عادة بمشاكل كبيرة، حيث يجرى عدد كبير منها في ظروف غير ملائمة مع وجود العامل التجاري الذي قد لا يتفق مع الجانب العلمي في بعض الاحيان.
وتشير الدراسات الطبية إلى أن الولايات المتحدة الأميركية من أكثر الدول انتشارا للفشل الكلوي الدائم والنهائي، حيث يصيب المرض 240 حالة لكل مليون من السكان سنويا، وتنخفض هذه النسبة في بعض الدول الأوروبية إلى 60 حالة لكل مليون من السكان، فيما لا تختلف النسب المسجلة سنويا عن نظيراتها في أميركا بسبب ما يعزوه الأطباء إلى التشابه في النمط الغذائي الأميركي، والإفراط في تناول الطعام وإهمال ممارسة الرياضة.
وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي افتتح مساء أول من أمس فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لأمراض وزراعة الكلى.