«سابك» تنجح في قيادة السوق للتمسك بالارتفاع لليوم السادس على التوالي

التعاملات تفتقد ظاهرة النسبة القصوى وشركة تأمين تحقق 113.5% في 16 يوما

TT

نجحت شركة سابك أمس في قيادة سوق الأسهم السعودية للتمسك بالارتفاع لليوم السادس على التوالي، بعد أن استرسل المؤشر العام في طريق الصعود المتوازن، في ظل اقترابه من مستويات 8800 نقطة، لتكسب السوق 1000 نقطة خلال مسيرة الارتفاع الأخيرة، بما نسبته 11.3 في المائة.

وانفردت أسهم «سابك» بالارتفاع الجيد، والذي استطاع قهر الضغط السلبي الناجم عن أسهم شركة الكهرباء السعودية، والتي أثرت سلبا على مساحة التفاؤل الطاغية على تعاملات الأمس، بعد أن لجأت إلى التراجع بنسبة 5 في المائة، إلا أن قدرة «سابك» السوقية ـ وهي المؤثر الأكبر في السوق ـ، تمكنت من ردع الانصياع لرغبة سلبية «الكهرباء» بعد ارتفاع أسهم الشركة بمعدل 2.4 في المائة. وكان لحركة «سابك» الدور الأبرز في دفع مؤشر القطاع الصناعي إلى تصدر قطاعات السوق من حيث نسبة الارتفاع، محققا صعودا قوامه 2.2 في المائة، يليه قطاع الأسمنت الذي غلب على أسهم شركاته اللون الأخضر، صاعدا بنسبة 1.9 في المائة، لتتغلب القطاعات الصاعدة على مثيلاتها الهابطة بعد ارتفاع 5 قطاعات مقابل انخفاض 3 قطاعات.

وافتقدت تعاملات الأمس لظاهرة النسب القصوى والتي كانت تلّون قائمة الأسعار في موجة الارتفاع الحالية، وخصوصا على أسهم الشركات في قطاعات المضاربة، وعلى وجه الخصوص قطاع التأمين، الذي تنازلت فيه أسهم شركتين أمس عن النسبة العليا، بعد ملامستها لها داخل التعاملات.

وواصلت أسهم شركة سلامة ـ إحدى شركات قطاع التأمين ـ الصعود المتواصل لتعانق النسبة العليا أمس في خضم تعاملات السوق، إلا أنها تنازلت عن موقفها المعتاد في الاستمرار بالإغلاق بطلبات دون عروض، لتقفل تداولاتها على ارتفاع 6.7 في المائة، لتتحقق «سلامة» مكاسب بمعدل 113.5 في المائة خلال 16 يوم تداول. وقد ظهر هذا السلوك في الارتفاع المتواصل على أسهم بعض الشركات المضاربية الأخرى ولكن لم تكن بحدة أسهم شركات التأمين، حيث تراجعت نسبة الارتفاعات الحادة التي طغت على أسهم هذه الشركات في تعاملات أول الأسبوع الجاري، وخصوصا المعروفة بـ«الخشاش»، بسبب فقدان الثقة في مدى مصداقية صعود مثل هذه الشركات في ظل ضبابية التوجه العام للمؤشر العام.

وأنهت سوق الأسهم السعودية أمس عند مستوى 9838 نقطة بارتفاع 99 نقطة تعادل 1 في المائة، عبر تداول 246.9 مليون سهم بقيمة 10.7 مليار ريال (2.85 مليار دولار).

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد التويجري مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية باتت أقرب إلى الدخول في مرحلة جني الأرباح الطبيعية، والتي يترقبها كثير من المتعاملين، إلا أن تبادل الأدوار بين أسهم الشركات القيادية منح السوق قدرة على مواصلة الصعود، حيث لا تلبث أسهم شركة قيادية في أن تلجأ إلى التراجع حتى تتولى المهمة شركة قيادية أخرى.

وأكد التويجري على أن هذا السلوك يحتم على المتابع مراقبة أسهم الشركات على حدة دون التركيز على اتجاه المؤشر العام، خصوصا أن الوقت الحالي أثبت التوجه العشوائي لأسهم بعض الشركات، مما يلزم المتداول على الانتقائية بين الشركات بمراقبة تحركاتها الخاصة. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام ارتطم داخل تعاملات أمس بمستوى مقاومة صلبة تتمثل في مستوى 9900 نقطة، والتي تعتبر مستويات عنيدة وقفت للمرة الثانية في وجه حركة السوق التصاعدية، كانت الأولى في 2 من الشهر الجاري والتي أرغمت السوق على التنازل عن مستويات 9000 نقطة.

وأفاد الخالدي أن هذا التوجه في حركة المؤشر العام يعكسه مقابلة أسهم شركة سابك لمقاومة صعبة، بالإضافة إلى أسهم مصرف الراجحي، إلا أن أسهم شركة الاتصالات السعودية لديها مساحة تحرك فنية تمكنها من مواجهة أي تراجع في أسهم الشركات القيادية الأخرى، بالإضافة إلى الإيجابية التي يعكسها قطاع الكهرباء.