أنقرة: خيار العملية العسكرية ضد «الكردستاني» على الطاولة

ترجيحات بشن «ضربة قاضية» على المقاتلين الأكراد في إقليم كردستان في الربيع

TT

قال وزير الخارجية التركي، أمس، إن تركيا تفكر في شن هجوم بري على مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور الموجودين في شمال العراق، فيما حلقت طائرات حربية تركية في سماء قضاء آميدي بمحافظة دهوك بكردستان العراق، بحسب مصادر كردية. ومن جهتها، قالت الحكومة العراقية إن انتهاك الأراضي العراقية «سيأتي بنتائج غير جيدة».

وقالت الخدمة التركية لشبكة (سي.ان.ان) نقلا عن علي باباجان «خيار العملية البرية على الطاولة. توقيت (العملية) والأحوال الجوية على قدر من الأهمية».

وحشدت تركيا آلافا من قواتها على حدود العراق ونفذت بالفعل في الاشهر الاخيرة عمليات صغيرة عبر الحدود لقوات الكوماندوس وأيضا عمليات قصف جوي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور.

وفي وقت سابق من الشهر قصفت الطائرات التركية 70 هدفا لحزب العمال الكردستاني داخل العراق في واحدة من أكبر الغارات حتى الآن وتوعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالمضي قدما في الهجمات عبر الحدود «حتى ننتصر»، بحسب وكالة رويترز.

وعادة ما تقوم القوات المسلحة التركية بعمليات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل تركيا في فصل الربيع مع ذوبان الجليد من على الجبال. وأول من أمس قالت صحيفة «توديز زمان» الصادرة بالانجليزية القريبة من حكومة اردوغان، إن القوات المسلحة تستعد للقيام بعملية برية داخل شمال العراق في منتصف مارس (آذار) ستوجه «ضربة قاضية» للمسلحين.

من جهته، ذكر الموقع الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني عن مصدر كردي قوله إن «الطائرات التركية اخترقت سماء مناطق نيروي بالا وريكان في ناحية كاني ماسي وقضاء آميدي في محافظة دهوك».

وأشار الموقع إلى أن الطائرات والمدفعية التركية «تقصف بين الحين والآخر القرى الحدودية في إقليم كردستان العراق لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، حيث تعرضت القرى الحدودية لخسائر مادية كبيرة بالإضافة إلى مقتل وإصابة عدد من الأكراد».

وبدأت الحملة العسكرية التركية في شمال العراق بعد ان وافق الرئيس الاميركي جورج بوش في نوفمبر (تشرين الثاني) على ان يقدم لأنقرة معلومات مخابرات دقيقة عن تحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل العراق. وقال العراق مرارا إنه يبذل كل ما بوسعه للاستجابة لمطالب تركيا الخاصة بكبح جماح المسلحين الأكراد داخل أراضيه وحث أنقرة على اللجوء الى الدبلوماسية لحل القضية. وتلقي تركيا على الحزب الكردستاني مسؤولية مقتل نحو 40 ألفا منذ ان بدأ حملة مسلحة لإقامة وطن مستقل للأكراد في جنوب شرقي تركيا عام 1984.

وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحزب الكردستاني منظمة ارهابية، لكن أنقرة اتهمت مرارا حلفاء لها خاصة في اوروبا بعدم التعاون في التصدي للحزب.

ونقل عن باباجان قوله أمس «نتعاون مع الولايات المتحدة في القتال ضد الإرهاب». والى الخير:

الى ذلك، قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية «نحن نتفهم الوضع الذي تعيشه تركيا نتيجة تهديد امنها، لكن هذا لا يعني ان علينا ان نسمح للقوات التركية بانتهاك اراضينا وسيادتنا».

واضاف الدباغ قائلا لـ«الشرق الاوسط» من بغداد «نحن نعرف ان الضربات الجوية التركية لن تحقق نتائجها المردودة في القضاء على المتمردين الاكراد لهذا هم بحاجة الى التدخل بواسطة البر لملاحقة بؤر الارهاب ولكن على تركيا ان تدرك ان انتهاكها للاراضي العراقية سيأتي بنتائج غير جيدة في داخل تركيا وخارجها».

ومن جهته، وصف فؤاد معصوم رئيس التحالف الكردستاني في مجلس النواب (البرلمان) العراقي ما تخطط له تركيا بالقيام بعملية عسكرية برية في الربيع المقبل بـ«الخطير جدا». وقال معصوم لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد ان «على الحكومة الاتحادية ان تتصدى لمثل هذه المحاولات دبلوماسيا وسياسيا واشراك الدول العربية والدول الغربية الصديقة».