«الجماعة الإسلامية»: قاطعنا الانتخابات قبل أن تبدأ .. والأصوليون لن يتوقفوا عن معارضة مشرف حتى يتنحى

عبد الغفار عزيز لـ«الشرق الاوسط»: 75 في المائة من الشعب الباكستاني قاطع الانتخابات

عبد الغفار عزيز
TT

مع تقدم المعارضة الباكستانية في انتخابات البرلمان الوطني والبرلمانات الإقليمية الأربعة التي جرت أول من أمس على حساب أنصار الرئيس برويز مشرف، وتراجع الصوت الاصولي بصورة حادة، ونزول آلاف من أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى الشوارع احتفالا بما قالوا إنه فوز كبير يحقّقه حزب الرابطة الإسلامية «جناح نواز شريف المعارض». وفي مدينة كراتشي جنوب باكستان التي تٌعتبر من أهم معاقل حزب الشعب المعارض الذي كانت تتزعمه الراحلة بي نظير بوتو، نزل آلاف الأشخاص كذلك من أنصار الحزب إلى الشوارع للاحتفال في انتظار النتائج الرسمية لفرز الأصوات في الانتخابات، كما نزل إلى شوارع  كراتشي محتفلون من أنصار أحزاب أخرى شاركت في الانتخابات مثل حزب عوامي البشتوني. «الشرق الأوسط» توجهت الى عبد الغفار عزيز مسؤول العلاقات الخارجية والمتحدث الرسمي باسم «الجماعة الاسلامية» الباكستانية اكبر التيارات المعارضة في باكستان، واكد عزيز الذي يتحدث العربية بطلاقة، الذراع اليمنى لقاضي حسين امير «الجماعة الاسلامية» ان الاصوليين لن يتوقفوا عن معارضة مشرف حتى يتم تنحيه عن الحكم. وجاءت الاجوبة عبر الهاتف على النحو التالي:

* اين انتم من نتائج الانتخابات الباكستانية وسط تقارير تشير الى تراجع الصوت الاسلامي قبل بدء عملية التصويت؟

ـ لقد قاطعنا الانتخابات قبل ان تبدأ ضمن مظلة «الحركة الديمقراطية لجميع الاحزاب» وتشمل 26 حزبا، وتلك الحركة تكونت في لندن وشارك فيها حزب الرابطة الإسلامية «جناح نواز شريف المعارض» الا انه تراجع وشارك في الانتخابات، وعدد اخر من الاحزاب الاسلامية والعلمانية والقومية ومنظمة المحامين وعدد من القضاة والمنظمات الحقوقية.

* ما سبب مقاطعتكم للانتخابات البرلمانية ؟ ـ لاننا نعتبر موقف الرئيس برويز مشرف غير قانوني، ولن نتوقف عن معارضته حتى تتم تنحية عن سدنة الحكم كرئيس للجمهورية.

* هل تعتبر ان الشعب الباكستاني استجاب لنداء «الحركة الديمقراطية لجميع الاحزاب»؟ ـ استطيع القول ان 75 في المائة من ابناء الشعب الباكستاني قاطع الانتخابات، وكان الاقبال ضعيفا على صناديق الاقتراع، والذي شارك صوت ضد برنامج الرئيس مشرف، وكانت النتيجة واضحة بفوز المعارضة، وانتقال الحزب الحاكم الى صفوف المعارضة، والرئيس مشرف اليوم تضيق الحلقة من حوله، وليس امامه من مبرر او سند قانوني، عندما يعرف ان الشعب لا يريده سوى التنحي عن الحكم.

* ما الهدف المعلن للائتلاف الحكومي المقبل؟ ـ اولا رفض حكم الرئيس مشرف، وثانيا اعادة المؤسسة القضائية برئاسة القاضي افتخار احمد شودري الى سابق عهدها يوم 3 نوفمبر الماضي، ونتمنى للاحزاب الفائزة في الانتخابات ان تحقق ما وعدت به الشعب، فاذا لم يرحل بهذه الصورة، فهناك ارادة شعبية مستمرة ستتواصل في عمليات احتجاجية لن تهدأ حتى يتم تنحي مشرف، واستطيع ان اؤكد ان اعمال التزوير في الانتخابات قد فشلت، ولم تنجح المحاولات الحكومية لتضييق الهوة بين الفائزين والخاسرين. والمشاكل تحاصر مشرف من جميع الاتجاهات، وهناك رفض شعبي تجاهه من جميع القوى السياسية في الشارع الباكستاني، لانه يريد ان يفرض ارادته على العملية الانتخابية، ولن يكون امامه في نهاية الامر سوى تقديم استقالته، حتى مع دعم القوى الخارجية له، لانه اذا راجعنا تصريحاته السابقة فقد اكد هذا الامر بعد تخليه من لباسه العسكري، انه سيتنحى اذا لم يريده الشعب. وقد يخيّل للرئيس مشرف أن الأمور سوف تهدأ بعد الانتخابات وأن حقبة سياسية ديمقراطية جديدة ستبدأ، لكن الواقع أن هذا الأمر يبقى حلما زائفا ما دام مشرف بقي في السلطة، فعليه أن يواجه تحديات جسيمة، فالأحزاب السياسية ومعظم نقابات المجتمع المدني لا تريده في الحكم، وتعتبر أن وجوده في السلطة يعني أنه هو صاحب القرار النهائي بسبب الصلاحيات الممنوحة له.

* ماذا عن موقف الشخصيات الاسلامية الاخرى مثل مولانا فضل الرحمن الأمين العام لمجلس العمل المتحد الذي يمثل تحالف الأحزاب الإسلامية المعارضة في باكستان ؟

ـ مولانا فضل الرحمن كان معنا في التحالف الديمقراطي، الا انه قبل الانتخابات سلك طريق التعاون مع مشرف، واعتمد على بعض الوعود المستقبلية.

* بماذا تنشغل الجماعة الاسلامية في باكستان اليوم ؟ ـ لقد وضعنا قبل فترة خطة تحت عنوان عام الدعوة والتربية في الشارع الباكستاني لتربية اجيال الشباب على التنشئة الاسلامية الصالحة.